العراق ولعبة التوازن مع إقليمه

العراق ولعبة التوازن مع إقليمه
ضياء محسن الاسدي

((( نشاهد في الآونة الأخيرة من عمر الحكومة الجديدة بقيادة فريقها الوزاري بارقة أمل على ضوء التحركات التي تُحسب لها على صعيد الواقع وخطوات صحيحة ظهرت على مسرح الشارع ومست حياة المواطن منها التحقيقات الجارية على قدم وساق لمشكلة الكهرباء ومناقشة أزماتها الجدلية على مدى سنوات طوال ورواتب الموظفين ومحاولة تأمينها ودراسة معالجة الكم الهائل من أخطاء الحكومات السابقة لكن نرى بالمقابل التحركات التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي هي الخطوات الأولى في بداية المشوار الطويل والشاق والذي نأمل منه السير فيه مع المواطن للوصول إلى تلبية البعض من الطموحات التي ينشدها المواطن العراقي لرد الجزء القليل من حقوقه وأحلامه .
أن النشاط والحراك السياسي المطبق جزء منه على أرض الواقع والوعود التي ما زالت على الورق تستوجب منا التروي والانتظار والتريث في التشكيك لنوايا الحكومة وتثبيطها فعلينا إعطاء الفرصة ومساحة العمل الجاد لتطبيق المنهاج المعد لعملها وحينها سنقيم ما يجري وجرى على الواقع وخصوصا إنا نرى بعض الأصوات المتعالية من هنا وهناك في التشكيك بقدرات الحكومة الفتية والعمل الجاد لها من خلال وضعها في خانة العداء وعرقلة عجلة مركبة العمل الحكومي ونواياها في التحرك نحو الأمام والانفتاح ومحاولة التوازن بين الأطراف المتنازعة والمتقاطعة في المصالح مع بعضها البعض وتصفية حساباتها على الساحة العراقية وعلى حساب مصالح المواطن العراقي وأمنه وأمانه . أن الحراك السياسي الأخير للحكومة العراقية يستحق ولو في الوقت الحاضر الوقوف معه وتصويبه ودعمه وإعطائه الزخم الجماهيري والسياسي لنرى بعده مدى مصداقية الحكومة في العمل الذي يُرضي الجماهير ويصب في مصلحتها لأن العراق حسب موقعه الجغرافي يحتاج هذا التوازن في العلاقات مع دول الجوار ودول العالم المتصارعة على الهيمنة لاقتصاد العالم وهناك مقومات لدى العراق ما يؤهله لهذا العمل على شرط أن تكون كل الحلول المطروحة والتفاهمات السياسية والاقتصادية تصب في مصلحة الشعب العراقي وتنمية اقتصاده المتردي وتطويره وتحسين الدخل الفردي والنهوض في صناعته وبناء البنى التحتية له . وبهذا نشد على أيدي الحكومة لما تقوم به من تحركات وفعاليات في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم اقتصاديا وسياسيا وامنيا والعراق من ضمنه نتيجة ضعف اقتصاده وهشاشته أمام الأزمات التي تعصف بالعالم حاليا .
على شرط أن تكون هناك أرضية خصبة وقلوب وأذرع مفتوحة بالمحبة والسلام والتفاهم والتقبل للانفتاح في العلاقات الرصينة المبنية على التفاهم والمصداقية في العمل والتطور لخدمة البلدان التي تريد الخير والصالح لبلدانها . فإذا استطاع العراق أن يوفق في بناء هذه العلاقات المتوازنة مع جيرانه ودوليا مبني على المصالح المشتركة فقد جنب العراق وشعبه كثيرا من الأزمات والمشاكل والصراعات التي تحيط به ويساهم في بناء اقتصاد حر غير مقيد من قوى خارجية بمقدار المساحة والفسحة الممنوحة له ضمن دائرة الضوء الأخضر الحاصل عليه من القوى الفاعلة وصاحبة القرار في العالم والمتنفذة في المنطقة والتي لها الدور الفاعل في رسم خرائط منطقة الشرق الأوسط . ما علينا إلا الترقب والانتظار لهذا الحراك السياسي من قبل الساسة وننتظر النتائج وعلى ضوئها يمكن التقييم والتصويب …)) ضياء محسن الاسدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here