بغداد وأربيل غاضبتان من استهداف قائدين بغارة تركيا: يجب إبعاد العراق عن الصراع

جددت قوى كردية مطالبة حزب العمل الكردستاني (بي كي كي) بالعمل خارج الاراضي العراقية، بعد حادث مقتل ضابطين في الجيش العراقي عبر طائرة تركية مسيرة على الحدود بين البلدين.

وتسرد اطراف كردية والحكومة الاتحادية قصتين مختلفتين للحادث، فيما لم يصدر عن انقرة اي تعليق على الهجوم حتى ساعة اعداد التقرير، في وقت اعلنت بغداد الغاء زيارة مرتقبة لمسؤول تركي رفيع الى العراق على خلفية الحادث.

وفي العامين الماضيين تضاعفت القواعد العسكرية التركية على الشريط الحدودي وفي داخل العراق 3 مرات، فيما وصلت قوات انقرة على مشارف المدن الكبرى في كردستان. وأعلنت تركيا في حزيران الماضي، نشر قوات خاصة في شمالي العراق في إطار عملية برية ضد حزب العمال الكردستاني المعارض لانقرة، بمؤازرة من سلاحي الجو والمدفعية.

وأرجعت وزارة الدفاع التركية العملية إلى “تزايد الهجمات في الآونة الأخيرة ضد مراكز الشرطة والقواعد العسكرية التركية” الواقعة قرب الحدود العراقية.

ونفذت تركيا نحو 1000 هجوم في شمالي العراق منذ 4 أعوام، لملاحقة حزب العمال الكردستاني، دمرت خلالها قرى وقتلت عشرات من السكان، كما هاجمت في سنجار قوات تابعة للحشد الشعبي. ناصر هركي، عضو لجنة الامن في البرلمان، يقول لـ(المدى) ان حزب العمال الكردستاني “اشتبك مع قوات حرس الحدود العراقية قبل قيام مسيرة تركية بقصف المكان”.

وبحسب خلية الاعلام الامني التابعة للحكومة ان القصف ادى الى “استشهاد آمر اللواء الثاني حرس حدود المنطقة الاولى وآمر الفوج الثالث / اللواء الثاني وسائق العجلة”.

واكدت الخلية في بيان مقتضب مساء الثلاثاء، ان “اعتداء تركيًا سافرا مِن خلال طائرة مسيرة استهدف عجلة عسكرية لحرس الحدود في منطقة سيدكان أو (برادوست)”.

وفي غضون اسابيع انشأت تركيا اكثر من 10 قواعد جديدة، إذ كشفت مصادر لـ(المدى) بعد ايام من بدء حملة “مخلب النسر” في منتصف العام الحالي، ان عدد القواعد التركية وصل الى نحو 30 قاعدة. ويؤكد ناصر هركي، وهو نائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ان “الطائرة المسيرة التركية قصفت قوات حرس الحدود اثناء وضع ربايا على الشريط الحدودي المشترك مع تركيا”.

واعترف بن علي يلدرم، رئيس الوزراء التركي السابق في مؤتمر صحفي ببغداد في حزيران 2018، بوجود 11 قاعدة عسكرية داخل العراق.

واشار هركي وهو نائب عن اربيل الى ان “حزب العمال اعترض على وضع النقاط الجديدة ودخل في مشاجرة مع القوات العراقية”.

وتسيطر قوات الـ(بي كي كي) على 250 قرية في جبل قنديل (بحسب بعض المصادر)، ويديرها بشكل مباشر بعيدا عن سلطتي الاقليم وبغداد، كما يتحكم بادارة سنجار، شمال الموصل.

واعتبر النائب الكردي ان “الهجوم التركي كان بالخطأ”، مبينا ان المقصود في الهجوم هم “قوات حزب العمال الكردستاني”. وتملك تركيا منذ 5 سنوات قاعدة عسكرية قرب الموصل، تضم مئات الجنود والآليات الثقيلة، ويعتقد بحسب مسؤولين، انها (القاعدة) تقدم معلومات استخبارية لأنقرة قبل شن تلك الهجمات.

“اخرجوا من العراق”

ودعا هركي قوات الـ(بي كي كي) الى نقل نشاطها الى تركيا ومغادرة الاراضي العراقية، وهو مطلب كررته بعض القوى الكردية اكثر من مرة.

وتتهم اطراف كردية عناصر حزب العمال الكردستاني بتهديد السكان في مناطق جبل قنديل بقوة السلاح، واجبارهم على تنفيذ اوامرهم.

ويقع “قنديل” في إقليم كردستان عند نقطة التقاء الحدود العراقية الإيرانية التركية، ويمتد بعمق نحو 30 كيلومترًا داخل الأراضي التركية، ويبعد بنحو 150 كيلومترًا عن أربيل.

الى ذلك قالت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان، ان الهجوم جرى اثناء عمل حرس الحدود على “شغل الفراغات في النقاط الحدودية بمنطقة (برادوست) بهدف إبعاد تهديدات الحرب عن سكان المنطقة”.

وطالبت الوزارة في بيان في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، من “حزب العمال الكردستاني وتركيا أن ينقلا معاركهما وصراعاتهما إلى خارج أراضي إقليم كردستان والعراق لكي لا يذهب المزيد من أبناء بلدنا ضحايا لذلك الصراع”.

ورفض حزب العمال العام الماضي، “الاعتذار” على اعتداء قام به احد عناصر الحزب على نقطة تفتيش في سنجار، بعد ان دهست دورية تابعة لقوات “بي كي كي” جنديا عراقيا. وتسبب الحادث بعد ذلك بحسب بيان لخلية الاعلام الحكومي، بـ”اندلاع اشتباك بين الطرفين أسفر عن مقتل جنديين من القوات العراقية وإصابة خمسة من قوات الـ”PKK.

وفي ردود الفعل الغاضبة على الحادث، أعلنت الخارجية العراقية، الغاء زيارة وزير الدفاع التركيّ إلى العراق المُقرّرة اليوم الخميس.

وقالت الوزارة في بيان امس، انها ستقوم بـ”استدعاء السفير التركيّ، وتسليمه مذكرة احتجاج “شديدة اللهجة”، وإبلاغه برفض العراق المُؤكّد لما تقوم به بلاده من اعتداءات وانتهاكات. واعلنت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء، تحييد عنصرين من منظمة “بي كي كي” شمالي العراق.

وذكرت الوزارة في بيان لها، أن سلاح الجو تمكن من “تحييد إرهابيين اثنين من (بي كا كا) في غارة على أوكارهم في منطقة (متينا) شمالي العراق”.

وأكدت أن العمليات ضد منظمة “بي كا كا” ستتواصل بحزم حتى “القضاء على آخر إرهابي”.

هجوم متعمد

الى ذلك قال طارق جوهر، المستشار في اقليم كردستان والمحلل السياسي لـ(المدى) ان “الهجوم كان متعمدا”، وحدث “اثناء عقد اجتماع بين حرس الحدود وعناصر حزب العمال الكردستاني”.

وانتقد مستشار برلمان كردستان، صمت تركيا على الحادث. وقال انها “تتمدد في اطماعها بسبب سكوت حكومة بغداد”.

وكان المتحدث العسكري باسم الحكومة، يحيى رسول، قال منتصف ليلة الثلاثاء، ان الهجوم حدث اثناء “استطلاع” كانت تقوم به القوات العراقية.

وأوضح بيان صدر عن رسول، أن “المقاتلين كانوا في عملية استطلاع في منطقة سيدكان وتقع داخل الأراضي العراقية وتبعد ٤ كيلو مترات عن الشريط الحدودي مع تركيا”.

واضاف رسول “هذا الاعتداء الآثم أسفر عن استشهاد آمر اللواء الثاني بالمنطقة الأولى في قيادة قوات حرس الحدود وامر الفوج الثالث وإصابة آمر الفوج الأول وضابط استخبارات واثنين من المنتسبين المرافقين لهم”.

وطالب المتحدث العسكري باسم الحكومة الاتحادية، القوات التركية بالعمل على توضيح ملابسات “الجريمة” ومحاسبة المتورطين بها، حفاظًا على حسن الجوار والعلاقات بين البلدين التي حرص العراق على الحفاظ عليها ومراعاتها.

واضاف رسول في البيان أنه “حذرنا في وقت سابق من استمرار التجاوزات التركية على الأراضي العراقية”، مجددا تحذيره من ان دماء العراقيين غالية ولن نتسامح مع هدر الدم العراقي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here