ماذا ترتجون من الكراسي؟!!

ماذا ترتجون من الكراسي؟!!
الذي يغيب عن أذهان النسبة العظمى من أبناء المجتمع أن الوطن بما حمل يُعتبر غنيمة في عُرف الذين إستولوا على الحكم بعد ألفين وثلاثة , ومن حقهم الشرعي وفقا لنظرتهم التجارية للدين , أن يتحقق توزيعها عليهم وحسب.
ووفقا لهذا المفهوم تجري الأمور ولن تتغير أبدا!!
وما يُسمى إفلاس خزينة , لا يعنيهم ما دامت الغنيمة غنيمتهم وحصصهم لن يمسها سوء , أما أبناء المجتمع فيستحقون القهر والظلم والحرمان.
وعليه فأن الكلام عن الوطن والدولة والإقتصاد وتداول المفردات المتعارف عليها في دول الدنيا , لا قيمة لها ولا جدوى ترتجى منها , لأنها بلا معنى ولا يمكنهم إستيعابها , لأن نمطية ووعي الغنيمة هو المسيطر عليهم والفاعل فيهم بأحزابهم وعمائمهم مهما كبرت أو صغرت.
فهم يغنمون من فضل ربهم عليهم , الذي فتح عليهم أبواب جنات النعيم في الدنيا قبل الآخرة , لأنهم ناضلوا ضد الظلم وكابدوا الويلات , وجاهدوا في سبيل الحق الذي يتصورون , وشعارهم التبعية لأولياء نعمهم النجباء , الذين يقلدونهم ويتوطنون في تصوراتهم ويقدسون هذيانتهم.
فما قيمة الكلام عن إفلاس خزينة وإستقطاع رواتب المواطنين , فالأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد , مادامت رواتبهم المليونية في حرز وأمان , وأياديهم تزداد طولا كل يوم , والناس لا تملك سوى الكلام والفكاهة والضحك على الذقون.
ومعظم أبناء المجتمع يحسبون أنهم بقولهم قد فعلوا , فلا يستطيعون الفعل الحقيقي لأنهم سيواجَهون بقوة قمعية متوحشة كما حصل في جميع المظاهرات والإحتجاجات , والدنيا تتفرج وكأن شيئا لم يكن , بل وتشجعهم على فعل المزيد , لأنه يصب في مصالحها.
والأمور بخواتمها , وما يجري على أرض الواقع لا يتوافق والكلام الذي تطلقه العديد من القوى المحلية والإقليمية , فكل ما فعلته يؤكد المصالح والمطامع الأجنبية في المنطقة.
فاللعبة أكبر من أية لعبة , والضحية أكبر من أية ضحية , والدنيا تضحك على الضحايا التي تأكل بعضها , فلن يكون مصير القِوى بأفضل من فرائسها بعد أن ينتهي دورها , والمهمات الملقاة على عاتقها , والتي تنفذها بإخلاص وأمان.
ولعنة الله على كلّ خوّان ذليل!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here