زيارة الكاظمي الى واشنطُن؛ توقيتُ المُضطَرِّ .. قراءةٌ في أَسباب الحَذر العالمي من إِعلانِ مُوسكو

لقنواتِ [زاكرُوس] و [النُّجباء] و [اليَوم] و [RT] الفضائيَّة ولراديُو [المِربد] ولصحيفةِ [صَوت الدَّار] المصريَّة؛

زيارة الكاظمي الى واشنطُن؛ توقيتُ المُضطَرِّ

قراءةٌ في أَسباب الحَذر العالمي من إِعلانِ مُوسكو

نـــــــــــــزار حيدر

*بالتَّصعيد العسكري الأَخير لم تعُد البيانات، مهما اشتدَّت لهجتها، كافية للردِّ على العُدوان التُّركي السَّافر، فلقد دخلَ العُدوان مراحلَ خطيرة ينبغي علىبغداد أَن توظِّف كلَّ الأَدوات لإِيقافهِ لحمايةِ سيادة الدَّولة.

وعندما يُصدر مجلس الأَمن الوطني، وهو أَعلى هيئة أَمنيَّة في البلاد، بياناً يشبهُ إِلى حدٍّ كبير إِفتتاحيَّة صحيفة يوميَّة فهذا يعني ان الأُمور مازالت غيرواضحة في ذهنِ بغداد وأَنَّها لم تتَّخذ بعدُ الموقف المُناسب، الحازِم والحاسِم، الأَمر الذي يُشجِّع أَنقرة على التَّمادي في غيِّها!.

*أَعتقد أَنَّ السَّفير التُّركي في بغداد هو من أَكثر السُّفراء في العالَم يتمُّ إِستدعاءهُ من قِبل وزارة خارجية دَولةٍ ما، لذلكَ أَقترح عليهِ أَن يستأجر غُرفةً في وزارةالخارجيَّة ليسهل عليهِ الحضُور كلَّما تمَّ استدعاءهُ لتسليمهِ مُذكَّرة إِحتجاج، إِذ يبدو أَنَّ القضيَّة تأخذُ وقتاً أَطول من المُتوقَّع.

*لقد تمادت أَنقرة في عدوانِها حتَّى وصلَ الأَمرُ إِلى ما لا يمكنُ السُّكوت عنهُ بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكال.

فلقد مثَّل إِستشهاد ضابطَين كبيرَين في حرس الحدُود قمَّة الإِنتهاكات الصَّارخة للسِّيادة الوطنيَّةِ.

هي لم تترُك مجالاً لأَيِّ تفسيرٍ مُحتمل لعدوانِها المُستمر والذي تصاعدَ خِلال الأَشهر الثَّلاثة الأَخيرة.

وهي تتَّخذ من ذريعةِ محاربة [PKK] على الأَراضي العراقيَّة للهرُوب إِلى الأَمام من مشاكلِها وأَزماتِها الداخليَّة بسببِ فساد وسوء إِدارة النِّظام السِّياسيمن جانبٍ، ولتحقيقِ أَطماعٍ تاريخيَّةٍ من جانبٍ آخر، ولتوسيعِ نفوذِها في المنطقةِ بشكلٍ عامٍّ من خلالِ تزامُنِ العُدوانِ مع تدخُّلات غَير مُبرَّرة في أَكثر من ملفٍّ،من جانبٍ ثالثٍ.

إِنَّ عليها أَن تعودَ إِلى صوابِها وتعيدَ قياس حجمِها فتلتزم بهِ قبلَ فواتِ الأَوان، فالعراقُ هذهِ المرَّة سيتَّخذ كلَّ الإِجراءات السياسيَّة والديبلوماسيَّة ورُبماالإِقتصاديَّة وإِذا اقتضت الضَّرورة العسكريَّة لحمايةِ السِّيادة الوطنيَّة.

إِذا لم تحترم أَنقرة مبدأ حُسن الجِوار فإِنَّ بغداد غَير مُضطرَّة لذلك، فالعلاقاتُ الثنائيَّة لا تتحقَّق من طرفٍ واحدٍ إِذا لم يكُن الطَّرف الآخر يأخذها بالحُسبان.

*توقيت الزِّيارة المُرتقبة لرئيس الحكُومة والوفد الموافق لهُ إِلى واشنطن في هذا الشَّهر، كانَ إِختيار المُضطر، وهو مؤَشر أَوَّلي على أَنَّها إِستعراضيَّة لكِلاالطَّرفَين أَكثر من كونِها حقيقيَّة تُثمر نتائج ملموسة.

-فالعاصمةُ واشنطن تتمتَّع بعطلتِها السَّنوية في الشهر الثَّامن من كلِّ عامٍ، لذلكَ يغيبُ عنها الزوَّار الأَجانب.

-فما بالكَ إِذا كانَ العامُ هو عامُ الإِنتخابات؟! وأَنَّ البِلاد والعالَم مشغولٌ بجائحةِ كورونا وتداعياتِها؟!.

في عامِ الإِنتخابات ليسَ بوِسعِ الرَّئيس أَن يفعلَ شيئاً باستثناءِ الإِنجازات الإِستعراضيَّة لتَوظيفِها في حملتهِ.

-ناهيكَ عن أَنَّ المُرشَّح الديمقراطي منع حملتهُ الانتخابيَّةِ من اللِّقاء بأَيِّ مسؤُولٍ أَجنبي، خشية تكرار أَزمة الإِنتخابات الماضية التي تورَّط بها الرَّئيس ترامب.

هذا يعني أَنَّ الوفد العراقي سوفَ لا يسمع وعوداً مهمَّة وإِلتزامات يُعتدُّ بها في البيت الأَبيض، فضلاً عن الكونغرس الذي يتمتَّع أَعضاءهُ بإِجازتهِم السنويَّةخارج العاصِمة.

*لا أَظنُّ أَنَّ الكُتل السياسيَّة مُستعجِلة على طرحِ ملفٍّ تواجد القوَّات الأَجنبيَّة خلال زيارة الوفد إِلى واشنطن، فتصريحاتُ مُستشار الأَمن الوطني، عضو كُتلة[بدر] التي تقود تحالف [الفتح] الذي يصفُ نفسهُ بتحالُف [المُقاومة] عقبَ إِجتماعهِ بالقائد الأَعلى لقوَّات التَّحالف الدَّولي في الحربِ على الإِرهاب، رسالةٌإِستباقيَّةٌ واضحةٌ طيَّرها المُستشار إِلى واشنطن قبلَ موعدِ الزِّيارةِ بأَيَّامٍ!.

أَمًا تصريحاتهُم في الإِعلام فهي للإِستهلاك المحلِّي لا قيمةَ لها وهي تشبهُ شعاراتِ نظامِ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين التي كان يُتاجِرُ بها لتضليلِ المُغفَّلين!.

*إِعلان موسكو التوصُّل للُّقاحِ أَضاع على الرَّئيس ترامب آخر فُرصةٍ لهُ قبلَ الدُّخول في المرحلةِ الأَخيرةِ من الصِّراع الإِنتخابي ليُثبتَ وفاءهُ بوعدهِ الذي قطعهُلناخبيه كونهُ سيعمل على إِعادة [العظَمة] لبلادهِم.

كانَ ينتظر على أَحرٍّ من الجمر أَن يكونَ هو مَن يُبشِّر العالَم والأَميركان بالأَخبار الجيِّدة بهذا الشَّأن ليوظِّفها في حملتهِ الإِنتخابيَّة! ولكن….

ورُبما لهذا السَّبب كانَ ردُّ فعل واشنطن سلبيّاً بالمُطلق من إِعلان موسكو! فهو لم يُساعدهُ في حملتهِ الانتخابيَّةِ التي تسوءُ يوماً بعد آخر بسببِ أَنَّها مُحاصرةبأَمرَين؛

-تعاملهُ العُنصري مع مقتل المُواطن الأَسود.

-لا أُباليَّتهُ في التَّعامل مع الجائحةِ، والتي تسبَّبت بكَثرة الإِصابات والوفيات، وكذلكَ بإِنهيارٍ إِقتصاديٍّ مُرعب.

*إِنَّ سبب التَّعامل العالمي الحذر وأَحيانا السَّلبي مع إِعلان موسكو، هو أَنَّ ثلاثة من أَهم المُؤَسَّسات الصحيَّة العالميَّة شكَّكت فيهِ أَو على الأَقل إِستقبلتهُ بحذرٍشديدٍ، وهيَ؛ ١/ منظَّمة الصحَّة العالميَّة ٢/ جمعيَّة مُنظَّمات التَّجارب الطبيَّة، أَكتو، ومقرَّها موسكو والتي تُمثِّل أَكبر شركات الأَدوية في العالَم في رُوسيا ٣/ وِكالةالأَدوية الأُوربيَّة!.

*فلماذا كلَّ هذا التَّشكيك والحذر؟!.

الجواب؛ إِنَّ روسيا بلدٌ مُغلق بنظامٍ شموليٍّ لا تتعامل بشفافيَّة مع الهيئات والمؤَسَّسات الدَّولية المعنيَّة، ولذلك لا يمكنُ الوثُوق بها كثيراً على هذا الصَّعيد،خاصَّةً وأَنَّ الأَمر يتعلَّق بحياةِ البشريَّة جمعاء لا يجوزُ التَّهاونُ فيهِ.

طبعاً يلزم أَن لا نغفل عن حقيقةٍ في غاية الأَهميَّة وهي أَنَّ لملفِّ الجائحة وما يتعلَّق بهِ من جهودٍ علميَّةٍ لاكتشافِ اللُّقاح أَو الدَّواء لهُ أَبعادٌ سياسيَّةٌ وإِقتصاديَّةٌفي إِطارِ الحربِ الباردة والتَّنافُس المُتصاعد بينَ الشَّرق والغرب، ولذلكَ ينبغي أَن لا نذهبَ بعيداً مع أَيٍّ من الطَّرفَينِ ما لم يتمَّ التثبُّت من الأُمور بشَكلٍ سليمٍودقيقٍ وحقيقيٍّ.

*قد نأخذَ على الهيئات الدوليَّة تهويلها خطر الجائحة.

قد يكونُ هذا صحيحاً، ولكن الصَّحيح كذلك هو ما يفعلهُ البعض عندما يهوِّن من خطرِها ومضاعفاتِها، فكِلا الأَمرَين يُشكِّلُ تهديداً لمعنويَّات النَّاس قد تُفضيإِلى هزيمتهِم نفسيّاً أَمام الجائحة.

فكلُّنا نتذكَّر مثلا تفاصيل الإِحتفاليَّة [العظيمة] التي أَقامها مُحافظ كربلاء المقدَّسة قبل عدَّة أَشهر بمناسبةِ ما أَسماهُ بالقضاءِ نهائيّاً على الجائحة فيالمُحافظة، ليتبيَّن فيها بعدُ أَنَّها أَكاذيب رخيصة ودِعاية إِنتخابيَّة حزبيَّة مُبكِّرة، لنُفاجأ اليَوم بإِعلانهِ كربلاء مدينةً مَوبُوءةً.

لذلكَ أَقول؛ ينبغي الحذر في كلِّ الحالات، فالإِيجابيَّة المُفرطة كالسلبيَّة المُفرطة فكِلاهُما يضُرَّان.

١٤ آب ٢٠٢٠

لِلتَّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

‏Face Book: Nazar Haidar

Twitter: @NazarHaidar2

Skype: nazarhaidar1

Telegram; https://t.me/NHIRAQ
Telegram: Contact @NHIRAQ – Telegram Messenger
If you have Telegram, you can view and join NH right away. right away.
t.me

‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here