أبا سبتي!!

أبا سبتي!!*

“أبا سبتي” إذا وثَبَتْ خُطاها
سَنَسْبِقُها ولا نَخشى ضَراها

ونأخُذُها إلى حَيث اسْتدارتْ
ونُطعِمُها بما سَئِمَتْ مُناها

إرادَتُنا ستبْقى ذاتَ مَجْدٍ
يُؤهِّبُها ويَرْفلُ في سَناها

هيَ الدُنْيا بما فينا ومِنّا
لنَصْنَعها ونرْعى مُرْتَقاها

فلا نَعْتبْ على زَمَنٍ وكَيْدٍ
بُناةُ العِزّ مِنْ كِبَرٍ سُقاها

ومَنْ طلبَ السَّماءَ بلا اقْتِدارٍ
تَوَهّمَ حالةً فقَدَتْ أباها

تهاوى مِنْ أعاليها صَريْعا
وأذْكى في مَرابعِها بَلاها

أبا سَبتي تذكّرُني بيَوْمٍ
بهِ الأيّامُ قد نَكَرَتْ أخاها!!

وتأخُذُني إلى أمَدٍ بَعيدٍ
بهِ الأحْلامُ كمْ عَبَقتْ شَذاها

وتُعْلِمُني بأنَّ الخَيْرَ حَيُّ
وبَذرَ وجودِنا طيبٌ رَواها

وأصْلُ المَرْءِ فصّاحٌ وضيئٌ
يُعانِقُ شِيمَةً وَرثتْ سِماها

وروحٌ جاهَدَتْ وسَعَتْ لخَيْرٍ
بشمْسِ الحَقِ مَشدودٌ لِواها

تحيّاتي إلى رَجُلٍ هَميْمٍ
ومِقدامٍ يُباذِلها قَراها

ويَبْعَثُها برائِدةٍ لبِرٍّ
ويَحْفظها إذا شَنِئَتْ قِواها

أبا سَبْتي هيَ الأوطانُ تَحْيا
بإنْسانٍ يُباركُ مُحْتَواها

ويَرفِدُها بطيّبةٍ وأخْرى
أطاعَتْ في تآخيها إلها!!

ضميرُ الخَلقِ مِعْيارٌ حكيمٌ
إذا وُزِنَتْ لها يوما تُقاها!!

وعاجلُ برّها خَيرٌ وأشْفى
لسابغَةٍ تقاسَتْ في ضَناها

وإنّ كريْمَها كسَبَ المَهابا
وأحْيا نفسَ إنْسانٍ وجاها

فطِبْ كرَما وإبْهاجا لغَيْرٍ
ومَيْسورا يُطبّبُ مُبْتَلاها

فمَنْ بذلَ العَطاء بها سيَبْقى
ومَنْ طلبَ المَعاليَ إشْتراها!!

فمُنذُ طفولةٍ أدْريْكَ شَهْما
وأعْرفُ نبْتةً حَضَنَتْ ثَراها!!
د-صادق السامرائي
*مهداة إلى رجل من مدينتي يعرفني منذ طفولتي وأعرفه صاحب غيرة وشهامة وأصالة عربية أبية كريمة سامية.
6\7\2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here