ناشطون يرون أن لبنان توأم العراق في الاحتجاجات والكوارث وفساد الطبقة السياسية

ذي قار / حسين العامل

أعرب متظاهرو محافظة ذي قار عن تضامنهم مع ضحايا تفجيرات بيروت رافعين لافتات كتب عليها ( بيروت في قلوبنا ) وذلك دعماً للشعب اللبناني في محنته ، فيما يرى ناشطون أن لبنان توأم العراق في الاحتجاجات والكوارث وفساد الطبقة السياسية ، مشددين على أهمية استعادة هيبة وقرار الدولة والحد من تلاعب الإرادات الدولية في شؤون البلدين.

وقال الناشط المدني حيدر سعدي للمدى إن ” تضامن ساحات التظاهر مع شعب لبنان المنكوب بتفجيرات بيروت يأتي من كون مأساتهم سبق وأن مرت علينا وقاسينا منها وذقنا مرارتها”، وأردف ” نحن ندرك معنى أن يكون الشعب محاصر بجملة من الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية ونعلم جيداً حجم المعاناة الأنسانية التي تمر بها الشعوب في مثل هكذا ظروف قاسية”.

وأوضح سعدي أن ” رسالة التضامن التي بعثت بها ساحات التظاهر في العراق وميدان التظاهرات في الحبوبي هي تعبير عن تضامن الشعوب فيما بينها في ساعات المحن “، لافتاً الى أن ” أهل لبنان هم الامتداد الانساني للمتظاهرين في العراق ، كونهم شركاءنا في الاحتجاجات والتظاهرات المطلبية وتوأم العراقيين في كل المواقف المشرفة، وكذلك هم شركاء في ذات المحن التي لا زال يعاني منها الشعبين العراقي واللبناني”.

وتابع الناشط المدني الذي فقد شقيقه الشهيد منتصر سعدي خلال قمع التظاهرات المطلبية في الناصرية ان “وضع لبنان يكاد يكون متماثلاً مع وضعنا في العراق من حيث المحاصصة الطائفية والانقسامات السياسية والفساد وفوضى السلاح ومصادرة مؤسسات الدولة ومنافذها من قبل مجموعات تمتلك قوة السلاح”، واضاف ان ” ما حصل من تفجير في بيروت تكرر عندنا في مخازن اسلحة تعود لمجاميع مسلحة كانت تخزنها في مناطق سكنية في مدينة الصدر والتاجي وغرب بغداد وغيرها من المناطق “.

ودعا سعدي الى ” استعادة سيادة وهيبة الدولة في كلا البلدين من الجهات الحزبية والعسكرية التي صادرت قرارها حتى تكون قادرة على حماية شعبها وأراضيها من كل الأطماع الاقليمية والدولية”، منوهاً الى أن ” البلد الذي تتلاعب فيه الإرادات الدولية لا يمكن أن يحظى بالاستقرار وسلطة القرار”.

وبدوره كتب الناشط الاعلامي أبو أحمد الخفاجي في تعليق له على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن ” ما جرى في لبنان من كارثة تحمل وزرها المواطن اللبناني الفقير والمغلوب على أمره “، مؤكداً أن ” ما حصل جاء بسبب المحاصصة الحزبية وغياب الدولة وسيادة منطق اللا دولة”.

وقد وقع هائل خلفه انفجار بيروت في نفوس العراقيين الذي طالما تعودوا على دوي القنابل والرصاص، عبروا عنه بحزن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أعلن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إرسال طائرة تحمل شحنة مساعدات طبية إلى “شقيقة بغداد”.

وتفاعل العراقيون بحزن وصدمة مع الانفجار الهائل الذي شهدته بيروت، والتي يمتلك الكثير منهم ذكريات جميلة فيها، وتذّكروا الفجائع التي شهدها العراق على مدى الأعوام السابقة، مشيرين إلى أن “اللبنانيين يقاسون ظروفًاً تشبه ما يعانيه العراقيون من فوضى وفساد ترجمه الخراب”.

فيما انشغل عدد منهم في تحليل الهجوم وإلقاء المسؤولية فيه على الإهمال الحكومي والصراعات الطائفية مرة، وإسرائيل مرة أخرى، محذرين من سيناريو مشابه في بغداد والمدن العراقية.

بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقية، تسجيل 10 جرحى من العراقيين نتيجة الانفجار في العاصمة اللبنانية، حالة أغلبهم مستقرة، مشيرة في بيان لها، إلى تخصيص مركز الإخاء الطبي في ضاحية بيروت الجنوبية لمعالجة العراقيين.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني، في وقت سابق، ارتفاع حصيلة ضحايا الانفجار الهائل الذي وقع في العاصمة اللبنانية بيروت. وقال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج في تصريح، إن “الحصيلة بلغت أكثر من 100 شهيد و4 آلاف جريح حتى الآن”.

إلى ذلك، قال وزير الصحة حسن التميمي، في بيان، إن “فريقاً من أطباء استشاريين وممرضين متخصصين في مجالات جراحة الجملة العصبية والأوعية الدموية والكسور وجراحة الوجه والفكين والأنف والأذن والحنجرة والجراحة العامة والعناية المركزة، أرسل إلى بيروت بتوجيه من الكاظمي”، مبيناً أن شحنة كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية والجراحية، أرسلت إلى جانب الفريق “دعماً للأشقاء اللبنانيين”

فيما أكد وكيل وزير الصحة هاني موسى، أمس الخميس، أن الوفد العراقي في بيروت يمتلك خبرة في معالجة جرحى الحروب مما يجعل دوره فاعلاً في مساعدة الشعب اللبناني.

وقال موسى، إن “الوفد الطبي الذي توجه إلى لبنان بناء على توجيه من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ضم نخبة من الأطباء والممرضين المختصين بالعناية المركزة والمساعدين في العمليات الجراحية لمساعدة الفرق الطبية في بيروت”.

وأوضح أن “زيارة الوفد العراقي تهدف لمواساة عوائل الضحايا وتقديم المساعدات للجرحى، إذ تم تكوين غرفة عمليات ووفد وزاري صحي يضم جميع الاختصاصات الطبية الجراحية”.

وأضاف موسى “سيكون لفريقنا الطبي المشاركة الفاعلة في مساعدة الشعب اللبناني”، مشيراً الى أن “المساعدات تضمنت تقديم أكثر من 20 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية والجراحية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here