أمِّنْ مصالحهم فأنتَ قائدنا!!

أمِّنْ مصالحهم فأنتَ قائدنا!!
القائد المرغوب في مجتمعاتناهو الذي يؤمّن مصالح الآخرين ويعادي مصالحنا , ولكي يتمتع بالقيادة والهيمنة والسلطة والسيطرة على البلاد والعباد , عليه أن يكون منفذا أمينا للمصالح المطلوبة.
تلك حقيقة لا نريد أن نقرّ بها أو نواجهها , وهي التي تفسر ما آلت إليه أحوالنا وتدحرجت إليه مسيراتنا عبر أجيال وأجيال.
فالأحداث في المنطقة تجري بحسبان دقيق , ولا توجد مصادفات أو مباغتات , أو إجراءات تتحقق دون قوة ترعاها وتمهد لها , ولهذا فأن مصير التفاعلات والتطورات محسوم ومعلوم تماما.
فكل حالة مرسومة وعندها ميقات , وما جرى في بيروت أخيرا يندرج ضمن هذه السلسلة من التداعيات المرسومة والمعلومة والمحسوبة النتائج والتمخضات.
قد يقول قائل أن ما تقوله من فقه المؤامرة , وهو ليس كذلك , وإنما يشير إلى أن أمر المنطقة ومصيرها مقبوض عليه منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم.
فماذا تتوقع من دول مقبوض على مصيرها أن تكون؟!!
عليها أن تهيّأ من أبنائها مَن يقوم بمهمة تمرير مصالح القابضين عليها , لكي يُسمح لها بإستنشاق بعض نسمات هواء , وبدون ذلك فأنها تتحول إلى عصف مأكول.
ولو عاينا أحوال دولنا , لرأيناها تدور في هذا المجال المكهرب بالمطامع والأجندات الساعية إلى تحقيق الهيمنة , والنيل من القوى الأخرى من حولها , لكي تتزعم وتسود.
ودولنا بما فيها من الطاقات والقدرات , ما هي إلا بيادق شطرنج على رقعة اللاعبين بها , والذين يحركونها أنى تقتضي مصالحهم وتريد.
فلماذا لا نعترف بالحقيقة , ونخرج من عباءة الإستعمار الغير مباشر , ونقر بالإستعمار المباشر لوجودنا المتوحل بما يزيده رجوعا وإندثارا؟!!
مجتمعاتنا فشلت في بناء الدولة المعاصرة والأمة المكابرة , فهل عليها أن تستكين للآخرين الذين يعبثون بمصيرها على إيقاع أهدافهم المعلومة والخفية؟!!
وهل من شجاعة ومكاشفة ذات وجهٍ مبين؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here