هل تنجح جهود تجميع الفصائل الفلسطينية المتباينة في مظاهرة وطنية شاملة؟

هل تنجح جهود تجميع الفصائل الفلسطينية المتباينة في مظاهرة وطنية شاملة؟

مراد سامي

بعد اللقاء الصحفي الذي جمع الرجوب عن حركة فتح بالعاروري عن حركة حماس، بدأ الحديث عن خطة مشتركة للتصدي لمشروع الضمّ. هذا الحديث صحبته تشكيك واسع النطاق حول طبيعة التنسيق بين فتح وحماس وما إذا كان ممكنا بالأساس خارج الخطابات السياسية. ولتفنيد هذه الشكوك، دعت فتح لمظاهرة وطنيّة شاملة، من أجل إرسال رسالة وحدة داخل فلسطين وخارجها.

وعلى خلاف الظاهر، هناك تململ واضح في الكواليس وتباين آراء بين فتح وحماس. من ناحية أخرى، الرجوب باعتباره منسّق حركة فتح مع حماس، يحمل وجهات نظر تختلف في معظمها عن بقية زملائه في فتح، يصل هذا التباين أحيانا للتناقض. في هذا السياق، أفادت مصادر رسمية في رام الله أنّ مستشاري محمود عباس ومساعديه غاضبون من التوجه الذي اتخذه الرجوب مؤخرا، وأكد بعضهم أن الرجوب يخدم مصالح حماس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأنه يستدرج السلطة الفلسطينية لإظهار قوة حماس العسكرية.
وقد هدد المسؤولون في مكتب الرئيس بإلغاء حضور فتح المسيرة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأعلام التي سيُلوِّح بها المتظاهرون في هذا الحدث، إضافة إلى ترتيب المتحدثين الذين سيخطبون أمام الحشود. كما لوّح الكثير من المسؤولين في رام الله بإمكانية تمثيل الرئيس محمود عباس جميع الفصائل نيابة عن الشعب الفلسطيني بأسره، حيث لا يُعترف بحكومة رسمية أخرى غير حكومة رام الله.

ما زال الطريق طويلا أمام الفصائل الفلسطينية للحديث عن وحدة حقيقية شاملة. هناك إشكالات تاريخية تتراكم بين بعض الفصائل وخصوصا فتح وحماس، ويعتقد الكثير أنه لا يُمكن حلها عبر الهروب إلى الأمام.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here