داعش يعاود مهاجمة مطيبيجة.. وسكان قرية في ديالى يتناوبون على دور قوات الأمن

للاسبوع الثاني يستمر تنظيم داعش بتنفيذ خطة “الاستنزاف” للقوات الامنية، فيما اعتقلت الحكومة العشرات من افراد التنظيم في 4 محافظات.

ويكرر التنظيم هجماته على مناطق “هشة امنيا”، شمال بغداد، واخرى يقوم السكان بحمايتها بسبب عدم وجود قوات امنية، لسبب غير مفهوم.

واسفرت الهجمات الاخيرة للتنظيم، عن مقتل واصابة اكثر من 10 اشخاص في ديالى وصلاح الدين، اغلبهم من القوات الامنية.

ونهاية تموز الماضي، شن تنظيم داعش اكثر من 10 هجمات، ضمن موجة هجمات جديدة اسماها بـ”غزوة الاستنزاف” ضد القوات الامنية. وتسببت الهجمات التي شنت في 4 محافظات من بينها بغداد، بمقتل واصابة نحو 20 من المدنيين والعسكرين، بينهم ضباط برتب رفيعة.

وكشفت الهجمات عن وجود تسلل للتنظيم عبر الحدود، واستخدام الاخير لطائرات “تجسس”، ومتابعة لعدد من الضباط الكبار في الجيش.

وفي مطلع شهر آب الحالي، كشف قائد جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي، عن إلقاء القبض على بعض خلايا تنظيم داعش، فيما أشار إلى انطلاق عمليات كبرى في الأيام المقبلة.

وكانت قيادة العمليات المشتركة اعلنت اواخر تموز الماضي، انتهاء آخر حملة امنية في شمالي البلاد، استغرقت يومين، واسفرت عن ضبط عشرة مواقع للتنظيم الارهابي وعدد كبير من المتفجرات والاسلحة.

وانطلقت الحملة العسكرية الاخيرة ــ الـ14 منذ اعلان النصر على داعش نهاية 2017 ــ ضمن سلسلة عمليات “ابطال العراق”، بعد وقت قصير من بدء خطة “الاستنزاف” التي اعلنها التنظيم بداية الاسبوع الماضي، وكشفت عنها (المدى) حينها. وقال الساعدي في بيان الاثنين الماضي، إن جهاز مكافحة الإرهاب “شخّص الأسلوب الجديد الذي استخدمته عصابات داعش”.

وبين قائد جهاز مكافحة الارهاب أن الأيام المقبلة ستشهد “عمليات كبرى لملاحقة بقايا داعش”، بالتنسيق مع جهاز المخابرات ووزارة الدفاع والشرطة.

لغز مطيبيجة؟

وليلة الاربعاء على الخميس، هاجم تنظيم داعش منطقة مطيبيجة الواقعة بين حدود صلاح الدين ‏وديالى، وقرية ام الحنطة في شرقي ديالى.‏

وبحسب المصادر الامنية، ان الهجومين اسفرا عن مقتل 3 عسكريين وجرح 3 آخرين ‏اضافة الى مدني واحد.‏

وفي اواخر أيار الماضي، كانت القوات الامنية قد قتلت 5 مسلحين في مطيبيجة، بصاروخ ‏حراري استهدف عجلة يستقلها عناصر من “داعش”.‏

ووفق المصدر الامني، ان الهجوم على نقطة التفتيش في مطيبيجة، شنه “6 افراد من تنظيم ‏داعش تسللوا راجلة من جبال حمرين، ثم هربوا الى جهة مجهولة بعد الحادث”.‏

و”مطيبيجة” منطقة ذات طبيعة جغرافية معقدة، تقع ضمن مجموعة قرى تحت جبل ‏حمرين، وتعد “دار استراحة” لمسلحي التنظيم بين محافظتي صلاح الدين وديالى.‏ مروان الجبارة، المتحدث باسم عشائر صلاح الدين يقول لـ(المدى) ان “مطيبيجة تضم ‏اغلب العناصر المهزومة من مدن صلاح الدين والحويجة”.‏

وكان من المفترض ان تنهي عمليات عسكرية، جرت اواخر عام 2017، نشاط التنظيم في المنطقة لكنها فشلت.

ويشير الجبارة الذي يقوده شقيقه ونس الجبارة لواء تابعا للحشد العشائري في شرق ‏تكريت، الى ان مطيبيجة “تهدد اغلب مدن صلاح الدين، وخاصة شرق تكريت وسامراء”.‏ في ايلول الماضي، اعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن مقتل 15 عنصرًا من تنظيم “داعش” ‏وإلقاء القبض على 9 آخرين في منطقتي مطيبيجة وصحراء صلاح الدين بإنزال جوي ‏نفذه بالتنسيق مع التحالف الدولي.‏

وشنت القوات الامنية في نيسان الماضي، آخر حملة امنية في “مطيبيجة”، بعد ايام فقط من ‏هجوم عنيف في “مكيشيفة” جنوب سامراء.‏

واكدت العمليات المشتركة، في ذلك الوقت، بان منفذي هجوم مكيشيفة، مسلحين فارين من ‏‏”مطيبيجة” وبإسناد من حواضن وفرت لها الدعم.‏

وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح آنذاك، ان ‏‏”القوات الامنية تقوم بعمليات امنية واسعة النطاق بمطيبيجة ضيقت الخناق على العناصر ‏الارهابية في تلك المناطق”.‏ واضاف ان “بعض العناصر تمكنت من الهرب من مطيبيجة الى مكيشيفة عبر ممر يربط ‏المنطقتين”.‏

الأهالي يقاتلون ضد داعش ‏

في نفس ليلة الهجوم على نقطة التفتيش في صلاح الدين، هاجم مسلحين قرية في جلولاء، ‏شرقي ديالى، يقوم على حراستها الاهالي.‏

ويقول مسؤول محلي في ديالى لـ(المدى) ان “نحو 10 مسلحين هاجموا ليلة الاربعاء على ‏الخميس، قرية ام الحنطة في جلولاء”.‏

واكد المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان الهجوم “جرى بالاسلحة الخفيفة، واصيب ‏شخص واحد من القرية بجروح، قبل ان يفر المهاجمون الى جهة مجهولة”.‏ و “ام الحنطة” هي احدى قرى حوض شيخ بابا في جلولاء، التي تضم مزارع وبساتين ‏كثيفة، يستغلها “داعش” للاختباء.‏

بالمقابل يؤكد المسؤول المحلي انه “منذ سنوات يشتري سكان ام الحنطة الذخيرة والسلاح ‏على نفقتهم الخاصة لحماية مناطقهم”.‏

ويستهدف داعش اسبوعيا القرية تقريبا. ويضيف المسؤول: “اغلب الهجمات ضد ‏المدنيين، فيما استجابة القوات ضعيفة جدا ولا نعرف السبب”.‏

ويشكل الاهالي هناك، نقاط حراسات منذ سنوات، للحماية من هجمات داعش، ومراقبة ‏الاراضي الزراعية التي تتعرض دائما لعمليات حرق.‏

بالمقابل تمكنت القوات الامنية خلال الاسبوع الحالي، من اعتقال عصابة تقوم بنقل المؤن ‏الى عناصر داعش في ديالى، وعرضت القوات الامنية صورا لخمسة اشخاص من ‏ضمن العصابة.‏

كما قتل طيران التحالف في نفس الاسبوع، 4 مسلحين في حمرين، فيما كانت القوات قد ‏عثرت اثناء الهجوم على المنطقة الجبلية مضافات للتنظيم، تضم ارزاق ومولدة كهربائية، ‏ومواد لوجستية اخرى.‏

كذلك اعلن الامن الوطني خلال الاسبوع نفسه، اعتقال 4 عناصر من داعش يعملون فيما كان يعرف ‏بـ”ديوان الجند” التابع للتنظيم، و9 آخرين في كركوك وبغداد، وواحد في الموصل ‏يعمل في نقل معدات للتنظيم، وآخر في بغداد مسؤول عن تفجير عبوة داخل سيارة باص ‏في وسط العاصمة نهاية الشهر الماضي، تسببت بمقتل شخصين واصابة 5 آخرين.‏

بالمقابل هاجم داعش مطلع الاسبوع الحالي، نقطة تفتيش قرب جسر العباسية في ‏سامراء، وتسبب الهجوم بمقتل عنصر امني واصابة 3 آخرين، فيما ردت سرايا السلام في ‏سامراء بعد يومين من الحادث، بالصواريخ على ما قالت انها تجمعات للتنظيم في غرب ‏المدينة.‏

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here