وأخيرا مات العميل الامريكي والبعثي سلطان هاشم

وأخيرا مات العميل الامريكي والبعثي سلطان هاشم
أحمد رجب
توفي في سجن الحوت في الناصرية وزير الدفاع في نظام الدكتاتور صدام حسين سلطان هاشم أحمد الذي قاد عمليات الانفال الاولى القذرة وهو احد المتورطين في الجرائم البشعة الذي وقف الى جانب رأس النظام الفاشي الذي لجأ هو الاخر إلى أقذر الأساليب وأشدها قساوة في القيام بإبادة الجنس البشري والقمع الدموي السافر لمعارضيه ومخالفيه في الرأي والتوجهات وكرهه الشديد للكورد وسائر القوميات العراقية المتآخية وتشبثه بسمات الفاشية التي تجّلت في عنصريته وشوفينيته ذات الطابع العدواني الجامح الموّجه لصهر القوميات جميعها في بوتقة القومية.
قال ريك فرانكونا Rick Francona عميل CIA والمحلل السياسي لشبكة NBC الامريكلية ان الرئيس جلال طالباني هو الذي لفت انظار وكالة الاستخبارات المركزية الى سلطان هاشم احمد وزير الدفاع في حكومة صدام حسين وقال علنا : ان وزير الدفاع قد تعاون بشكل جيد اثناء اعداد الخطة للاطاحة بنظام صدام حسين.، والجدير بالذكر ان سلطان هاشم كان نائبا لقائد العمليات في الجيش العراقي في آذار / مارس عام 1991 ووقع وثيقة إستسلام الجيش مع الجنرال نورمان شورازكوف.
لقد تم توجيه الاتهام الى صدام حسين وجلاوزته الذين قاموا بإعتقال المواطنين وتعذيبهم وقتلهم وإرسالهم إلى مقابر جماعية، ومن الأشخاص المتورطين البارزين فعلاً في إقتراف الجرائم ضمن قوائم منظمة منهم : برزان التكريتي ، علي حسن المجيد وسلطان هاشم احمد الذين تم تقديمهم إلى محكمة عادلة كي ينالوا جزاءهم العادل، ولكن بالمقابل توجد قوائم لدى أبناء الشعب التي تحتوي على اسماء عدد اكبر من الذين إقترفوا جرائم وحشية، ، ومن ضمن المتهمين والمدانين يبرز إلى المقدمة أسم وزير دفاع صدام حسين المدعو سلطان هاشم.
لاشك ان شعب كوردستان التوّاق للسلم والحرية، يتّذكر الثوّار في الأهوار وضحايا البطش والإضطهاد في العراق، يتّذكر الجلادين الذين أحرقوا كوردستان وقتلوا مواطنين أبرياء ، يتّذكر بأنّ السلطة الدموية لنظام صدام حسين تعاملت بوحشية مع العراقيين عامةً والكورد خاصةً، ، يتّذكرالأوباش الذين شنوّا نيران غضبهم وحقدهم على المناضلين العراقيين جميعاً ومن ضمنهم الكورد ، يتذكر عمليات الأنفال الإجرامية السيئة الصيت، يتذكر بأنّ القوات المسلحة في الجيش العراقي استطاعت هدم منازل الفلاحين وتسويتها مع الأرض وسرقة ممتلكاتهم وحرق القرى التي وصل عددها إلى أكثر من أربعة آلاف قرية كوردستانية، وإعتقال السكان جميعاً بما فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، الأمر الذي أدى إلى تشريد آلاف العوائل، وترك قراهم وهجر أراضيهم، كما تمكنت هذه القوات من أسر عدد كبير من الذين حاولوا الهرب من جحيم الأنفال، يتذكر الشهداء الذين سقوا أرض كوردستان بدمائهم القانية.
منذ اعتقاله من قبل القوات الامريكية عام 2003 ولحين موته يوم امس طالب العديد من البعثييين وزمرة العروبة اطلاق سراح سلطان هاشم احمد ومن هؤلاء نواب رئيس الجمهورية : الهارب طارق المشهداني، اياد علاوي ، اسامة النجيفي، ورؤساء البرلمان العراقي سليم الجبوري ومحمد الحلبوسي، والاخرين امثال : صالح المطلك والهارب رافع العيساوي ولكنهم فشلوا وبقى سلطان هاشم في السجن حتى مماته.
ان الشعب الكوردستاني يتذكر بأنّ المجرم سلطان هاشم احمد أرسل إلى رئيسه بطل الشوفينيين العرب وأعداء الشعب الكوردستاني وكوردستان برقية حيث وصف الكورد بفلول البغي وعملاء إيران وجاء فيها قائلاً:
{تم بعون الله تعالى تدمير قوات المخربين في مناطق : دولي جافايه تي، سركلو، بركلو، جالاوه ، جوخماخ ، هه له دن، ياخسه مه ر، زيوة، كانى توو، قزلر} ومناطق ومرتفعات أخرى، مختتماً إيّاها بوفائه بالعهد الذي قطعه بالقضاء على من أسماهم بالضالين ويعني بهم المواطنين الكورد حيث قال : نعاهدكم على الاستمرار بالطرق على رؤوس هذه الفئة الضالة حتى تعود الى صوت الحق، ووقعّها باسم : اللواء الركن سلطان هاشم قائد عملية الأنفال.
وهنا نذكر الغؤغائيين الاشرار ونقول : أنّ قتل (8000) بارزاني و (182) ألف من الشعب الكوردستاني جريمة دولية، جريمة إبادة الجنس البشري (الجينوسايد)، وهي ليست جريمة عادية كسرقة سيارة، أو مشادة كلامية وجرح طرف من الطرفين ، انها جريمة القتل الجماعي.
دافع اياد علاوي عن سلطان هاشم احمد في مناسبات كثيرة ومنها:
دعا رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، اليوم الثلاثاء 3-11-2015، الى اطلاق سراح وزير الدفاع في النظام السابق سلطان هاشم احمد، مؤكدا أن الأخير لم تتلوث يداه بدماء العراقيين.
وقال علاوي في بيان خاص لمحطات التلفزة في مناسبات عدة أطلقنا مناشدات متكررة لإطلاق سراح وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم ، وآخرها كان في اجتماع مشترك للرئاسات الثلاث.
طالب رئيس الوزراء العراقي الأسبق والنائب في مجلس النواب العراقي اياد علاوي في رسائل الى الرئيسين الأمريكي جورج بوش ورئيس الحكومة نوري المالكي، بايقاف تنفيذ حكم الاعدام الذي صدر بحق وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم أحمد من قبل المحكمة العراقية العليا وأعرب علاوي عن أمله ان تدرس رسائله بشكل جدي وشفاف، من أجل ألا يتم تنفيذ حكم الإعدام بحقه ووصفه بأنه رجل مهني.
ووصف الدكتور اياد علاوي سلطان هاشم بانه كان رجلا مهنيا ونزيها.
قبل كل شيء يجب التذكير بأنّ اياد علاوي حسب السيرة الذاتية من مواليد 1945 واصبح عضواً في حزب البعث ، وكان طالباً فاشلاً، ولكنه اكمل الدراسة في كلية الطب بأوامر عليا من قيادة البعث لإرساله إلى بريطانيا ليصبح عميلاً في المخابرات للتجسس على الطلبة والجالية العراقية.
وفي السر كان يرتبط هو وشلة من زمرتة بأجهزة مخابرات صدام من جانب، وأجهزة المخابرات الأمريكية من جانب آخر، وفور إعلان الحرب على نظام صدام الدكتاتوري عاد اياد علاوي برفقة القوات الامريكية إلى العراق ليصبح رئيساً للوزراء حسب رغبة الحاكم الامريكي بول بريمر.
وخلال فترة حكمه كرئيس وزراء في العراق تصّرّف اياد علاوي بالضد من إرادة الأكثرية من الشعب العراقي بإعادته وجوه بعثية تجاوزها الزمن إلى سدة الحكم، وقد شكّل هذا التوجه تهديداً خطيراً وكبيراً لمجمل العملية السياسية في العراق في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام، وأوضحت الأيام مدى فداحة الأضرار التي تحمّلها عموم الشعب ومؤسسات الدولة الأمنية والخدمية والعسكرية، وجميع قطاعات الدولة الأخرى جرّاء تنفيذ سياسات البعثيين الذين اخترقوا بسرعة أجهزة الدولة المختلفة، حيث وفروا الأمن للإرهابيين القتلة مع تقديم الدعم لهم.
يقول اياد علاوي : أنّ ما أشيع حول تأييدي للفيدرالية تجنّ على الواقع وقفز على الحقائق.
ولم يكتف اياد علاوي الدفاع عن سلطان هاشم احمد فقط ، وارسل رسائل إلى الرؤساء العرب والاجانب مطالباً الإفراج عن حثالات البعث من العسكريين الذين تلطخت أياديهم القذرة بدماء أبناء الشعوب العراقية القانية وخاصةً شعب كوردستان ، ويريد علاوي دراسة رسائله بـ “شفافية”” !!. ولا يدري المرء عن أية شفافية يتحدث علاوي وهاشم سلطان احمد قاد اولى حملة لعمليات الأنفال القذرة والسيئة الصيت .
وإزاء هذا الموقف المشين والعدواني من شخص يقّدس كرسي الحكم، وهو على إستعداد بيع “”كرامته””” من أجل الحكم يتساءل العديد من الناس ويقولون: لماذا لم يدافع اياد علاوي عن ضحايا السياسة الصدامية المجرمة التي كانت من نتائجها حملات الابادة ضد الشعب الكوردستاني في عمليات تشريد و إبادة الكورد الفيلييين و الانفال و القصف الكيمياوي و التعريب و الترحيل و التبعيث التي كانت تجرى بأسم العروبة والاسلام، وأنّ أبناء الشعوب العراقية يتذكّرون اياد علاوي عندما ترأس لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الحكم الانتقالي، وعارض بشدة عملية تفكيك حزب البعث واجتثاث البعثيين “””نحن””” ضد هذا القانون ونعمل على إعادة البعثيين إلى وظائفهم، ولكن كلمة الشعب كانت أقوى منه وستكون كما في كل وقت.
ان سمعة علاوي بين العراقيين كأحد المتعاملين بداية مع مخابرات صدام ثم مع المخابرات الخارجية البريطانية وأخيرا المخابرات المركزية الأمريكية ملطخة بالعار، وسيبقى الخادم الذليل اياد علاوي ذليلاً على مر الأيام ومهما حاول تلميع وجهه الكالح.
لقد تميزت فترة حكم السيد علاوي القصيرة نسبيا بفساد اداري ومالي غير مسبوق وهناك قضايا سرقة للمال العام متورط فيها 11 وزير من وزراء حكومته بلغت مليارات الدولارات تحقق الدوائر المختصة فيها, وتمت ادانة بعضهم ولازال البعض الاخر قيد التحقيق ولكن فر أغلبهم الى خارج العراق.
يذكر أن المحكمة العراقية العليا أصدرت، في حزيران 2007، قرارا بإعدام كل من علي حسن المجيد وسلطان هاشم وحسين رشيد التكريتي، بعد إدانتهم بتنفيذ عمليات الأنفال التي شنها النظام العراقي السابق ضد مواطني اقليم كوردستان عام 1988.
( لم تتلوث يداه بدماء العراقيين ، أنه رجل مهني. كان رجلا مهنيا ونزيها) هذه العبارات قالها “” الفطحل اياد علاوي “” عن سلطان هاشم احمد.
21/7/2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here