الإنتخابات السورية 2020

الإنتخابات السورية 2020
في جوٍّ مشحونٍ بالإستعداداتِ ذات الأهميةِ إعلاميا، وتحشيدا للجمهور تعيش مدن سورية هذا اللون من المنافسة الإنتخابية ما بين المرشحين المتقدمة أسمائهم لخوض غمار الإنتخابات البرلمانية في19 تموز الجاري من عام 2020.
المتابعون لهذا الحدث يمكنهم معرفة هوية المرشحين المنضوين وفق برنامج قانوني يختص بالمرشح والناخب وصندوق الإقتراع في ظل مناخات واسعة من الحرية. فبعد غياب الإرهاب الذي استشرى في سورية تتوفر اليوم الفرص السليمة لممارسة الناخب حقه الطبيعي باختيار من يمثله في مجلس الشعب إستعدادا لمرحلة ديمقراطية أخرى قادمة يتمخص عنها قيام مجلس برلماني يلبي طموحاتِ الشعب الذي اختاره وهي مرحلة متقدمة سبقت مرحلة ديمقراطية أخرى قادمة..
إن تغيير الواقع السوري من حالة الركود الى ما هو أفضل هو من أولويات المرشحين على اختلاف انتمائاتهم السياسية والمستقلين. فالجميع عازمون على بناء الدولة القوية، ومحاربة الإرهاب، ودعم المواطن وتوفير الفرص الأفضل للعيش، ودعم الزراعة، والإستثمار، والعلاقات الدولية، الى ما هنالك من مهام تجعل من مجلس الشعب مؤسسةً تعمل بحكمةٍ وصبرٍ وقدرةٍ على العطاء.
المواطنُ السوري يتفهمُ واقعَه، ويتفهم أن صوتَه لن يذهبَ سدى ولن ينحاز الى شعاراتٍ وأمنياتٍ قد تجعله عرضةً لمزيدٍ من الأوجاع خصوصا وأن مصائب الإرهاب، وضائقة الحصار الأمريكي – قانون قيصر- قد جعلت منه أكثرَ وعيٍ وتمسكٍ بقيمهِ الوطنية. لذا فهو عازم على اختيار المرشح الذي يمثلُ نهجَه الوطني وخطه المتماسك الذي خصَهُ وعرفَهُ وعاشَ معهُ كلَّ فصول القهر وصعوبات العيش.
الاستحقاقات كثيرة وستكون ثقيلة على عضو مجلس الشعب القادم نظرا للظروف الاستثنائية التي تعيشها البلادُ من مخلفات الإرهاب الى قانون حصار قيصر، والإبتزاز الأمريكي، بالضغط على الحكومة السورية بتمرير صفقة القرن، وإخراج المستشارين العسكريين الإيرانيين خارج حدود البلاد. الى جانبه فإن القوات الأمريكية ما زالت تساعد الإرهاب وتساند – قسد -، وتتموضع قواتُها في مواقعَ سوريةٍ عديدة كذلك تقوم بسرقة النفط الوطني خارج حدود اللياقة والإنسانية.
إن قيامَ مجلس الشعب القادم، القوي والمتماسك بكل أعضاءه الجدد ونظامه الداخلي وبرنامجه الرصين سيوفر على الدولة الوقت والقوة في مواجهة التحديات، وستنحسر تلك الشروط وتلك الإبتزازات الظالمة. فبعد تخطي هذه المرحلة الصعبة ينتعش الإقتصاد، وتتحسن أحوالُ المواطن المغلوبِ على أمره تحت وطأة هذه الظروف التي يعاني منها بصبرٍ وثباتٍ قلَّ نظيرُه. أما ظاهرةُ الإرهاب فهي الى زوال بقوة سلاح الجيش العربي السوري كونها فقدت العنصر الإنساني فلا يمكن التعويل بأي ظرف للتعامل معها بالسياسةِ وقد حدَّد معالمَها المجتمعُ الدولي على أنها ظاهرة أمريكية، إسرائيلية، أردوغانية، وتمثل فكر وتطرف الدول العربية الرجعية.
لقد صبرت الدولةُ والشعبُ السوري على ألمِ المواجهة ومازال ينتظر ما تحمله قادمُ الأيام، لكن في النفس والقلب الأمل في دولة المؤسسات أن تتخطاها فتصير أزمة عابرة يُعمل على تعويضِها.
الدولةُ السورية تعملُ بحكمةٍ ودراية كفيلتين باجتياز المراحل الصعاب، ولن تتنازل عن تقديم سورية الوطن ومستقبل شعبها لقمةً رخيصةً بيد أمريكا والغرب. أما موقفَها من تحرير أرض الجولان العربي السوري وفلسطين فهو ثابت ورثته عن القادة الأجداد والآباء ممن شيدوا للنضال الفلسطيني العربي قواعدا، وتفانوا لنصرة القدس الشريف حتى تحرير كامل التراب المغتصب من براثن الإحتلال الصهيوني الإسرائيلي. إن المشاريع الصهيو- أمريكية بصناعة ودعم الإرهاب، وصفقة القرن، وفرض قانون قيصر لن تمر، فهي محاولاتٌ فاشلةٌ مادام في الأمة قادة وجنودا وسلاحَ خط المقاومة التي نشيدها…تحرير الأراضي المحتلة في فلسطين والجولان ولبنان، فهو حق المقاومة المشروع ودونه الموتُ أو الحياة.

قاسم محمد الكفائي/ كندا Twitter…. Qasim4canada

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here