العلاقات يعني الحفاظ على المصالح

رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الوجه الجديد والمثير للاهتمام و”الرجل النبيل والمحترم “بقول الرئيس الامريكي دونالد ترامب عند استقباله وفد المملكة العربية السعودية المتمثل بوزير خارجية المملكة العربية السعودية، فيصل بن فرحان بن عبد الله، والوفد المرافق له قد اغرق بالقول دون مبرر بالتحديات المشتركة متناسياً السلبيات والجرائم التي اقترفتها بحق الشعب العراقي التي جنتها ، واكد أن السعودية شريك حقيقي وأن العراق يتطلع إلى بناء علاقات متميزة تستند إلى الإرث العميق للروابط التاريخية التي تجمعهما، وبما يحقق مستقبلا أفضل للبلدين.، وكذلك العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة ، ومن هنا فأن السلام الهدف الأسمى للعلاقات بين الدول نظراً لما يعتقده البعض بأنّ الدول تسعى لكي تتصرّف في علاقاتها الخارجية طبقاً لنفس المبادئ الأخلاقية التي تدفع الأفراد في التصرّف، فإنّ ذلك يجعلها تقتنع بأنّ لها مصالحة مشتركة يجب المحافظة عليها وتكون شاملة تقوم على أساس إقامة السلام وهي الحاجة الضرورية للشعوب بواسطة مؤسسات الدولة عكس ما شاهدناه خلال السنوات الماضية في العلاقة بين البلدين العراق – والمملكة العربية السعودية حيث شابها الكثير من المطبات والازمات وخاصة بعد بروز المجموعات الارهابية والدعم الا متناهي التي قدمتها الرياض لهذه المجموعات المتطرفة لاسقاط النظام ” الطائفي” في العراق كما تدعي رغم ان المشاركة في الحكومة كانت لجميع المذاهب والاديان والاحزاب القومية واليسارية والاسلامية .

والحقيقة هو لإن العلاقة بين العروبة والإسلام قد انعكست على الجغرافيا السياسية للعالمين العربي والإسلامي، وهذا الموضوع فيه من الاهمية في البحث وله حساسيته أيضاً ونعني به العوامل التي تحكم العلاقة بين الدول العربية – العربية -الدول الإسلامية غير العربية ولقد لاحظنا من خلال المشاكل والأزمات و المواقف لا تبدو متسقة في اكثر الظروف فيما بينها والتي استغلت من البعض من الدول العربية التي لاتريد لان تكون هذه العلاقة ايجابية دائماً بسبب النزعة القومية التي تحملها ولانها تضر مصالحها كما تعتقد والسياسة يعرف عنها بمايلي:

يعرّف جون بورتون العلاقات الدولية بأنّها: “علم يهتم بالملاحظة والتحليل والتنظير من أجل التفسير والتنبؤ”، ويعرّفها رينولدز: “أنّها تهتم بدراسة طبيعة وإدارة والتأثير على العلاقات بين الأفراد والجماعات العاملة في ميدان تنافس خاص ضمن إطار من الفوضى وتهتم بطبيعة التفاعلات بينهم والعوامل المتغيرة المؤثرة في هذا التفاعل”، ويعرّفها ماكيلاند بأنّها: “دراسة التفاعلات بين أنواع معينة من الكيانات الاجتماعية بما في ذلك دراسة الظروف الملائمة المحيطة بالتفاعلات”.. أمّا كوينسي رايت، فيقدّم تعريفاً واسعاً للعلاقات الدولية، وينبع من نظرته إلى العلاقات الدولية بأنّها: “علاقات شاملة تشمل مختلف الجماعات في العلاقات الدولية سواء كانت علاقات رسمية أم غير رسمية”
ان قطع العلاقات مع أية دولة في العالم لا يحبذه لا السياسيون ولا الاقتصاديون، ويرون إن اي مشكلة تقع فيها اختلاف فلابد ان تسارع الدول المتقاطعة الى ترميم الفجوة في العلاقات لتضمن لشعوبهم مصالحها لان بالمقاطعة تتضرر والعلاقات بين الدول تتضمن في كثير من الاحيان روابط إنسانية التجني عليها بالمقاطعة تعتبر خيانة في بعض الأحيان وضد الانسانية، لهذا فالدول الحريصة على شعوبها حريصة على علاقاتها بسائر دول العالم وخاصة التي تشترك بالثوابت الدينية والاجتماعية والثقافية وحتى اللغة ،

كلنا نعرف ان السياسة مجموعة من الأنشطة التي تتعلق بالتأثير على إجراءات وسياسات الحكومات والسلطات وفن الممكن فالدول لا تبنى علاقاتها ببعضها إلا عبر المنافع المتبادلة، والسياسة هي اجتهاد لا حق مطلق فيها ولا باطل مطلق، من دون تصور إمكانات تحقيق الأول ومواجهة الثاني، وما يترتب على التحقق والمواجهة من أمور وتداعيات وتبعات.

لذا رأينا أن المصالح تحكم أحياناً السياسة في عصرنا الحالي، وحتماً أن دول العالم قد تختلف بعضها مع البعض في الكثيرمن الاحيان ، ثقافةً وديناً وأجناساً وأعرافاً، ولكنها لا تستغني عن بعضها بعضاً، فلابد إذن أن توجد العلاقات بينها بنمط لا تؤثر فيه تلك العوامل، وإنما يبنى على مصالح كل دول مع غيرها من الدول.

العلاقة بين الدول يسهل مهمة كل منها، للحصول على المنافع مما لدى الاخرى من موارد اقتصادية متنوعة او صناعات متطورة او نظم راقية، ونحن في هذا الجزء من العالم ندرك هذا، ودوماً نقول ان فكر الدول يتجاوز افكار الافراد، والخطوة الاخيرة التي اتخذها العراق باعادة علاقاتها مع الشقيقة المملكة العربية السعودية يجب ان يكون مثال على ذلك ويسود طابع المحبة والتعاون الاخوي بعيداً عن التدخلات المتطرفة والعلاقة بين دولة ودولة ، وعدم استغلال العلاقات بشكل معاكس للاخلال بالعملية السياسية واستغلال هشاشتها واثارة الفتن وخلق التوترات والازمات من خلال البعض من المشاركين فيها ودعم جهة لصالح جهة اخرى كما فعل السفير السابق للملكة ابن سبهان وكان سبب من اسباب اثارة غضب الشارع . وللحقيقة فأن الخلافات بين الدول العربية – العربية – وكذلك العربية – الإسلامية هي صناعة خارجية وتصدير أجنبي، ،ولعل كثير من العلاقات الانسانية التي تضررت في فترة التباعد تنتعش في ظل علاقات سوية تحقق للشعبين مصالحهما في زمن ما ،

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here