ماكرون..واعادة هيكلة القوات المسلحة.. والمرحلة الانتقالية!!

ماكرون..واعادة هيكلة القوات المسلحة.. والمرحلة الانتقالية!!

حامد شهاب

لو كان الرئيس الفرنسي ماكرون يدرك حقا أن هناك ” دولة ” في العراق ، يمكن أن يتفاهم معها ، من أجل انقاذ العراق، لكان بالامكان أن تحظى مبادرته بالاستجابة من الكتل السياسية العراقية ، ورئاساتها الثلاث!!

لكن المشكلة الأساسية ، والطامة الكبرى أنه ليس هناك جهة سياسية أو رئاسة بعينها، يمكن أن يثق بكلامها، للانتقال بالعراق الى حيث يأمل العراقيون، وما يأمله المجتمع الدولي من العراق، في أن يكون سيد نفسه!!

النخب والكفاءات العراقية، تدرك حقيقة مضامين مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون، وتعرف ملامح خارطة طريقها، وإن بقيت ” مبهمة ، ولم يتم تحديد أطرها على وجه التحديد، لكن المرحلة الانتقالية التي كان ماكرون يقصدها، أن العراق أمام مرحلة جديدة يراد من خلالها الانتقال من حالة اللادولة الى الدولة، ومن حالة الفوضى والفلتان الى حالة الاستقرار والتضامن الوطني ، وهو مالا يتوافر في العراق حتى الان!!

“الجماعة” في العراق لهم أهدافهم التي لن تتغير من وجهة نظرهم في يوما ما ، وهي أنه كل من يريد أن يضع حدا للـ ” الولاءات الخارجية” للسياسيين، فهذا خط أحمر ويدخل في المحرمات، حتى لو ذهب العراق الى مرحلة الحرب الأهلية، فهم يجدون في ” الولاء للخارج” أمرا مفروغا منه، ليس بمقدور لا ماكرون ولا ترامب ولا اوربا باكملها ان تغير من توجهات ساسة العراق، في أن كثيرين منهم لايضع ” الولاء الوطني” ضمن الاولويات، بل يعتقد أن ” الولاء العقائدي” هو فوق كل الاعتبارات السياسية الدولية، وكل محاولة من هذا النوع، تعد إستهدافا لهم ولأحزابهم ولوجودهم، لهذا فلن تجد مبادرة ماكرون ما يضمن لها أبسط أسس النجاح، وهي ربما ولدت ميتة ، ولن تقدم شيئا يمكن أن يفرح العراقيين أو يشكل لهم بادرة أمل لإخراج بلدهم من عنق الزجاجة الى حيث يأمل العراقيون أن يكونوا!!

يبدو أن العراق من وجهة نظر مراقبين ، بحاجة الى إحتلال آخر ، أو حتى ” انقلاب عسكري ” بمعونة المجتمع الدولي وبدعمه، لكي يكون بمقدوره إعادة ترتيب أوراق البلد، لكي يقف على قدميه، وان كل أحاديث عن ” سيادة العراق ” هو كمن يدفن رأسه في الرمال، عله يكون بمقدوره أن يقنعهم بأن بلدهم يمتلك ولو الحد الأدنى من السيادة!!

أما السيد ماكرون فهو وإن كان لديه مشروعا أو مبادرة، تمثل مصلحة البلدين، وربما مصلحة المنطقة ودولها وشعوبها، لكنه يواجه عراقيل ومصدات كونكريتية، ليس بالإمكان إقتلاعها بسهولة ، ويبدو أن النفق الذي دخل فيه العراق، مظلم الى حد كبير، وسط بلد محاط بذئاب مفترسة ، كل يريد أن ينهش من جسده، ويستقوي على شعبه، والعراقيون لاحول لهم ولا قوة..!!

والحل الوحيد من وجهة نظر مراقبين ومتابعين للشأن العراقي ، وبعضهم قوى سياسية عراقية ، ربما تتعاطف مع هذا التوجه، الذي يمكن أن يشكل ” مخرجا وحيدا ” لأزمات العراق ، هو في حل دولي سواء بالتدخل المباشر، أو عن طريق دعم ” إنقلاب عسكري” وبدون هذا السيناريو ، لن يكون هناك أي خيار من شعب العراق للانتقال الى الحالة الأفضل التي يتمناها شعب العراق والمجتمع الدولي،وكل حلول أخرى لاتلامس الأزمة العراقية،لن يكون بمقدورها أن تعيد أسس الدولة أو سيادتها التي إنتهت منذ عقود ، أو حتى التخلص من هيمنة المحيط الاقليمي بمقدراتها، بل ليس بمقدور العراق بدون سيناريوهات من هذا النوع ، من وجهة نظر كثيرين، أن يكون بمقدوره الوقوف على قدميه مرة أخرى!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here