بمناسبة زيارة السيد “مصطفى الكاظمي” ألى أميركا

بمناسبة زيارة السيد ” مصطفى الكاظمي” ألى أميركا

فوزي العلي

{ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ** عدوا له ما منْ صداقته بُـــدّ}!!

بعد الانقلاب –الأميركي- الأبيض في العراق الذي ساعدَ على إنجاحه بامتياز ضابط كبير يعمل من وراء ستار بالتعاون مع المخابرات الأميركية والمخابرات العراقية! تشكلت في العراق حكومة جديدة على أشلاء ما “أنجزه” {عادل عبد المهدي} الذي “خربط” في فترة حكمه بما فيه الكفاية لإسقاطه غصباً عنه!!.

الملاحظ في الفترة التاريخية! الأخيرة تغير في سياسة الإدارة الأميركية “الترامبية” بدعم من المستشارين في البيت الأبيض والكونغرس!؛ تغيير نحو التهدئة وإتباع سياسة جديدة تسمح بفتح صفحة جديدة أقل سوادا من صفحات السياسة الأميركية في المنطقة والعالم ! وتقديم بعض التنازلات أو أجبرت عليها نظراً لجملة من الإخفاقات والهزائم في المنطقة ولتلافي التدهور الكبير في تواجدها لجأت إلى هذا التغيير الجاري الآن وبوادره تبدأ من العلاقات مع العراق وإعلان أن القوات الأميركية في العراق سوف تقلص ومن ثم تنسحب خلال ثلاث سنوات! ولم يبقى سوى المستشارين والمدربين لجيش عمره مئة سنة!!؟ وربما التدريب على الأسلحة الحديثة والآليات التي سوف تبيعها في نهاية المطاف إلى الجيش العراقي قبل أن ترحل ويبقى المدربون والمستشارون والسفارة الأميركية القاعدة الأميركية في قلب بغداد.

على كل حال.. لم يجد السيد “الكاظمي” حلاً لمشاكل العراق الضعيف والمنهك والمستهدف والمستغل من دول الجوار الذين يسعون إلى بقاء العراق ضعيفاً عاجزاً ممزقا لتتاح لهم فرصة استغلاله وابتزازه؛ سوى التفاهم مع أميركا والصبر على وجود عساكرها على أرض العراق لفترة يتفق عليها؛ في وقت يجد فيه شعبه ممزق ومشتت ومتناحر وموزع في جماعات وأحزاب وكتل وطوائف وعصابات مسلحة! ولا يوجد بينهم أبسط أنواع الوحدة الوطنية التي يستطيع أن يتحرك بموجبها ويعتمد عليها في حسم القضايا المصيرية العالقة منذ 17 سنة أو يزيد؛ ولم يجد حلاً في خضم هذه المعمعة سوى التفاهم مع أميركا التي بيدها بعض “مفاتيح” الحل للعراق إذا سمح لها ولمؤسساتها! باستلام ملف العراق وإظهار حسن النية في حمايته! بضمان السيطرة على الفصائل المسلحة وخاصة التي تتصدى للاحتلال الأميركي وتصد بصرها عن الاحتلال العسكري التركي والاحتلال الاقتصادي والتجاري والسياسي أيضاً من دول أخرى لها مصالح متعددة في بقاء العراق منعزلا ضعيفاً محتاجاً..

في نهاية المطاف لا يملك العراق أكثر من يد واحدة يمدها إلى مَنْ يستطيع أن يلبي طلباته ويوفر له الأمن والاستقرار سوى أميركا!! لا عجب فهذا هو واقع العراق اليوم الذي لا يملك سوى يد واحد والمطلوب منه أن يمتلك أيادي عديدة يمدها إلى “تركيا” و”إيران” و”السعودية” وحتى إلى “الأردن” و “الكويت” وهذا الحال فرضه على العراق شعبه نفسه بوضعه المزري من التفرقة والتناحر والتمزق؛ كما أن أميركا وبدون مبالغة هي مَنْ تتحكم وتستطيع كبح جماح أو عدوانية هذه الدول ولا تقدم هذه الخدمة سوى للعراق!! لأن العراق بالنسبة لها هو مركز ثقل مهم حيوي واستراتيجي لكل مصالحها في المنطقة.. لا انحرف باعتقادي نحو أميركا وإداراتها بأنها “جمعية خيرية” كما يقال ولكن هذا هو الواقع.. وهذا الواقع المرير مر على العراق في تاريخه القديم فقد كان هدف الأتراك والفرس ويتناوبون على احتلاله واستغلاله وآن للعراق أن يختار المعسكر الأقوى ليعزز مكان حاضره ومستقبله فإما مع أميركا وحلفائها وإما مع روسيا والصين وحلفائهما.. وقد اختار “الكاظمي” معسكر أميركا كما اختاروه لهذا الغرض!! لينهي معاناة العراق وتعرضه للهجمات والانتكاسات والتخلف وهو مرشح أن يكون سيد المنطقة إذا صحى شعبه وعرف قدره وموقعه وأهميته.

وأخيراً: {إذا لم تكن إلا الأسنة مركب ** فما حيلة المضطر إلا ركوبها}

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here