لا خلاف بين كبار الاصحاب بعصمة الأئمة ع

لا خلاف بين كبار الاصحاب بعصمة الأئمة ع، مروان خليفات

لو حاولنا تلمس نظرة أصحاب النبي للنبي نفسه، وتساءلنا: بأي صورة كانوا يرونه ؟ هل كان له في نفوسهم ذاك التقديس وحق الطاعة الذي جعله الله له ؟

هل يمكن الاستناد إلى آراء بعض كبار الصحابة وزوجاته للقول أنه صلى الله عليه وآله وسلم غير معصوم وغير عادل، وأن بعضهن شككن في نبوته ؟! أم ينبغي الرجوع إلى الدليل ومعرفة النبي وصفاته من خلاله؟

ما ذكرته عن نظرتهم هذه ثابت بالأسانيد الصحيحة.

إن الدليل الثابت هو الحاكم ولا عبرة بمن خالفه أو بمن أساء فهمه، فالعقيدة تؤخذ من الدليل ، والحق لا يُعرف بالرجال .

بدأت بهذه المقدمة لأقول إن أصحاب الأئمة ع ولو افترضنا أنه اختلفت نظرتهم حول عصمتهم ومقامهم عليهم السلام، فإن الدليل الذي أُمرنا بالتعبد به هو الذي يبين حالهم عليهم السلام وليس نظرة زيد أو رأي عبيد .

قال الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي في كتابه الزهد ص 114 : ( لا خلاف بين علمائنا في أنهم (عليهم السلام) معصومون من كل قبيح مطلقا وأنهم (عليهم السلام) يسمون ترك المندوب ذنبا وسيئة بالنسبة إلى كمالهم عليهم السلام )
هذا الراوي الامامي الثقة كما في كتب الرجال ، عاش في القرنين الثاني والثالث الهجريين وصحب ثلاثة من الأئمة ع، هم : الرضا والجواد والهادي ع، وهو قد نقل رأي علماء الطائفة بعصمتهم عليهم السلام، ومقصوده بعلماء الشيعة هم كبار الرواة .

إن كلام حسين الأهوازي يدل على أنه لا خلاف بين كبار أصحاب الأئمة ع في أنهم ع معصومون عصمة مطلقة، وهو بلا شك مطلع على آراء كبار علماء الطائفة من تلاميذ الأئمة الصادق والباقر ع ، وذلك لقرب عهده بهم .

لو افترضنا وجود بعض الأصحاب أو الرواة ممن لم يذهب إلى القول بعصمتهم، فهذا تقصير منهم في حقهم ع، ولا يضر الطائفة بشيء، ويبقى قول كبار العلماء هو المعتمد وهو الذي يعبر عن عقيدة الامامية في تلك الفترة .
لو افترضنا وقلنا بوجود خلاف بين الأصحاب حول عصمة الأئمة ع، وافترضنا قول البعض بذلك، ومخالفة آخرين لهم، فينبغي أن نلجأ حينها إلى الدليل، فهو من يحسم الخلاف .

وبعيدا عن الأدلة العامة كآية التطهير وآية الإمامة الإبراهيمية وحديث الثقلين … فهناك أكثر من 64 رواية وردت في أمهات الكتب الحديثية منقولة عن أصحابهم دالة دلالة صريحة على عصمتهم عليهم السلام، وهذه الروايات فيها الصحيح والحسن والمعتبر، وهي إن لم تكن متواترة لفظيا، فتواترها معنوي، بل هي فوق التواتر .

وسأكتفي برواية واحدة. روى الشيخ الكليني ج2 ص 450 وبسند صحيح، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام) عن قول الله عز وجل : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته ( عليهم السلام ) من بعده هو ما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟

فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مأة مرة من غير ذنب ، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب )
إن شهادة الحسين بن سعيد الأهوازي العالم الثقة، شهادة حسية تعكس اعتقاد الطائفة في القرون الثلاثة الأولى ، حيث لا خلاف بين العلماء في ذلك، من هنا نعلم خطا من يذهب إلى القول إن اكثر أصحاب الائمة ما كانوا يعتقدون عصمتهم .

ملاحظة : في التعليق الأول صورتان عن كتاب الحسين بن سعيد الأهوازي الذي نقلنا منه قول كبار الأصحاب بعصمتهم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here