سيوف الخامنئي وأردوغان المائية القاطعة فوق رؤوسنا !

بقلم مهدي قاسم

أقدم النظام الإيراني من جديد على قطع مجرى نهر يصب نحو الأراضي العراقية ، مثلما فعل سابقا مرارا عندما قطع مجرى أنهر عديدة عن العراق مسببا من خلال ذلك في جفاء و يباس مساحات واسعة من مناطق زراعية شاسعة ، دون أن تقدم حكومات عراقية متعاقبة سابقة ولا حتى الراهنة على الاحتجاج أو تتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ، استنادا على مواد القانون المعتمدة لدى الأمم المتحدة و التي تنظم العلاقات المتشاطئة بين الدول و الحكومات على صعيد تقاسم الحصص المائية بالتناسب و ذلك ضمانا للحقوق المائية لكل دولة ، ودرءا لأي استغلال من هذا الطرف أو ذاك لأسباب سياسية أو نوايا انتقامية مضمرة ..

فالحكومات العراقية المتعاقبة لم تحتج ولا قامت بأية خطوات أو إجراءات مطلوبة في مثل هذه الحالات الخطرة وذات عواقب مستقبلية كارثية متوقعة ، و لأسباب سياسية معروفة متجسدة ــ أصلا ــ بعمالة الأحزاب الإسلامية للنظام الإيراني اولا و لدورها التخريبي المنظم والمتعمِد في العراق ثانيا ..

وهو نفس الموقف المتخاذل و غير المكترث الذي اتخذته هذه الحكومات مع نظام أردوغان عند تشييد سد أيسو وغيره من عشرات سدود آخرى ، قبل سنوات ــ وذلك على حساب تقليل الحصة المائية الكافية والمشروعة للعراق ، حيث يأتي هذا الموقف المتخاذل أو بالأحرى الخياني متناقضا تماما مع الموقف المصري الوطني ــ مثلا ــ الذي لا زال يقوم بخطوات دبلوماسية نشطة ومكثفة ، إلى جانب تهديدات عسكرية مبطنة ضد الحكومة الأثيوبية التي أقامت سدا كبيرا على مجرى النيل ليشكّل تهديدا محتملا ضد الأمن المائي المصري ــ إذ لم تتهاون الحكومة المصرية أو تتنازل قيد انملة ، كل ذلك من أجل ضمان الحصة المائية الكاملة لمصر ، حيث أصرت الحكومة المصرية ـــ ولا زالت ـــ على أنها سوف لن تساوم أو تتراجع بهذا الخصوص ، مهما كان الأمر والوضع ، حتى لو أدى الأمر إلى تصادم عسكري..

لذا فمن الممكن أن تُتكرر عندنا في العراق نفس مأساة الحسكة المائية التي قطع أردوغان الماء عن سكانها بكل قسوة وفظاظة ..

أجل……………

أنها سيوف الصنمين ” الإسلاميين الخامنئ و أردوغان المائية القاطعة تلوح فوق رؤوسنا تهديدا بالقطع التدريجي ، دون أن يجدا من يقول لهما بالأسلوب المصري ذي التصميم القاطع و الحاسم :

ــ لا !……

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here