التفشي السريع المجهول .. مرحلة جديدة من أزمة كورونا في العراق

توقع مسؤول في وزارة الصحة، ارتفاع معدلات الإصابة بفايروس “كورونا” في العراق، فيما أشار إلى أن البلاد دخلت مرحلة جديدة من الأزمة.

وقال عضو خلية الأزمة في دائرة صحة الرصافة عباس عويد الحسيني في تصريح، أمس الأول السبت ، إن “معدلات الإصابات قد ترتفع إلى أكثر من 3 آلاف إصابة يومياً نتيجة ارتفاع حصيلة الفحوصات إلى أكثر من 18 ألف مسحة يومياً، مع اتساع عمليات المسح الميداني”، معرباً عن أمله في ارتفاع حصيلة الفحوصات اليومية إلى 25 – 50 ألف مسحة في اليوم الواحد.

وحذر الحسيني، من “استمرار عدم التعامل بجدية مع خطر المرض من قبل المواطنين وإصرارهم على عدم الالتزام بالوقاية والتباعد الاجتماعي، والاستهزاء بالمرض”، مشيراً إلى أن “هذه العوامل هي السبب في استمرار ارتفاع معدلات الإصابة”.

وبيّن، أن “العراق دخل منذ ثلاثة أسابيع مرحلة تفشي الوباء العالي والسريع، بمعنى أن الوباء أصبح في كل مكان وينتقل بين الناس من دون معرفة مصدر الإصابة”، موضحاً أن “أغلب المصابين يجهلون سبب إصابتهم، على الرغم من التزامهم بالوقاية الشخصية”. وتابع، أن “جميع الأصابات المعلنة تعرضت إلى العدوى من ملامسين مقربين، أو نقلها أشخاص لأسرهم وأقاربهم من دون شعورهم بأي أعراض بسبب عدم التزامهم بأجراءات الوقاية”، فيما انتقد “عزوف المرضى عن مراجعة المستشفيات لإجراء الفحوصات في وقت مبكر، أو مراجعتهم للمستشفيات الخاصة، أوعيادات الأطباء”. ودعا عضو خلية الأزمة عن دائرة الرصافة، إلى “إلزام المواطنين بارتداء الكمامات والكفوف، والتباعد الاجتماعي، لأن مصدر العدوى أصبح غير معروف، وتطبيق الإجراءات القانونية بحق المخالفين، فضلاً عن فرض الغرامات عند عدم التزامهم بتعليمات الوقاية الشخصية”.

من جهة أخرى تصاعدت حدة التحذيرات والوعيد من قبل جهات رسمية، بالتزامن مع بدء العد التنازلي لحلول شهر محرم وما يرافقه من طقوس وتجمعات، وسط مخاوف من تفاقم كارثي لأزمة الجائحة.

وتحدث مسؤولون في وزارتي الصحة والداخلية، عن إجراءات “مشددة وصارمة” دون إعلان حظر مراسم الدينية، على الرغم من توصيات مكتب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني. وقال وزير الصحة والبيئة حسن التميمي ، إن “وزارته تبحث فرض الحظر الصحي المناطقي”، مشيراً إلى أن “هناك إجراءات مشتركة بين وزارة الصحة والجهات الساندة لغرض تطبيق هذا الحظر”. فيما وجهت وزارة الصحة ، دعوة لرجال الدين والعشائر، والمنظمات المجتمعية والشخصيات العامة ووسائل الاعلام المختلفة لاتخاذ الدور المطلوب من خلال حث المواطنين على الالتزام بتعليمات وزارة الصحة للحد من انتشار فايروس كورونا. وجاء في بيان صادر عن الصحة أنه لطالما بيّنت الوزارة أن تهاون المواطن بتنفيذ التعليمات الصادرة عنها والمستندة الى اللائحة الدولية لمنظمة الصحة العالمية ستؤدي الى زيادة كبيرة بنسبة الإصابات وهذا التهاون تسبب فعلاً بزيادة ملحوظة في الآونة الاخيرة.

الوزارة أكدت في بيانها أنه وبالرغم من الإجراءات “الجادة” التي اتخذتها الوزارة من خلال زيادة أعداد الأسرة المخصصة لرقود مرضى كورونا وتوفيرها اعداداً كبيرة من أجهزة التنفس الاصطناعي وكذلك زيادة أعداد المختبرات التشخيصية وتوفيرها كافة الأدوية والمستلزمات الطبية المستخدمة ضمن البروتوكولات العلاجية العالمية والتي أقرتها اللجان الاستشارية المختصة، إلا “أننا نحذر المواطنين” من أن استمرار التهاون وعدم الالتزام سيؤدي الى نتائج وخيمة لاتحمد عقباها واحتمال للتفشي الواسع للوباء.

ودعت وزارة الصحة في بيانها الجهات المعنية ورجال الدين وشيوخ العشائر والمنظمات المجتمعية والشخصيات العامة ووسائل الاعلام المختلفة لاتخاذ الدور المطلوب من خلال حث المواطنين على الالتزام بتعليمات وزارة الصحة للحد من انتشار هذا الفايروس من خلال التوعية لارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الاجتماعي ومنع التجمعات بكافة أشكالها. وأعتبرت أن تحقيق النصر النهائي على هذا الوباء يكون بالالتزام بتوصيات وزارة الصحة و اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية فيما يخص الاجراءات الوقائية من “قبل المواطن أولاً والجهات الأخرى ثانياً”.

وأوكلت الوزارة السيطرة على الوباء بالمواطن ومدى التزامه بالإجراءات، حاثة على ارتداء الكمامة، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، معتبرة بأن هذه الإجراءات “تعني السيطرة على الوباء”.

ومع تصاعد أعداد الإصابات بفايروس كورونا في العراق، فان وزارة الصحة مستمرة بتجهيز المستشفيات أو استيراد الأجهزة اللازمة للسيطرة على هذا الوباء، وأعلنت وزارة الصحة وصول 500 جهاز CPAP الخاص بالتنفس الاصطناعي لتعزيز مواجهة فايروس كورونا الخاصة

وقال الناطق باسم وزارة الصحة سيف البدر في حديثه ل المدى إنه تم وصول (500) جهاز CPAP الخاصة باجهزة التنفس الاصطناعي الى مخازن الشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية وأشار الى أنه سيتم توزيعها لكافة المؤسسات الصحية لتعزيز الخدمات المقدمة للمصابين ومواجهة جائحة كورونا من جانبه ذكر البدر أنه تم الانتهاء من انجاز مستشفى الشفاء ٩ في محافظة البصرة بواقع (170) سريراً

وأشار الى أن المستشفى دخل الخدمة لاستقبال المصابين بفايروس كورونا

وبين أن المستشفى انجز بالتنسيق مع العتبة الحسينية وهو مبادرة وتبرع من العتبة الحسينية وتم التأثيث والتجهيز بالأجهزة الطبية من قبل وزارة الصحة والبيئة

وتابع أنه سلسلة من عدة مشاريع تصل الى (20) مشروعاً تنجزها العتبة الحسينية المقدسة في مختلف المحافظات بالتعاون مع وزارة الصحة العراقية

وأوضح أن المستشفى مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية التي تساهم بعلاج المرضى المصابين بفايروس كورونا

وتقدم وزارة الصحة بالشكر والتقدير للمرجعية والعتبة الحسينية لدورهم الكبير باسناد وزارة الصحة لمجابهة جائحة كورونا مبيناً أن هناك مستشفيات أخرى سيتم انجازها في الفترة المقبلة ونحن في وزارة الصحة نقف يداً بيد مع المرجعية العليا لدحر هذا الوباء ولسلامة أبناء الشعب العراقي

هذا وأشارت الى أن وزارة الصحة تعمل على تهيئة قاعات تابعة لوزارة الشباب والرياضة لتكون مستشفى ميداني لعلاج مرضى كورونا واطلع وزير الصحة والبيئة حسن التميمي يرافقه نقيب الأطباء في العراق عبد الأمير الشمري ومدير عام صحة بغداد الرصافة عبد الغني سعدون على مراحل تهيئة قاعات تابعة لوزارة الشباب والرياضة لتكون مستشفى ميدانياً لعلاج المصابين بفايروس كورونا وأكد التميمي خلال تواجده أن المستشفى سيكتمل خلال الأيام القليلة المقبلة وإنه سيجهز من قبل وزارة الصحة وبدعم من وزارة النفط وبعض المنظمات الخيرية الفاعلة مثمناً الجهود المبذولة من قبل صحة بغداد الرصافة لمتابعة المصابين بفايروس كورونا وسير انجاز المستشفى الميداني .

يذكر أن المستشفى يضم خمسة قاعات كبيرة ستجهز بأحدث الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية وسيتم رفدها بالكوادر الطبية والصحية اللازمة للعناية للمصابين بفايروس كورونا وتعمل هذه المستشفيات الميدانية على تخفيف الضغط على المستشفيات العامة ولغرض إعادة عملها السابق وبشكل تدريجي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here