العراقيون حيرى: من يسرق عائدات المنافذ الحدودية إذا الجميع يُرحب!؟

العراقيون حيرى: من يسرق عائدات المنافذ الحدودية إذا الجميع يُرحب!؟

محمد وذاح

منذ أن أطلق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وعوده بالسيطرة على المنافذ الحدودية وقطع دابر جميع الجهات سواء كانت حزبية أو الجماعات المسلحة أو عشائر، والتي تسيطر على معظم العائدات المالية لتلك المنافذ، رحب وهلهل قادة وزعماء ورؤساء عشائر بإجراءات الكاظمي واعتبروها خطوة ضعفَ من سبقوه من رؤساء الحكومات المتعاقبة في اتخاذها، بسبب خوفهم وارتعادهم من ردود الفعل التي قد يواجهوها من الجهات التي تسيطر على المنافذ.

هذا الترحيب من قادة الأحزاب وزعماء الفصائل ورؤساء العشائر بخطوات الكاظمي للسيطرة على المنافذ الحدودية وإناطة المسؤولية لجهاز مكافحة الارهاب، قوبل بإستهجان واستغراب من معظم العراقيين الذين يتفقون من دون جدل ولا نقاش؛ بأن تلك الاحزاب والجهات المسلحة والعشائر في العراق هي من تسيطر على مقدرات المنافذ الحدودية منذ عام 2003 والى اليوم.

“اشباح المنافذ الحدودية”

حتى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، كان موارباً في عدم تحديد الجهات التي تسطر على المنافذ الحدودية – على الرغم من علِم القاصي والداني بها- فقد حمّل ما أسماهم «الأشباح» المتواجدين في «الحرك الجمّركي» مسؤولية ابتزاز التجار ورجال الأعمال في منفذ مندلي، معلناً بدء مرحلة إعادة النظام والقانون للمنفذ.

جاء ذلك، خلال زيارة أجراها الكاظمي، برفقة قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبد الوهاب الساعدي، ونائب قائد العمليات المشتركة، الفريق عبد الأمير الشمري، إلى محافظة ديالى ومن قبلها الى مؤانى البصرة “رئة العراق الاقتصادية” التي تدر الواحدة منها ارباحاً طائلة تصل الى أكثر من 60 مليون دولار شهرياً بحسب المسؤولين على تلك المنافذ.

ويرتبط العراق عبر 24 منفذاً حدودياً بريا وبحرياً مع الدول الست المجاورة له، وهي الكويت والسعودية والأردن وسوريا وتركيا وإيران، وتتجاوز وارداتها 9 مليارات دولار سنويا.

ترحيب حزبي

ومن ابرز القوى السياسية والحزبية التي رحبت بخطوات الحكومة لاستعاد السيطرة على منافذه الحدودية، تحالف الفتح العراقي، والذي عبر على لسان المتحدث بأسمهِ ورئيس كتلة السند الوطني، النائب أحمد الاسدي، عن دعمه اللامحدود لسيطرة الدولة بالكامل على #المنافذ_الحدودية لإيقاف هدر أموال الشعب العراقي.

ودعا الأسدي، الحكومة أن تكون إجراءاتها رادعة وشفافة في السيطرة على المنافذ الحدودية، مطالباً “المواطنين إلى التعاون مع الجهات المختصة والإبلاغ عن أوجه الفساد في المنافذ الحدودية”.

من جانبه، قال زعيم عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، في تغريدة على “تويتر”: “ندعم إجراءات الحكومة بالسيطرة على المنافذ الحدودية، مع تأكيدنا على ضرورة بسط السيطرة على باقي المنافذ في إقليم كردستان وعدم إقتصار الإجراءات على منافذ الوسط والجنوب”.

وأضاف “نرى الآن أن تكون هنالك أولوية قصوى لملف الكهرباء والخدمات لانه يمس الناس وحياتهم أكثر من باقي الملفات”.

“استحالة” السيطرة على منافذ كردستان

بالمقابل، رحب ائتلاف دولة القانون، برئاسة نوري المالكي، بمساع الحكومة برئاسة الكاظمي للسيطرة على المنافذ الحدودية، فيما شكّك الائتلاف بقدرة الحكومة الاتحادية للسيطرة على منافذ اقليم كردستان، واصفا الامر بـ”المستحيل”.

ويمتلك إقليم كردستان، أربعة منافذ برية رئيسة مع إيران، هي؛ حاج عمران، وباشماخ، وكرمك، وبرويزخان، إضافة إلى معبر إبراهيم الخليل مع تركيا.‎

وإلى جانب منافذ الاقليم، يمتلك العراق 9 منافذ حدودية برية مع دول الجوار، هي زرباطية والشلامجة والمنذرية والشيب مع إيران، وسفوان مع الكويت، وطريبيل مع الأردن، والوليد مع سوريا وعرعر وجديدة عرعر، مع السعودية. كما يمتلك العراق منافذ بحرية في محافظة البصرة جنوبي البلاد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here