معهد واشنطن: جماعات الكاتيوشا تتقصد حرف صواريخها عن قوات التحالف

سلط تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الضوء على التكتيكات الجديدة للفصائل المسلحة في استهداف القوات الأميركية، والمتعاقدين معها، مستعرضًا خيارات واشنطن للرد على تلك العمليات، فيما عد تلك الهجمات خطرًا أكبر على حياة العراقيين، خاصة بعد أن طاولت تلك الهجمات القوات العراقية عدة مرات.

واعتبر كاتب التقرير، مايكل نايتس، أن “تلك الاستهدافات (التي ترمى في ملعب جماعات عرفت بـجماعات الكاتيوشا لعدم تبنيها من الفصائل المسلحة)، أقرب إلى هجمات ترويجية دعائية ذات أثر محدود أو مزيفة، وتعتبر نجاحًا للردع، حيث تجنبت إصابة الأميركيين”.

في 27 تموز الماضي، أطلقت الفصائل المدعومة من إيران بالتاجي في العراق خمسة صواريخ على القاعدة العسكرية المحلية، التي تضم وحدة أمريكية صغيرة. وبالفعل، تقوم فصائل مسلحة بهجمات تدعي انها ضد وجود التحالف بقيادة الولايات المتحدة باستخدامها مجموعة من التكتيكات: ــ هجمات على مواكب لوجستية. وفقًا لجهات الاتصال العسكرية الأمريكية، شنت الفصائل 51 هجومًا هذا العام على شاحنات تنقل إمدادات إلى القوات الأمريكية وقوات التحالف والمواقع الدبلوماسية في العراق. وتم تنفيذ جميع تلك الهجمات تقريبًا بواسطة قنابل يدوية أو قنابل “مولوتوف”، على الرغم من أن بعضها شمل إطلاق المدافع أو الأجهزة المتفجّرة المرتجلة المزروعة على جوانب الطرق. وألحقت الهجمات أضرارًا بالشاحنات والأعتدة الأمريكية، لكنها لم تشكل تهديدًا على حياة الأمريكيين هناك لأن الشاحنات يقودها مقاولون عراقيون ترافقهم شركات أمنية عراقية. ومن غير المستغرب أن يصبح العراقيون أقل رغبة في العمل على مثل هذه المواكب.

ــ هجمات بالصواريخ. شنت الفصائل ما لا يقل عن 27 هجومًا صاروخيًا على مواقع أمريكية في العراق هذا العام، وأطلقت ما يزيد قليلًا على 80 صاروخًا وقذيفة هاون. وقُتل جنديان أمريكيان وجندية بريطانية في هجوم شُنّ في 11 آذار على التاجي. وفي الهجوم الذي شنّ في 27 تموز، دمرت الصواريخ مروحية عراقية في القاعدة وألحقت أضرارًا بموقع تصنيع عسكري عراقي.

ــ تهديدات بالطائرات بدون طيار. في 22 تموز، اكتشفت قوات الأمن طائرة بدون طيار رباعية الدوارات تحمل قنبلة صغيرة على سطح مبنى في الجادرية، عبر نهر دجلة مباشرة [على الجانب الثاني] من السفارة الأمريكية ومركز الحكومة العراقية. وكانت طائرات الفصائل بدون طيار قد حلقت سابقًا فوق السفارة والقواعد الأمريكية في عدد من المناسبات.

ــ التهديدات للأسلحة الجوية. أطلقت الفصائل النار على مروحيات أمريكية تتنقل بين القواعد على غرار قاعدة “كي وان” (K-1) في كركوك. كما نشرت صورًا تدّعي أنها تُظهر عملية (فاشلة) لإطلاق “نظام دفاع جوي محمول” على مروحية أمريكية من طراز “شينوك” بالقرب من قاعدة التدريب في بسماية. وفي حالات أخرى، عرض قادة الفصائل خرائط ادعوا أنها تظهر تتبع الرادار لطرق النقل الجوية [لقوات] التحالف.

ــ أخذ الرهائن. تُعتبر حادثة الاختطاف الأخيرة للناشطة الثقافية الألمانية الفنانة هيلا مويس التي دامت ثلاثة أيام في بغداد بمثابة تذكير بأن الفصائل المدعومة من إيران قد تحاول الضغط على الولايات المتحدة من خلال اختطاف مواطنين أمريكيين، بمن فيهم مواطنون عراقيون مزدوجو الجنسية.

ــ تحدي سلطة الحكومة. أظهرت بعض الفصائل تحديها من خلال نشرها المستمر لرسائل عبر وسائل الإعلام والإنترنت. وينتقد المسؤول الأمني لـكتائب حزب الله أبو علي العسكري ويهدّد بانتظام رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وآخرين. وفي وقت سابق من هذا الشهر، تمّ تصوير مسلحي كتائب حزب الله، وهم يدوسون على صور القائد العام مصطفى الكاظمي. وفي الوقت نفسه، تتمتع مواكب الفصائل الكبيرة بحرية التجول في مركز الحكومة وتهدّد مسؤولين عراقيين.

بالمقابل فان الخيارات الأمريكية أقل وضوحًا للرد، لذلك من المهم تقييم أنشطة المضايقة التي تقوم بها الفصائل وترتيبها بشكل صحيح، والتمييز بين تلك التي تتطلب تحركًا أمريكيًا طارئًا وتلك الأقل أهمية. ويبدو النمط الحالي لهجمات المضايقة التي تقوم ضد الجنود الأمريكيين غير مميت عن قصد، لدرجة أن الهجمات الصاروخية على المجمّعات العسكرية الكبيرة والتي “تهدف إلى تجنب” الإصابة بإهدافها، لها أمل ضئيل بأن تؤدي إلى قتل أمريكيين أو إصابتهم بجروح خطيرة، [علمًا بأنه] لا يوجد جنود أمريكيون في المواكب اللوجستية. ويمكن القول إن جعل هذا الشكل الواضح للخيارات العملياتية للميليشيات محصورًا بهجمات غير فتاكة وأقرب إلى هجمات ترويجية دعائية ذات أثر محدود أو مزيفة، يُعتبر نجاحًا للردع.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here