القوات الأميركية تبدأ بتقليص أعدادها خلال الأشهر المقبلة

ترجمة / حامد أحمد

كشف قائد القيادة المركزية للقوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال كينيث مكينزي، في تصريحات انه: من المحتمل جدا تقليص القوات الاميركية في العراق وسوريا خلال الاشهر القادمة، ولكنه لم يتلق حتى الان أوامر للبدء بسحب القوات.

وقال الجنرال مكينزي ان القوات الاميركية المتواجدة في العراق للمساعدة في محاربة بقايا مسلحي داعش وتدريب القوات العراقية “سيتم اعادة ترتيب تواجدها بعد اجراء المشاورات مع الحكومة في بغداد”.

وقال مكينزي انه يتوقع ان تبقي القوات الاميركية وبقية قوات حلف الناتو على “تواجد طويل الامد” في العراق، للمساعدة في محاربة مسلحي داعش وكذلك لمراقبة اي نفوذ ايراني في البلاد.

ورفض ان يتطرق لمدى حجم ذلك التواجد، ولكن مسؤولين اميركان آخرون قالوا انه من المتوقع ان تسفر المباحثات مع المسؤولين العراقيين التي ستستأنف هذا الشهر عن الاتفاق على تقليص للقوات الاميركية لتصل الى 3500 جندي.

وقال الجنرال مكينزي في تصريحات له خلال حديثه مع معهد السلام الاميركي مؤخرا “نريد ان يكون تواجدنا هناك أصغر لحد ما. ولكن لا اعرف بالضبط متى سيكون ذلك”.

رغم ان الحكومة العراقية قد اجرت بعض التحركات نحو دعوة القوات الاميركية، ولكنهم لم يقوموا باي نشاط رسمي لاخراج القوات التي ما تزال متواجدة هناك والتي يبلغ تعدادها بحدود 5200 جندي.

رغم قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخريف الماضي بسحب كامل للقوات الاميركية من سوريا البالغ عددها 1000 جندي، فانه ما يزال لديه هناك ما يقارب من 500 جندي غالبيتهم في شمال شرقي البلاد لمساعدة القوات السورية الكردية في محاربة جيوب مسلحي داعش. وقال مكينزي ان حل الصراع في سوريا هو تسوية سياسية اكثر مما هو حل عسكري، مشيرا الى ان الاجزاء الشرقية من سوريا التي تسيطر عليها قوات التحالف بامكانها الاستمرار بالقضاء على بقايا داعش بمساعدة القوات الاميركية هناك.

تعليقات مكينزي حول معدلات تواجد القوات الاميركية في العراق وسوريا كانت متماشية مع ما ذكره في السابق، ولكنها جاءت بالتوافق مع ما اعلنه ترامب مؤخرا من ان القوات الاميركية في افغانستان ستتقلص من 8600 الى 5000 جندي مع قرب الانتخابات العامة في تشرين الثاني.

الجنرال مكينزي ومسؤولون اميركان آخرون يقولون ان الولايات المتحدة اصبحت الان مستعدة للنظر بسحب وتقليص قواتها المتواجدة في العراق وذلك لان القوات المحلية اصبحت قادرة اكثر على مواجهة مسلحي داعش بنفسها، مع بعض المساعدات الفنية والاستخبارية واللوجستية من الجانب الاميركي.

وليام رويبوك، نائب المبعوث الاميركي الخاص لقوات التحالف ضد داعش، قال في تصريح منفصل له “تخميناتنا هي ان داعش ما يزال يشكل تهديدا، ولكنه ليس تهديدا متزايدا. ان مسلحي داعش لم يعودوا قادرين على شن عمليات او هجمات معقدة”.

ولكن مسؤولين اميركان وعراقيين من اجهزة مكافحة الارهاب يقولون ان تنظيم داعش في العراق ما يزال قادرا على شن عمليات مميتة في مناطق ريفية على نطاق ضيق، مشيرين الى انه في الوقت الذي لم يعد فيه التنظيم قادرا على شن هجمات بحجم تلك التي كان يشنها قبل عدة سنوات، فان عدد الهجمات بدأ يزداد مرة اخرى.

البنتاغون يرفض الإبقاء على اكثر من الحد الادنى المطلق للقوات في العراق وذلك بسبب تعرضها لهجمات متكررة من قبل فصائل مسلحة موالية لايران. وكان هجوم على قاعدة عراقية في شهر آذار قد تسبب بمقتل ثلاثة جنود من قوات التحالف اثنين منهم اميركان مع جرح 14 آخرين.

وكان البنتاغون قد وجه في آذار أوامر لقادة عسكريين بالتخطيط لتصعيد حملة عسكرية اميركية في العراق. ولكن قائد قوات التحالف في البلاد حذر من ان هكذا حملة قد تكون دموية وتسبب نتائج عكسية تزيد من خطورة حرب مع ايران.

منذ ذلك الوقت جمعت الولايات المتحدة قواتها في قواعد أقل كخطوة لاعادة نشر قواتها في البلد، وهو توجه اقر به الجنرال مكينزي لتحويل الاهتمام من محاربة داعش الى التدريب والمشورة.

واثنى الجنرال الاميركي على محاولات حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في سعيه لمواجهة هجمات الفصائل المسلحة الصاروخية المتكررة على القوات الاميركية ورعاياها، مشيرا الى انه يتوجب على المسؤولين الاميركان ان يراعوا جانب الصبر مع محاولات الحكومة الجديدة.

وقال الجنرال في اشارة على ما يبدو لتبعات مقتل القائد العسكري الايراني قاسم سليماني في العراق: “نحن نحاول بذل ما بوسعنا من اجل تهدئة الاوضاع في العراق”.

وكانت تلك الحادثة قد اثارت غضب برلمانيين عراقيين طالبوا بسحب كامل للقوات الاميركية من البلاد.

عن: نيويورك تايمز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here