حماس تستنجد بتركيا لتحرير معتقليها في ليبيا وأخبار عن تململ تركيّ

مراد سامي

رغم العلاقات الوثيقة التي تجمع حركة المقاومة الإسلامية حماس بتركيا، فإنّ بعض الأحداث تطفو على السطح من فترة لأخرى لتوتر طبيعة هذه العلاقة السياسية وتضعها محل مراجعة.

مؤخرا، انتقد بعض قياديّي حركة حماس تركيا لأغراض متعلقة بليبيا التي تعيش حربًا بالوكالة على أراضيها. ذلك أنّ بعض المصادر تتحدّث عن وجود معتقلين ينتمون لحركة حماس داخل الأراضي الليبية وأنّ قيادات حمساوية عُرفت بارتباطها الوثيق بصالح العاروري تحاول الضغط على تركيا من أجل الإفراج عن معتقليها.

أعضاء حماس المعتقلون في ليبيا متّهمون بمحاولة تهريب أسلحة من ليبيا إلى قطاع غزّة وهم حسب بعض المصادر الإعلامية الليبية متواجدون في مُعتقل معيتيقة منذ فترة طويلة نسبيّا.

لتركيا نفوذ قويّ في المناطق التي تُسيطر عليها حكومة السراج، إذ كان تدخّلها العسكري واللوجستي حاسمًا في بعض المعارك المحوريّة. تُدرك حماس هذه الحقيقة، كما تدرك مدى قوّة تركيا وتأثيرها في الشأن الليبي، لذلك توقعت بعض القيادات الحمساوية دعمًا تركيا في سبيل تحرير معتقليها في ليبيا.

وقد تقدمت حماس بطلبات غير رسمية لمسؤولين أتراك بارزين بغرض الضغط على السلطة الليبية للإفراج عن المعتقلين، لكنّ هذه الطلبات لم تلق صدى واسعًا داخل السلطات التركية ولم تتجاوب معها تركيا بالشكل اللازم، حسب مصادر من داخل حماس، وهو ما خلّف خيبة أمل إزاء هذا الموضوع الحساس لحماس.

هناك علاقات تاريخية متينة بين حماس وتركيا، إلا أنّ تسارع نسق الأحداث السياسية مؤخرا جعل الجانب التركي يُقلّل من حجم دعمه لحليفه البارز في المنطقة حماس. هل يؤشّر هذا لتحولات جيوسياسيّة مرتقبة في المنطقة على المدى المتوسط أو البعيد ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here