إذن كم كانت تسرق  هذه العصابات ” المقدسة ”  من غير الثروات النفطية ؟

بقلم مهدي قاسم

بعد سيطرة الجيش  على منافذ الحدود الجمركية ــ ولو بشكل غير كامل ــ أعُلن بأن الإيرادات  الجمركية لهذه المنافذ قد بلغت  ” 500 مليار دينار ” في غضون 30 يومًا !

هذا المبلغ  الهائل من الواردات لخزينة الدولة هو حصيلة شهر واحد  فقط ، فكم  يكون في  غضون سنة كاملة ..

فمن هنا نستطيع أن نتصور الحجم الهائل  ـــ و الذي يفوق حتى الخيال ـــ  للمبالغ الناجمة عن هذه الإيرادات  و التي تقدر بعشرات بليارات  ــ وليس مليارات ــ و  التي سُرقت من منافذ الحدود في السنوات 17 الماضية  من قبل أحزاب وميليشيات متنفذة و ساسة و موظفين فاسدين ..

و هذا يعني  بأن هؤلاء اللصوص الأوباش لم يكتفوا بسرقة الأموال الواردة من الثروات النفطية فقط ، إنما سال لعابهم على الإيرادات الناجمة عن الجمركة الحدودية أيضا  ، و ذلك في غمرة عمليات نهب منظم و متواصل لثروات العراق  ، حيث جرى ذلك تحت تبريرات وذرائع وفتاوى  زعمت أن صاحبها ” مجهول ” و بالتالي  مسموح سرقتها بكل هدوء ضمير و يقين عقائدي مقدس !!..

17 عاما من سرقة منظمة لإيرادات الحدود المالية والتي تبلغ شهريا فقط  500 مليار دينار ..

فكم من مدرسة ، مستوصف ،  مستشفى ، كان يمكن تشييده  في شهر واحد ، أو في غضون سنة كاملة من موارد الحدود الجمركية فقط ؟!!..

و كذلك تحديث وتطوير البنى التحتية و إسالة الماء والكهرباء وباقي مرافق الدولة  ؟..

ناهيك عن 17 عاما  برمته !..

بالمناسبة أن أغلب الدول الغربية وغيرها تعتمد على الضرائب ومن ضمنها على الجباية الجمركية بدرجة كبيرة أيضا ..

 ومن ناحية أخرى كنتُ حائرا لفترة طويلة على صعيد عدم فهمي للدوافع الحقيقية لإدارة بوش الأبن السابقة في إسقاط النظام السابق ومن ثم تسليم السلطة لأزلام النظام الإيراني ــ عدوه اللدود ــ  القادمين من طهران  ، بعد تقديم كل هذه الخسائر البشرية والمادية الأمريكية الهائلة..

وأظن بأنني بدأت  مؤخرا أدرك تلك الدوافع  الأساسية  والمتجسدة  بتدمير العراق وإعادته إلى شبه عصر حجري  ، مجردا من كل شيء  ، مثلما هدد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في عهد بوش الأب  ، و يبدو إنهم  لم يجدوا من هو قادر على تنفيذ هذه المهمة  هذا التدميرية  والتخريبية المنظمة ــو على نهج وأسلوب المغول ــ غير الأحزاب الشيعية ميليشياتها البلطجية المتحكمة برأس السلطة التنفيذية ..

فكم  كان اختيارهم  هذا ناجحا ، وبكل مقاييس خبث و حقد ولؤم  على العراق و شعبه المعذب  منذ عقود طويلة ! ..

 

هامش ذات صلة  :

 

الجيش يعلن السيطرة على جميع المنافذ الحدودية: 500 مليار دينار إيرادات 30 يومًا

أكدت قيادة العمليات المشتركة، أمس الاثنين، ان جميع المنافذ الحدودية اصبحت بمسؤولية قطعات الجيش، فيما اشارت هيئة المنافذ الحدودية الى ان تواجد القوات الامنية مِن الجيش قد ساهم بشكل كبير في تأمين البيئة داخل المنافذ.

وذكرت العمليات المشتركة في بيان تلقته (المدى) انه “بتوجيه مِن رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، عقدت قيادة العمليات المشتركة وهيئة المنافذ الحدودية اجتماعًا مشتركًا لتقييم الاجراءات الامنية وانفاذ القانون في جميع المنافذ الحدودية التي اصبحت بمسؤولية قطعات الجيش العراقي، وترأس الاجتماع نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الامير الشمري، بحضور قائد القوة البحرية ورئيس هيئة المنافذ الحدودية عمر الوائلي، وعدد من قادة القطعات المشاركة في حماية المنافذ”. واضاف البيان انه “جرى خلال اللقاء مناقشة عمل المنافذ وما تحقق مِن تغيير فيها، فضلا عن توفير الظروف الملائمة بما يضمن انسيابية العمل الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي على مختلف الصعد التي تخص عمل هذه المنافذ”.

وأكد رئيس هيئة المنافذ الحدودية بحسب البيان ان “تواجد القوات الامنية مِن الجيش قد ساهم بشكل كبير في تأمين البيئة الامنية داخل المنافذ الذي انعكس على توفير أرباح الى الدخل الوطني بنحو خمسمائة مليار دينار عراقي خلال شهر واحد وإيقاف اكثر من 1073مخالفة”، مشيرا الى ان “الاجراءات الامنية الجديدة أسهمت بشكل واضح في إيقاف هدر المال العام”. ولفت البيان الى ان “المجتمعين خرجوا بعدد من التوصيات والقرارات التي تهدف الى تعزيز الامن في المنافذ الحدودية، فضلا عن التهيؤ لافتتاح منافذ اخرى كانت مغلقة بسبب الوضع الأمني”. بدورها، أعلنت الهيئة العامة للكمارك، في بيان تلقته (المدى) إن “إيرادات الكمارك خلال يوم الاحد بلغت (٢٠٦٤٠٠٠٠٠٠) مليارين واربعة وستون مليون دينار على الرغم من تصفير الرسوم الكمركية على الكثير من البضائع وقلة الاستيرادات بسبب إغلاق أغلب المنافذ الحدودية بسبب جائحة كورونا”.

واضاف البيان، أن “الهيئة وفي ظل الظروف العصيبة اقتصاديا وصحيا والتي تمر على بلدنا العزيز تستمر كوادرها العاملة في كافة المديريات والمراكز الكمركية بالمساهمة الفعالة في الوقوف عونا لشعبهم ووطنهم متحدين كافة التحديات  ــ نقلا عن صحيفة  صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here