معركة الدولة واللادولة في العراق تبدأ بالكهرباء

معركة الدولة واللادولة في العراق تبدأ بالكهرباء
علاء الخطيب
ما سانقله في هذا المقال هو معلومات من شهود مقربين، وتصريحات لمسؤولين وليست تحليل عن المعضلة الكبرى والسؤال الاهم في العراق … لماذا الكهرباء!!!!
يتسائل العراقيون لماذا الكهرباء دون غيرها ، من يقف وراء عرقلة مشاريع بناء محطات الطاقة ؟
هل المعوقات مقصودة ؟
لماذا واقفت امريكا باستثناء العراق من استيراد الغاز والطاقة الكهربائية من ايران برغم العقوبات المفروضة عليها؟
لماذا تستميت امريكا لربط العراق بالشبكة الخليجية للكهرباء ولم تقدم حلول جذرية للمشكلة ؟
لماذا هذا الغموض الرسمي وعدم تصريح رؤساء الوزارات بالضغوطات التي تعرضوا لها من اجل اعاقة بناء محطات التوليد .
اسئلة في غاية الأهمية، وهي المفتاح الرئيس لحل المشكلة او المعضلة الكبرى.

الولايات المتحدة تريد ان يتربط العراق بدول الجوار لكي يبقى دون قرار سياسي وسوقاً للاخرين ، ودون صناعة وزراعة وسياحة ، ودون مستشفيات وتعليم ، كما تريد ان تستخدم هده الورقة في الضغط على كل الاطراف ، فقبولها باستثناء العراق من العقوبات على ايران ، ليس لصالح العراق وانما ليبقى الاستثناء مكرمة امريكية وبنفس الوقت ورقة تهديد.
فامريكا تعلم ان العلاقات الشائكة بين العراق وايران نقطة ضعف كل الاطراف في العراق ويمكن ان تتفجر بكل سهولة وتصبح بؤرة قلق .
وكذا الحال لو ربطت الشبكة العراقية بالشبكة الخليجية ، فسيكون العراق تحت رحمة السعودية واخواتها ، وفي الوقت الذي تتدهور العلاقات بين الطرفين وهو احتمال وارد والتاريخ يذكرنا دائما بذلك ، سيكون العراق عندها عرضة للاضطرابات وعدم الاستقرار والابتزاز .
تنقل صحيفة الخليج الامارتية بتاريخ 17-7-2020 عن مراقبين إن هذا المشروع يمنع انتفاع إيران من تزويد العراق بالكهرباء. وان واشنطن تدعم هذا الخيار وتساهم في بتسهيله .
الصحيفة واضحة باشارتها الى ان الملف سياسي لا ينظر الى المصلحة العراقية بقدر ما ينظر الى الصراع الايراني الامريكي الخليجي .
ويعني ذلك ان عملية الربط هي ورقة ضغط وليست مساعدة اخوية .
ولو كانت الولايات المتحدة صادقة في مساعدة العراق والحد من نفوذ ايران في العراق كما تدعي ، لسارعت لبناء محطات توليد الطاقة، وهي تعلم انها البوابة الرئيسية للاعمار والتطور و لقطع التدخل الايراني.
هل المعوقات مقصودة ؟
نعم مقصودة وهذا الرأي ليس تحليل بل هو معلومة ، سانقلها لكم .
كنا في برلين العام الماضي الشهر السادس وعلئ هامشالمؤتمر تحدثت مع السفير العراقي هناك السيد ضياء الدباس عن اجواء توقيع عقد سيمنس بحضور عبد المهدي ولؤي الخطيب وزير الكهرباء ، فنقل لي هذا المشهد :
فقال : عندما اتم الوزيران التوقيع كان عبد المهدي الى جانب ميركل فقالت له سننتظر تغريدة السيد ترامب !!!! فضحكا.
وقالت ربما سيعرقل الاتفاق.
ومعلومة اخرى
في ايام السيد العبادي وقع عقد مع شركة سيمنس ايضاً وكادت الامور ان تسير باتجاهها الصحيح، لكن اتصال هاتفي حدث بين واشنطن والسيد العبادي فيه تهديد بفرض عقوبات على العراق في حال الاستمرار بالعقد ، وهذه معلومة نقلها لي مقرب جداً من العبادي.
‎ على هامش مؤتمر في بغداد الشهر التاسع من العام الماضي التقيت بأحد المقربين من سلطة القرار في ايران ،ودار حديث بيننا حول الدور الامريكي في العراقي ، فقال لي ان ايران تستفاد من السياسة الامريكية( الغبية ) في العراق فهي تعطل ملف الكهربا ء ونحن سنبقى نبيع الغاز والكهرباء للعراق . فايران تحتاج هذه البوابة تظل مفتوحة

ما يثير حيرتي هو صمت الساسة عن الرفض الامريكي وعدم الافصاح للعراقيين عن السبب مما يجعلهم عرضة للهجوم والتنكيل !!!!
بقي ان نشير ان حاجة العراق من الطاقة يومياً حوالي 35 الف ميغاواط ينتج منها 14 الف ميغا واط أي اقل من النصف ، يعني ذلك ان كلما يستورده العراق من دول الجوار سيبقى غير كاف وستستمر السنوات والايام العجاف بمسيرتها التدميرية .

فانشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية ليست مهمة مستحيلة خصوصا في بلد نفطي مثل العراق. وقد انفق اكثر من 60 مليار دولار

فالحل باعتقادي هو ان يتفرغ الكاظمي كلياً لحل هذا الملف وحسمه ، فهو المعركة الكبرى المصيرية والفاصلة بين الدولة واللادولة ، والسيادة والتبعية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here