حينما يُذبح الموظف بسكين “المصلحة العامة”، وزارة الخارجية العراقية إنموذجاً!؟

حينما يُذبح الموظف بسكين “المصلحة العامة”، وزارة الخارجية العراقية إنموذجاً!؟
بقلم: صالح العبيد

عبارة “المصلحة العامة” غالباً ما تتذيل التقارير والمخاطبات في السياقات الادارية لدوائر الدولة العراقية، وليس لدي تاريخ محدد لبدء إستخدام هذه العبارة في مخاطبات دوائر الدولة، لكن المؤكد ان هذه العبارة تكون احياناً بمثابة سكين حاد يُساء استخدامه من قبل المسؤول أو الموظف غير النزيه ضد خصومه أو زملاءه، ولعمري أن دافعه وراء إستخدام هذه العبارة هو المصلحة الشخصية الضيقة ولا شيء سواها، سيما وان هذا النوع من المسؤولين والموظفين لا تُشكل المصلحة العامة اي هامش من اهتماماتهم، وهي آخر شيء يمكن ان يفكرون فيه.
إطلعت قبل أيام على مخاطبة بشكل كتاب مُسرب، موجه من موظف دبلوماسي قانوني -سأرمز لأسمه الأول ولقبه بالحروف (ط ش) مراعاةً لخصوصيته- وبتوقيع رئيس دائرته في وزارة الخارجية العراقية موجهة إلى الدائرة الإدارية بالوزارة حول ما يعتقده الموظف خدمة لمصلحة العراق في منظمة إقليمية معينة، استخدم فيه عبارة “المصلحة العامة” أكثر من مرة، ولولا معرفتي الدقيقة بتاريخ هذا الموظف وصفاته السيئة وسلوكه المؤذي والخبيث والذي لا يختلف عليه كل من يعرفه، لصدّقت ان ما جاء في الكتاب يصُب بالفعل في المصلحة العامة للعراق، لكني أجزم بأن كل حرف ورد في هذا الكتاب كان وراءه غرض شخصي ومصلحة ضيقة يهدف هذا الموظف إلى تحقيقها، والذي أجد نفسي مضطراً لعرض شيء مختصر من تاريخه الشخصي، فقد كان قبل إحتلال العراق في عام 2003، يمسح أكتاف مسؤولي تلك المرحلة لدرجة انه تزوج بابنة أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة المُنحل وعضو القيادة القطرية لحزب البعث، ووزير الشباب، بل هو نفسه كان بعثياً ومن عائلة بعثية معروفة، وسرعان ما غيّر جلده وتوجهه 180 درجة بعد الاحتلال مستغلاً جذور أسرته التي تعود إلى مدينة الناصرية، ليصبح بعد ذلك من المقربين وأصحاب الحضوة لدى العهد الجديد، لدرجة تردُّد أخبار حول ترشحه لدرجة سفير في القائمة المرتقبة للسفراء وضمن حصة وزارة الخارجية! بعد ان انطلت أساليبه على بعض المسؤولين في الظهور بمظهر الحريص على نظام الحكم الجديد من خلال ما يكتبه من آراء قانونية يغلفها عادة بدافع المصلحة العامة.
وفي هذا المقام أود ان أُنبه المسؤولين الحاليين في العراق من الذين يهمهم النجاح في عملهم وانتشال العراق من حالة التدني والتراجع في كافة المجالات التي يشهدها منذ سنوات، إلى عدم تقريب من هم على شاكلة (ط ش)، من الانتهازيين والنفعيين والوصوليين، لأن الخاسر الوحيد في النهاية سيكون العراق كدولة، فهذا النوع من المسؤولين والموظفين يطبقون مقولة مكيافيلي “الغاية  تبرر الوسيلة” بكل خطوة يخطونها في حياتهم الوظيفية.
وفي الختام، أُذكّر بأن الوظيفة العامة هي التزام أخلاقي قبل كل شيء، ومن حسُن سلوكه حسُن أداءه الوظيفي وزاد انتاجه ونفعه، ويحصل العكس لدى من ساءت أخلاقه وسلوكه من المسؤوليين والموظفين مهما كانت مؤهلاته وعلمه.

والله من وراء القصد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here