بسم الله الرحمن الرحيم
مقترح مضحك (يوم خروج بريطانيا من العراق يوم وطني) (وتشيرشل..مؤسس الدولة العراقية والاب الروحي لها)
تناقش حكومة مصطفى الكاظمي على اختيار يوم وطني للعراق بعد 100 سنة من قيام بريطانيا بتاسيس دولة باسم العراق.. ليطرح سؤال ما هو تعريف اليوم الوطني هل هو يوم تشكيل او تاسيس (الدولة) الوطن، والعراق لم يكن دولة قبل مجيء الانكليز للعراق.. وليس هذا فحسب الانتداب البريطاني على بلاد ما بين النهرين هو من قرر انشاء كيان جديد يجمع ولايات عثمانية (بغداد والبصرة) بعد نهاية الحرب العالمية الاولى وانتصار الحلفاء والمضحك ايضا ان بريطانيا هي من اختارت اسم العراق الذي كان يطلق على المنطقة الممتدة من تكريت شمالا حتى عبدان جنوبا.. وحتى العلم الاول للعراق رسمه سايكيس وهو علم مشتق من علم اجنبي علم مملكة الحجاز.
فيذكر (غاريكاى شينغو) باحث في جامعة هارفارد- موقع كاونتر بانش بمقالته (من تشيرشل الى بلير).. حيث ذكر (ونستون تشرشل هو الذي اوجد العراق فمع نهاية الحرب العالمية الاولى فرضت بريطانيا وفرنسا سيطرتهما على الشرق الاوسط وتقاسمتا المنطقة على انقاض الامبراطورية العثمانية، ونظم تشيرشل مؤتمر القاهرة عام 1921 بهدف رسم حدود الانتداب البريطاني في الشرق الاوسط وبعد ان اعطى تشرشل الاردن الى الامير عبد الله، اقتطع شريحة كبيرة من الصحراء واعطاها الى الامير فيصل شقيق الامير عبد الله لكي تصبح العراق).
علما كانت الحكومة الانتقالية المشكلة من قبل (بيرسي كوكس) قبيل مؤتمر القاهرة قد مررت قرارا في (11 تموز 1921) تعلن فيه تتويج فيصل ملكا على العراق وتوج فيصل الاول الحجازي ملكا رسميا في 24 آب 1921
وذكر (المؤرخ مايكل ر. بورك) .. (سياسية تشرشل الامبراطورية تسببت بقرن من عدم الاستقرار في العراق من خلال جمعها معا ثلاث مجموعات عرقية متنازعة، تشرشل جمع معا الولايات العثمانية الموصل ذات الغالبية الكردية بشمالها والسنية العربية بغربها… مع وسط وجنوب العراق ذات الغالبية الشيعية العربية.. بولايته البصرة وبغداد) ..
ولم يخرج اي عراقي يدعو لدولة باسم العراق طوال الاحتلال العثماني وحتى بعد مجيء البريطانيين، كما خرج في السعودية مؤسسها ابن سعود، وتركيا مؤسسها اتاتورك، وباكستان مؤسسها محمد علي جناح، والامارات مؤسسها الاماراتي الشيخ زايد، ولكن بالعراق لم يكن هناك مؤسس اصلا من العراقيين..
فالعراق تعريف لمنطقة جغرافية وليس دولة عبر التاريخ
كمنطقة الشام ومنطقة البلقان والمنطقة الاسكندافية ومنطقة البلطيق.. وكل منطقة من تلك المناطق عدة دول.. ولا ننسى بان المؤرخين ايضا كانوا يشيرون لعراقان (عراق العرب) و(عراق العجم).. اي معرفات لمناطق جغرافية .. فلا يوجد بالتاريخ دولة باسم العراق.
فمن دلائل ان العراق ليس دولة ومكوناته المتنافرة لا يجمعها جامع ولا يوحدها موحد
وبالتالي لم تشكل امة وكيان سياسي موحد ليس فقط لان علم العراق مؤقت والسلام الجمهوري للعراق مؤقت بل حتى اليوم الوطني للعراق غير متفق عليه لعدم اتفاق المكونات العرقية والدينية على علم وسلام جمهوري موحد للعراق وعلى يوم وطني للعراق في وقت الاتفاق على العلم والسلام الجمهوري واليوم الوطني المفترض متفق عليه كبديهيات منذ تاسيس الدولة العراقية.
فاليوم الوطني والعلم الوطني والشعار الجمهوري الوطني كلها مشتقة من مصطلح (الوطن)
والوطن المفترض هو العراق والتاريخ حضارات وادي الرافدين السومرية والبابلية والاشورية من اسد بابل والثور المجنح والنجمة السومرية الثمانية بخصائص تميز العراق كالنخيل والسهل الرسوبي وخضاره وكوردستان وجبالها والبادية وصحراءها . فالسؤال هل لدى العراق علم يشتق من خصائص العراق وتاريخه كالعلم اللبناني الذي يعكس شجرة الرز واللون الابيض لو الثلوج بجبال لبنان
ولكن الكارثة من حكم العراق هم احزاب باديولوجيات لا تؤمن بان العراق وطن اصلا
ولا تؤمن بان العراق دولة فالقوميين العرب وطنهم الوهمي العربي وعلمهم يعكس هذا الوطن الوهمي باللون الاحمر لون الدماء والاسود لون الحروب والابيض لون اخناع الشعوب ليضيف القوميين العرب البعثية بزمن الناصريين النجمات الثلاث التي تشير بان العراق ليس دولة بل اقليم تابع للوطن الوهمي العربي والنجمات الاخرى تيشر لدول اجنبية سوريا ومصر والسلام الجمهوري يشير لنسر فرعوني ايوبي مصري كراية للايوبيين بابادة دولة شيعية من الوجود بشمال افريقيا
فالايولوجيات(القومية والشيوعية والاسلامية) وراء عدم تشكيل الهوية الوطنية العراقية
وكذلك هي وراء الاختلاف حتى على يوم وطني موحد للعراق فلا يمكن اعتبار يوم سقوط حاكم عراقي حتى لو كان طاغية يوم وطني كسقوط الدكتاتور صدام الذي كان يذيق العراقيين سوء العذاب من حروب ومقابر جماعية وابادات وتجويع وغيرها من الماسي.. ولا يمكن اعتبار انقلابات عسكرية لوصول انظمة سياسية اديولوجية يوم وطني للعراق ولا يمكن اعتبار يوم خروج القوات البريطانية ببداية القرن الماضي يوم وطني لان اصلا لم يكن هناك دولة باسم العراق عند دخول بريطانيا لاراضي الامبراطورية العثمانية، وخاصة ان من اسس العراق كدولة هي بريطانيا فكيف يوم خروج مؤسسة الدولة العراقية بريطانيا يصبح يوم وطني للعراق.
ليتبين يوم ضمت ولاية الموصل للعراق هو يوم اسود بتاريخ ارض الرافدين
فكلنا نعلم ان ضم الموصل للعراق غير شرعي قانونيا .. فهدنة مودروس التي ارسلت وقفا للحرب العالمية الاولى وقعت الدولة العثمانية المتهرئة على قرب نهاية لاطلاق النار مع المملكة المتحدة في 30 اكتبور 1918 وبعد ثلاث ايام في 2 نوفمبر غزا الجنرال وليام ولاية الموصل حتى 15 نوفمبر 1918 حيث تمكن من هزيمة القوات العثمانية واجبارها على مارشال الاستسلام)) علما بريطانيا ارادات ضم الموصل للعراق لتحكم بهم.. وكحاجز طبيعي جبلي بين تركيا الاتاتوركية وبين حقول النفط بكركوك..
بالمحصلة من اسس دولة باسم العراق هي بريطانيا وضمت فيه ثلاث مكونات متنافرة لا يجمعها جامع ولا يوحدها موحد بكيان مصطنع مسخ باسم العراق ضمت اليه ولاية الموصل لتنفجر قنبلة موقوتة بالشرق الاوسط ولا نلوم بريطانيا بذلك كون الاكثرية العربية الشيعية كانت مرتهنة بالاقلية من التبعية الايرانية الاجنبية بالعراق ومرجعيات ايرانية بحثت عن مصالح ايران على مصالح العراق كعادتها المشؤومة..
ولنتبه بان من الفاو لسامراء ذات غالبية عربية شيعية.. ولكن ضم الموصل فجر ازمات
قومية ومذهبية ودينية كون ولاية الموصل تضم قوميات كوردية وتركمانية وشبك ومسيحيين وسنة عرب وسنة اكراد ومسيحيين ارذوذكس وكاثوليك ونساطرة وكلدان واشوريين.. ويزيديين .. الخ.. فابتلي سكان وسط وجنوب الرافدين (العرب الشيعة) بالمستنقعات القومية والمذهبية بولاية الموصل المشؤومة.. فلو تاسست دولة باسم العراق بدون ولاية الموصل لما زج خيرة شباب الشيعة العراقيين بالمستنقع الكوردي والمستنقع السني العربي ولما زج العراق بحرب الثمانينات واحتلال الكويت وغيرها من الكوارث.
فعليه المقترح الافضل ليوم وطني للعراق هو 14 تموز ذكرى ثورة 1958
والسبب لان لاول مرة يستلم الحكم حاكم عراقي..الحكم بارض الرافدين منذ سقوط سلالة اور الثالثة.. السومرية .. فعبد الكريم قاسم اول حاكم عراقي يستلم الحكم بالعراق منذ الالاف السنين .. فاذن اليوم الوطني ليس اساسا لسقوط الحكم الملكي الحجازي بالعراق.. او لان استبدل تالملكية بالجمهورية.. ولكن لرمزية هذا اليوم الذين حكم فيه عراقي ارض الرافدين بعد الاف السنين من الاحتلالات التي عزلت العراقيين عن حكم ارضهم.
………….
واخير يتأكد للشيعة العرب بارض الرافدين بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط