واشنطن تستعد لإعادة 8 آلاف قطعة أثرية مسروقة إلى العراق

ترجمة / حامد احمد

كشف موقع NPR الاخباري الاميركي بان متحف الكتاب المقدس الموجود في واشنطن المعروف باقتنائه اعدادا ضخمة من القطع الاثارية المسروقة، يستعد لإعادة قطع أثرية مسروقة للعراق وان يعدل من سياسة واسلوب اقتنائه للتحف النادرة .

يذكر انه منذ افتتاح المتحف في واشنطن قبل ثلاث سنوات اثيرت حوله شبهات في طريقة حصوله على القطع الاثرية التي تعتبر اغلبها مسروقة وقسم منها مزيفة. وقال مسؤولو المتحف انهم سيقومون باصلاح الخطأ وانهم يخططون الان لإعادة قطع اثرية للعراق لا يعلمون بانها مسروقة.

المتحف يعود لسلسلة متاجر، هوبي لوبي، المعروفة في الولايات المتحدة للمقتنيات الاثرية، وكانت الحكومة الاميركية قد فرضت قبل ثلاث سنوات غرامة عليهم قدرها 3 مليون دولار لعدم اجرائهم تحقيقات حسابية لموجوداتهم. واعاد المتحف في حينها آلاف من الالواح الطينية والقطع الاثرية الاخرى للعراق التي حصل عليها عن طريق بلدان اخرى .

أما الان فان مدير صالة متحف Bible ، جيف كلوها، يقول انهم يقومون الان بتعبئة مزيد من القطع الاثرية لاعادتها الى العراق، مشيرا الى انهم لم يكونوا يعرفون بانها مسروقة .

وقال كلوها، ان المتحف ادرك ان أكثر من 8,000 رقم طيني وقطع اثرية اخرى تم الحصول عليها من سماسرة في الولايات المتحدة وانكلترا واسرائيل بانها قد تمت سرقتها من العراق. واعلن المتحف في آذار انه بصدد اعادة آلاف من القطع الاثرية للعراق ومصر لانه لا يمكنه اثبات انه قد تم الحصول عليها بشكل شرعي . ويذكر مدير المتحف انه تم التحقق الان من وجود 2000 قطعة اثرية اخرى ثبتت عائديتها للعراق ايضا، مشيرا الى ان اغلب القطع هي عبارة عن اختام اسطوانية واواني خزفية تعود الى آلاف السنين من حضارة وادي الرافدين . وفي رده على استفسار فيما اذا تمت سرقة هذه القطع الاثرية من المتحف العراقي، قال كلوها “لا يمكننا التحقق من ذلك. في الواقع هناك عدة مصادر للحصول على هذه القطع من العراق على مدى الثلاثين سنة الماضية. ولهذا لا يمكننا ان نعرف من اي مكان في العراق قد تم الحصول على هذه القطع”. ومضى بقوله “هناك وكيلان على الاقل يعملون لدينا كسماسرة لشراء هذه القطع لنا وكان هذا العمل يجري قبل ان نفتتح متحفنا الجديد.” الخبيرة القانونية في التعامل مع القطع الثرية، باتي جيرستنبلث، من جامعة ديبول لقانون الارث الثقافي في شيكاغو، حذرت متاجر هوبي لوبي، من ان استيرادها لاي قطعة اثرية ترجع عائديتها للعراق سيكونون معرضين للمساءلة طالما ان هناك ما يقارب من نصف مليون قطعة اثرية مسجلة على انها مسروقة من العراق منذ حقبة التسعينيات . مستشار الحكومة العراقية هشام داوود، ذكر للموقع الاميركي ان العراق هو الضحية دائما في هذا الملف، مشيرا الى ان عمليات سرقة ونهب الاثار من البلد ما تزال قائمة. وقال انه يعتقد بان قسما من القطع الاثرية التي اقتناها متجر هوبي لوبي هي بالاساس مسروقة من المتحف العراقي في بغداد عام 2003 عندما اقتحمه السراق خلال الغزو الاميركي . وقال المستشار داوود “من المحتمل جدا ان يكون ذلك. نحن نعرف ان القسم الاكبر من نهب الآثار حصل عام 2003، هذا لا يعني انه لم يحدث هناك نهب قبل هذا التاريخ. ولكن بعد العام 2003 حدث كثير وكثير من النهب للآثار .” وكانت منظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة، الايسيسكو، قد عقدت مؤتمرها الدولي الاخير الاسبوع الماضي في القاهرة تحت شعار، مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية واسترجاعها، بمشاركة وزراء ثقافة عدة دول من بينهم وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي حسن ناظم.

واكد المشاركون في المؤتمر الذي اجري عبر دائرة تلفزيونية، ضرورة استرجاع الآثار المسروقة وتحديث التشريعات الوطنية في الدول والاتفاقيات الدولية التي تحكم هذا المجال بما يتناسب مع التطور الذي شهدته جرائم سرقة الممتلكات الثقافية خلال السنوات الاخيرة وزيادة هذه السرقات في ظل النزاعات وفترات عدم الاستقرار التي تشهدها بعض دول العالم الاسلامي والعربي .

عن: موقع NPR الإخباري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here