وتنسحب نتائج الدراسة على سكان أوروبا وشمال أمريكا والمناطق ذات المناخ المماثل، وينصح الأطباء بتعريض الجسم للشمس لنصف ساعة مرتين في الأسبوع على الأقل، لاكتساب كميات كافية من «فيتامين دي»، ولكن ذوي البشرة الداكنة، والمسنين بدرجة أقل، يجب أن يتعرضوا للشمس لفترات أطول، قد تصل إلى عشرة أضعاف ما يحتاج إليه ذوو البشرة الشفافة، بسبب بطء امتصاص خلايا الجسم لأشعة الشمس.
ومن الأخطار الصحية التي يعاني منها المهاجرون من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى البلدان الغربية، نقص «فيتامين دي»، لأن الشمس قلَّما تشرق في هذه البلدان، ولأن عملية امتصاص الضوء في أجسامهم تستغرق وقتاً أطول، ما يحتم عليهم أن يتعرضوا إلى ضوء الشمس المباشر لفترات طويلة.
الشمس، التي تغمر بلادنا وتضيء زواياها المعتمة، تكمن في ضوئها قوة العظام ومناعة الأجسام ضد الأمراض الخطيرة، فلا عجبَ أن يشد الغربيون الرحال إلى بلاد الشمس، قاطعين المسافات وعابرين القارات، من أجل التعرض لها والاستمتاع بأجواء شعاعها على سواحل البحار وشواطئ الأنهار.
لماذا إذن يُهمِل كثيرون منا التعرض للشمس التي تسبغ علينا كل هذه المنافع؟ نعم، حرارتها مزعجة، ومضرة وقت الظهيرة، لكنها جميلة ونافعة في الصباح والمساء.
وقد فاجأتتنا دراسة أخرى، بأن بلداً تضيء الشمس ربوعه وأرجاءه، يضم أعلى نسبة من المصابين بنقص «فيتامين دي»، وأن أغلب هؤلاء من النساء، ربما بسبب القيود الاجتماعية التي تضطرهن للبقاء في المنازل طوال النهار.
لا عذر لنا في تجنب نعمة الشمس، فالضرورات الصحية تبيح المحظورات الاجتماعية.