النفايات الطبية في زمن كورونا.. صحّة المواطن على كفِ عفريت!

بغداد /عديلة شاهين

باتَ التخلص من عُدّة الوقاية الطبية الخاصة بمواجهة فايروس كورونا كوفيد- 19 في الطرق و المستشفيات أزمة في طور التكوين ، و يعد تحدياً من نوع آخر لتقليل نشر العدوى ، و من الملاحظ عدم وعي المواطن بخطورة رمي الكمامات و القفازات على ممرات المشاة و الطرق ،

و بحسب خبراء فإن ذلك يؤدي الى تهديد خطير للبيئة إذ يمكن للفايروس أن يعيش على القناع و القفازات لساعاتٍ او لأيام ، بالإضافة الى أن عدم تفعيل المحارق الطبية في المستشفيات سيرفع من خطر انتشار الوباء. و في السياق نفسه انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يتضمن عدة شكاوى من السكان المحيطين بمستشفى اليرموك ، أكدوا فيه تلوث أحد شوارع المستشفى بالنفايات الطبية ، على أثر ذلك أوضحت دائرة بلدية المنصور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أن جهود كوادرها مستمرة في رفع النفايات و المخلفات الطبية في الشارع المذكور، كما أجرت عملية تنظيف و غسل و تعفير الشارع و الأزقة المحيطة به ، و هي مستمرة في عملها بشكل منتظم .

و أضافت دائرة بلدية المنصور “أن النفايات الطبية ليست من ضمن أعمال البلدية” و دعت البلدية مستشفى اليرموك لتفعيل محرقة النفايات الطبية و عدم خلطها مع بقية أنواع النفايات.

أين تذهب المخلفات الطبية؟

و في مقابلة خاصة بالمدى أكد السيد صلاح الدين الزيدي مدير قسم التوعية البيئية في وزارة البيئة قائلاً : تعد المستشفيات هي المسؤول الأول عن التخلص من النفايات التي يجب أن يتم حرقها ، و قد قامت الفرق الرقابية على الأنشطة الخدمية لمديرية بيئة بغداد للكشف الموقعي و إتخاذ اجراء قانوني الذي ينص عليه قانون حماية و تحسين البيئة بحق المستشفى المخالف.

مضيفاً : يتم وضع النفايات الطبية في أكياس المهملات الخاصة و تقفل جيداً ، ثم بعد ذلك يتم جمعها للتخلص منها عن طريق نقلها الى مستشفى يمتلك محرقة طبية ، و توجد أكثر من مستشفى حكومي في بغداد لديه محرقة طبية نظامية يتم فيها حرق النفايات الطبية بشكل يومي و منها مدينة الطب ، و يجري حالياً العمل على نصب محرقة طبية حديثة و بسعة أكبر في مستشفى مدينة الطب.

و بيّن الزيدي : أن تعليمات التخلص من النفايات الطبية و كذلك التشريعات البيئية ألزمت كافة الجهات الصحية و منها المستشفيات بضرورة فصل النفايات الطبية الجارحة كالسرنجات و المشارط عن باقي النفايات و يجب أن توضع إما في حاويات بلاستيكية أو صناديق خاصة بها و يتم نقلها الى أماكن التقطيع و الثرم و بعدها يتم إرسالها الى الطمر الصحي. و أشار : أيضا تلزم التشريعات البيئية كافة المستشفيات على ضرورة توفير ملابس وقائية لعمال النظافة تتمثل بالبدلة الواقية و القفازات المطاطية و الخوذة و الكمامة و الجزمة لمنع انتقال العدوى فيما بينهم.

و حول خطورة التخلص العشوائي من الكمامات و القفازات ذكر الزيدي للمدى : حرصنا على توعية المواطنين من خلال الإرشادات الوقائية عبر وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المقروءة و عبر مواقع التواصل الاجتماعي إضافة الى الملصقات و اللافتات التحذيرية إضافة الى توزيع مطبوعات إرشادية في كل الحملات التوعوية التي ما زالت مستمرة في جميع مناطق و أحياء العاصمة بغداد و المحافظات العراقية بتكاتف جهود دائرة التوعية و شُعَب الإعلام في مديريات البيئة و مديريات الدفاع المدني و الدعوة الى التخلص الآمن من النفايات الطبية سواء في زمن كورونا أو غيره لما تشكله من خطر على الصحة العامة.

عامل النظافة و خطر العدوى

و في ذات الإطار أوضح الباحث المتخصص في شؤون البيئة محمود الحسيني للمدى : تصنف النفايات الطبية الناتجة عن المستشفيات في ظل وباء كورونا بالنفايات الطبية الخطيرة لذا يتوجب على عامل النظافة ارتداء البدلة الواقية و أدوات الحماية عند فصل النفايات الحادة كالسرنجات و المشارط عن القفازات و الكمامات و البدلات الواقية و القطن و غيرها من المواد غير الحادة ، و أخذ الاحتياطات اللازمة عند نقل النفايات للمحرقة الخاصة ، و تطهير الممرات عند النقل تجنباً لنشر الفايروس. و تابع : عادة ما تشكل النفايات الطبية خطورة bio_hazard” waste” ، و إن النفايات غير الطبية المنتجة في المستشفى فيتم التخلص منها بنفس طريقة التخلص من النفايات المنزلية ، و من الضروري فرز النفايات الطبية عن غير الطبية التي يمكن نقلها و إعادة تدويرها و الأستفادة منها. مستطرداً بالقول : إن الخطر الأكبر بالنسبة للنفايات الطبية لا يكمن في طريقة تخلص المستشفيات منها فحسب و إنما في طريقة تخلص المواطن من عدة الوقاية من الفايروس و رميها حول صناديق القمامة و في الشوارع ، ثم يأتي عامل النظافة لجمعها مما يجعل العامل معرضاً للإصابة بفايروس كورونا و غيره من الفايروسات و الأمراض كونه أكثر احتكاكاً مع مصادر العدوى ، لأنه من البديهي أن تحتوي قمامة كل مواطن على عدة وقاية من كفوف و كمامات أو أدوات حادة و هي من أخطر النفايات لسهولة إدخال الميكروبات للجسم عبر الوخز أو القطع الى مجرى الدم مباشرة لذا لا بد من توعية عمال النظافة بضرورة ارتداء العُدّة الوقائية و أدوات التطهير أثناء التعامل مع المخلفات و سبل التعامل مع المخلفات الطبية من كمامات و قفازات.

و أوضح الحسيني الطريقة الصحيحة لتخلص المواطن من النفايات الطبية اليومية و التي يجب اتباعها تجنباً لأنتشار العدوى قائلاً : يعد وضع الكمامات و القفازات في سلال المهملات بعد استخدامها أمراً خاطئاً ، و إن الطريقة الصحيحة للتخلص منها هي غسلها بالماء و الصابون و تمزيقها أو قصها من ثم وضعها في سلة المهملات و ليس إلقاؤها في الشوارع.

منظمة الصحة العالمية

و بحسب تقرير شامل لمنظمة الصحة العالمية تم نشره على موقعها الرسمي أوضحت فيه مخاطر معالجة النفايات الطبية و التخلص منها من خلال إطلاق مسببات الأمراض و المواد السامة في البيئة و جاء في التقرير :

*يتم حرق المخلفات الطبية على نطاق واسع ، و لكن حرقها على نحو غير ملائم قد يتسبب في إطلاق الملوثات في الهواء و بقايا الرماد ، و يمكن أن تولد المواد المحروقة المحتوية على الكلور ديوكسينات و فيورانات ، “و هي مواد مسرطنة للإنسان” ، أيضاً يؤدي حرق الفلزات الثقيلة (كالرصاص و الزئبق و الكادميوم) إلى إنتشار الفلزات السامة في البيئة. *توجد بدائل للحرق ، مثل المعقمات عالية الضغط و معالجة البخار المتكاملة مع المزج الداخلي ، و المعالجة الكيميائية

*إن عدم الوعي بالمخاطر الصحية المتعلقة بمخلفات الرعاية الصحية ، و التدريب غير الملائم على الإدارة السليمة للمخلفات ، و غياب نظم إدارة المخلفات و التخلص منها ، و نقص الموارد المالية و البشرية ، و إنخفاض مستوى الأولوية المعطاة للموضوع ، هي من أكبر المشكلات ذات الصلة بمخلفات الرعاية الصحية. *المحارق الحديثة التي تعمل عند درجات حرارة تتراوح بين ٨٥٠ درجة و ١١٠٠ درجة و المزودة بمعدات خاصة للتخلص من الغازات هي فقط التي يمكن أن تتمثل بالمعايير الدولية الخاصة بانبعاثات الديوكسينات و الفيورانات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here