كوفيد-19 أم كوفيد-91؟!

كوفيد-19 أم كوفيد-91؟!

د. رمضان مهلهل سدخان

منذ أن اجتاح فايروس كورونا أو ما يعرف بـ كوفيد-19 العالم، تواترت وتضاربت الأنباء والتقارير والفرضيات وربما النظريات حول طبيعة هذا الفايروس وتحوله وتصرفه وطرق انتقاله وما إلى ذلك. ولكن بصريح العبارة، ومن خلال استهداف هذا الفايروس لفئة عمرية بعينها ألا وهي فئة كبار السن على اعتبار أنها تعاني من الأمراض بشكل او بآخر، يخلص المرء الى نتيجة مفادها أن هذا الفايروس معدّل وراثياً في المختبرات. وهذا يذكّر بفايروس أبولا الذي أريد منه استهداف مناطق غرب أفريقيا. وكون أبولا معدّلاً وراثياً فهو لا يصيب إلاّ العرق الأسود! وفق هذه المعطيات فإن فايروس كورونا مصمَّم لإصابة أكبر عدد ممكن من كبار السن وبالتالي تعريضهم إلى الوفاة أكثر من غيرهم. ولكن السؤال لماذا كبار السن بالذات؟
قبل الإجابة عن هذا التساؤل، أقول بأنه مع تقدّم الإنسان بالعمر يجده الناس بأنه قد أصبح عنصراً غير فعّال ولا مكان له بين بني جنسه ممن هم في مقتبل الحياة على افتراض أنه أخذ فرصته فليدعْ غيره يأخذ الفرصة كما أخذها هو. صراع الأجيال هذا موجود في التخصصات والمهن كافة مثلما هو موجود في مفاصل حياتنا اليومية جميعها. ففي مكان العمل، يجد الموظف بأنه كلما تقدّم به العمر، ازدادت وحدته وأصبح حبيس أفكاره يجترها مع نفسه سيما عندما يجد نظرة زملاء المهنة له ممن يصغرونه سناً بأنه مجرد عقبة في طريق طموحاتهم الإدارية والعلمية. وهذا جليّ في مجال التدريس والطب والهندسة والفن وما شئت من التخصصات والمهن. هذا العزل بسبب العمر لا يجده كبير السن في دائرة عمله فقط وإنما يتعدّاه حتى إلى الشارع، فيراه الناس مجرد شخص أكمل وطراً من هذه الحياة وما يستطيع تقديمه لا يرقى الى شيء.
وهذا يقود الى استقراء المنظور الرأسمالي حيال هذا الأمر، ذلك المنظور الذي يرى كبير السنّ شخصاً لا داعي لصرف مليم واحد عليه كون إنتاجه أصبح معدوماً وتحوّل إلى مستهلك في نظرهم. وهنا جاء الإبتكار الخبيث لوسيلة للقضاء على كبار السن عبر إيجاد فايروس أظهروه عام 2019 ولذلك اكتسب تسميته كوفيد-19. ولكنني أرى الأمر من زاويته الوظيفية، فبسبب استهدافه لفئة كبار السن، إذن هو ليس كوفيد-19 وإنما كوفيد 91. أي أنه فايروس الكهول والشيوخ لحصد أرواح أكبر عدد ممكن منهم.
فبعد أن صنعوا الأسلحة المدمّرة لمحو الإنسان ووقف نموه عبر اصطناع الحروب والتطبيل لها لأسباب تصوّرها لهم عقولهم على أنها حقيقية، وجدوا وسيلة أخرى للقضاء على الجنس البشري وبالذات كبار السن عبر تعديل فايروس يطاردهم أنّى حلّوا حتى لو كانوا حبيسي بيوتاتهم. وبهذا فبعد أن حصدت الأسلحة الحربية أرواح الكثير من الشبّان في أتون حروب شعواء، جاء دور الأسلحة البايولوجية عبر الأمراض والإمراض على حدّ سواء لتقضي على كبار السن هذه المرة كونهم أصبحوا رقماً زائداً وعالة على مجتمع لا يرحم، مجتمع إنسانيّ بالإسم فقط.
وعليه فُنيت دور كبار السن عن بكرة أبيها في أماكن تدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان مثل أمريكا وأوربا ليس فقط بسبب هذا الفايروس وإنما بسبب قطع الماء والطعام عنهم في أبشع صورة، لدرجة أن القائمين على عملية الإبادة هذه وصل بهم الحال حدّاً الى إصدار شهادات وفاة حتى لمَن هم على قيد الحياة! وكلّ جريمتهم أنهم طعنوا في السنّ أو كادوا.
فهل أصبح كبار السنّ سقطَ متاع؟ أو مجرد جهاز قديم لابد من التخلص منه برميه في مقابر الأجهزة القديمة؟ أم أن الأمر لا يعدو أكثر من العودة الى شريعة الغاب من خلال تطبيق قانون “البقاء للأقوى” مناعياً وجسمياً؟ إن تقليل سكّان العالم بهذه الطريقة المقززة يدعو الى مراجعة إنسانيتنا التي فقدناها وغدونا حيوانات برية نعيش في المدن ونركب السيارات والطائرات لكننا نخبىء في داخلنا وحوشاً كاسرة. ووفق كل هذه المعطيات فهو كوفيد-91 وليس كوفيد-19، وعلى البلدان أن تدفع فاتورة هذا الوباء بتقديم حصتها من ضحايا هذا الفايروس من أجل تخليص العالم من كبار السن!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here