الكاظمي والتميز بين المهم والأهم

الكاظمي والتميز بين المهم والأهم

د.أكرم مطلك

لقاء السيد الكاظمي بعدد من الخريجين المعتصمين خطوة جيده من قبله وهي الأولى من المسؤول الأول في جميع الحكومات العراقية السابقة,في هذا اللقاء وماتكلم به السيد الكاظمي يذكرني بخطاب الرئيس الراحل عبد السلام عارف في خطابه وقبل موته حرقا في حادث سقوط طائرته بوقت قصير في احدى مدن الجنوب حيث أوعدهم باحسن واحلى الوعود الى حد قال لهم اني أوعدكم بأني ( سأزوجكم جميعا) ولا أدري كلمة سأزوجكم مجرورة الواو وهذا لها معنى آخر في اللهجة العراقية الدارجة !!

ان الوعد الذي اعطاء بتعين 500 خريج لايحل المعضله لأن عدد الخريجين العاطلين أكثر من هذا الرقم بأضعاف ناهيك عن نسبة البطالة والفقر والتي وصلت الى اكثر من 40%. ان المشكلة ليس تعيين هذا العدد او حل بعض المشاكل الصغيره او الأستثنائية لأن حلها سيكون حاصل تحصيل عندما تبدأ بصورة جديه بمحاربة الفساد والسرقات وفتح ملفات اللصوص الجاهزه واحالتهم الى القضاء واسترجاع الأموال المسروقة وتحجيم نفوذ الدوله العميقة وتنفيذ القوانين الصارمة بحق كل المتجاوزين على القانون وتطوير الأداء الحكومي ومحاسبة قتلة المتظاهرين وارجاع هيبة الدوله وكرامتها وحصر السلاح المنفلت بيد القوات الأمنية , ان بدأ العمل في تحقيق هذه الأهداف سيقود بالتأكيد الى تحسين الوضع السياسي والأقتصادي وتسترجع الوطنية العراقية والشعور بالمواطنة وستحل تدريجيا معظم المشاكل والمعوقات الموروثة , ان الأعتماد على الشعب هو سبيل النجاح الأكيد لأنه مصدر القوة والثروة والنجاح , ان السيد الكاظمي امامه فرصة تاريخية لدخول التاريخ كقائد جسور وحازم ومنقذ اذا استطاع مواصلة المشوار بشجاعة واقدام , على القائد ان يكون صاحب آراء جيده وبارعة يمتلك الصبر والحكمة للتميز بين المهم والغير مهم والحزم في اتخاذ القرارات المستعجلة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here