المونيتر: سماء العراق ملغومة بالطائرات المسيرة.. والسيطرة عليها أمر صعب

ترجمة / حامد احمد

اعلنت مصادر امنية عراقية في 30 تموز الماضي انه تم رصد طائرات مسيرة (درون) مجهولة قرب منطقة هيت في محافظة الانبار غربي البلاد. المصادر ذكرت ان “الطائرات المسيرة ذات الجناح الثابت تعود لتنظيم داعش الارهابي .”

غالبا ما كان التنظيم يستخدم خلال معارك الموصل طائرات مسيرة في تنفيذ هجمات على قوات امنية عراقية وذلك بتحميلها مقذوفات وصواريخ يتم القاؤها فيما بعد على مجمعات عسكرية عراقية .

مع ذلك، يبدو انه ليس تنظيم داعش فقط من يستخدم طائرات مسيرة في العراق. بتاريخ 23 تموز عثر على طائرة مسيرة تحمل قذيفة بزنة 2 كغم في منطقة الجادرية وسط بغداد. لم يكشف عن الجهة التي تعود لها الطائرة، ما يثير ذلك قلقا في بغداد التي تعاني اصلا من ازمة امنية وسياسية .

السلطات العراقية لم تكشف أي معلومات عن الطائرة المسيرة التي وجدت في منطقة سكنية تبعد عدة مئات من الامتار عن المنطقة الخضراء. حسين علاوي، باحث في الامن الوطني من جامعة النهرين في بغداد، قال انه يعتبر الحادثة على انها “خرق كبير للامن الوطني العراقي .”

في اليوم نفسه، هبطت طائرة مسيرة مجهولة في بلدة الصينية في بيجي بمحافظة صلاح الدين. الصينية بلدة صغيرة وسط الصحراء ترتبط بمحافظة الانبار. وغالبا ما يستخدم داعش هذه المنطقة للتدريب وممارسة انشطة ارهابية اخرى .

الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق، تحسين الخفاجي، قال للمونيتر “نحن نحظر تحليق أي طائرة في المجال الجوي العراقي ما لم يكن ذلك بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة او أن تحصل على موافقتها.”

واضاف قائلا “ثم تقوم قيادة العمليات المشتركة بعد ذلك باعلام قيادة الدفاع الجوي، وأي طائرة تُحلق في الاجواء العراقية بدون موافقة حكومية تعتبر طائرة معادية. نحن نلقي القبض على اي شخص يستخدم طائرة مسيرة بدون موافقات. غالبا ما كان داعش يلجأ لاستخدام الطائرات المسيرة، وما نزال قادرين على ايقاف تحركها عن بُعد. وفي بعض الاحيان نتمكن من اسقاطها .”

العراق ليس لديه قانون يمنع استخدام الطائرات المسيرة. اغلب الطائرات المسيرة يتم استيرادها وتُباع كوسائل لاغراض التصوير، ويتم كذلك بيعها بشكل غير شرعي بعيدا عن انظار السلطات وموافقتها ويتم تطويرها محليا وتستخدم لاغراض اخرى .

حاكم الزاملي، رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان السابق، قال في تصريحات تلفزيونية في 26 تموز إن “الطائرات المسيرة تستخدم في العراق لتهريب المخدرات وقد تستخدم ايضا للاغتيالات. حيث باستطاعتها نقل حمولة بقدر ثلاثة أو اربعة كغم، وربما كانت الطائرة المسيرة التي عثر عليها في بغداد مؤخرا كان لها هدف معين ولم تستطع الاجهزة الامنية كشفها .”

الزاملي لمّح في تصريحاته الى ان احزابا سياسية ومجاميع مسلحة تستخدم الطائرات المسيرة في عمليات تهريب. من جانب آخر كشف مصدر استخباري رفيع المستوى في وزارة الداخلية للمونيتر عن الآلية التي يتم فيها استخدام الطائرات المسيرة .

وقال المصدر الاستخباري الذي طلب عدم ذكر اسمه “الطائرات المسيرة تستخدم من قبل مجاميع وعشائر وكذلك من قبل مسلحي تنظيم داعش. بعض العشائر تنفذ عمليات التهريب في جنوبي العراق باستخدام الطائرات المسيرة باجراء عملية استطلاع قبل تنفيذ أي عملية.”

واضاف بقوله “العشائر تستخدم الطائرات المسيرة فقط لاغراض عمليات الاستطلاع وعصابات التهريب تستخدم الطائرات المسيرة لنقل بضائعهم. أما تنظيم داعش فيستخدمها لاغراض الاستطلاع والكشف عن منافذ دخول وخروج مسلحيه من والى العراق وسوريا.”

الخبير الامني، فاضل ابو رغيف، قال للمونيتر: “الطائرات المسيرة تستخدم بشكل واسع في العراق. اما الاستخدام السلبي لها فيعود لضعف السيطرة على المناطق الحدودية في السابق ودخول الطائرات المسيرة عبر منافذ رسمية .”

واضاف ابو رغيف قائلا “سبب آخر هو ان الامن الاستخباري العراقي لا يستخدم تقنياته في ابطال عمل الطائرات المسيرة. العصابات تستخدمها لتهريب المخدرات، لانها اكثر أمنا بالنسبة لهم من ان يعرضوا حياة اعضائهم للخطر. مع ذلك، فان الطائرات المسيرة تطير ضمن مدى قريب وبالتالي يكون من السهل بالنسبة للقوات الامنية السيطرة عليها .”

بالنسبة لبلد مثل العراق، الذي لا يمتلك منظومة دفاع جوي، فان الطائرات المسيرة بامكانها شق طريقها بسهولة في سماء العراق. في مطلع شهر نيسان تم بث شريط فيديو على مواقع التواصل لطائرة مسيرة مجهولة الهوية تحلق فوق السفارة الاميركية في بغداد في حادث لم يسبق وقوعه .

خبراء يتوقعون احتمالية تبني فصائل مسلحة تقنيات جديدة باستخدام طائرات مسيرة في استهداف مصالح اميركية في العراق. ولكن مع كثرة الاطراف المستخدمة وامتلاء سماء العراق بها فسيكون من الصعب بالنسبة للقوات الامنية العراقية تحديد الجهة التي تعود لها الطائرة المسيرة المستخدمة.

عن: المونيتر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here