أزمة الهويات

تحولت الاطر الاثنية و القومية و العرقية والدينية و الطائفية والقبلية الى حدود حقيقية تفصل بني الانسان و تخلق صراعات تلفتهم عن دورهمفي بناء الحياة واعمارها و ابقاء هذا الكوكب متوهجاً بالحياة.

وقد لعبت فكرة التركيز على حقوق الاقليات التي يركز عليها المجتمع الدولي عموماً دوراً سلبياً بدلاً ان تلعب دوراً ايجابياً في الحفاظ علىالانسان و جعله القيمة العليا اذ ان تلك الفكرة ركزت تفكير تلك الاقليات في هوياتها الثانوية و جعلتها تتشبع هويتها بشكل مركز و تحاول انتضخم من دور جماعتها .

ان الاستغراق في الهوية والبحث عنها و محاولة ابرازها والتركيز عليها صنع حدوداً حقيقية بين المجتمعات التي تتعدد فيها القومياتوالاثنيات والديانات والطوائف ، و صارت خطوط هذه الحدود تزداد قتامة وبعداً حتى اصبحت ملغومة لا يمكن لأي مشروع انساني متجاوزلتلك التسميات ان يخترقها دون ان تنفجر عليه احد هذه الالغام فترديه و مشروعه ممزقاً ولك ان تراجع تاريخ تلك المشاريع لتجد انها تاريخياًذابت و تبخرت دون نتائج حقيقية.

تستشعر اغلب تلك المسميات الخطر من الاخر و تترقب خطابه بتوجس وقلق يغذي ذلك الزعامات السياسية و الدينية و القومية التي تقتاتوتتقوى من خلال صناعة العدو الوهم .

ويساهم التركيز على خلق صورة العدو الوهم على الابقاء على تلك القيادات و تركيز سلطتها على نفوس ابناء تلك الاقليات.

و ببساطة ستجد ان احد اهم مشاكلنا في العراق تنبع من هذا التوصيف فنحن عبارة عن قوميات و ديانات و طوائف و انواع متعددة منالاقليات و الحقيقة انه لمن الصعب ان نجعل ذلك عامل قوة خصوصاً مع تاريخ مليء بالدماء و الاحداث التاريخية التي حفرت في الذاكرةاستعداء الاخر و التوجس منه والحذر من مجمل ما يصدر عنه.

نحن جميعاً بحاجة الى التفكير جدياً بحلول دائمة تنقذ ما تبقى من الانسان المهشم في هذا البلد

قلوبنا تقطر دماً على هذا الانسان الذي يعيش في حافة دوامة الصراع و يدفع حياته يومياً ثمناً لصراعات بالية لا حق فيها ، صراعاتيعتاش عليها قادة فاشلين ليس في جعبتهم سوى اشعال النار لكي يسارع كل منا للاختباء خلف تلك القيادة والتمترس معها واعادة تدويرهالتكون في الواجهة ، هذه القيادات ليس باستطاعتها بناء مدننا المخربة و لا ايقاف مافيات الفساد و لا اعادة الشعور لي بأنسانيتي.

لذلك اعتقد ان الحل يكمن في خلق حالة وعي بنجاعة الهوية الانسانية وتفوقها على كافة الهويات الفرعية و قدرتها على جمع الشتات و توحيدالانسان تجاه مشاكله الكبرى الحقيقية التي تهدد وجوده وحياته.

ان دافع المصالح المشتركة يمكن ان يكون دافعاً ومحركاً اساسياً يتم توظيفه لا ليكون لافتاً عن الهويات بل ليتم تحطيم تلك التمترسات وابعاد شبحها وتخفيف حدتها.

اياد نجم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here