خِرفانٌ مسوّمة وثيرانٌ مُعلّمة!!

خِرفانٌ مسوّمة وثيرانٌ مُعلّمة!!
الخرفان تُعلف لتسمن وتُباع لتجزر , والثيران المعلوفة بما لذّ وطاب من أعلاف الضلال البهتان , يتم تسمينها بسرعة تتوافق والمصالح المطلوبة , ومن ثم تُجزَر ويُلقى بلحمها للكلاب.
وتُعاد الكرّة مرارا , ما بين خراف مسوّمة وثيران معلّمة , تتبادل المواقع والمواضع وتتأسد إلى أجل معلوم , وبعدها يتلقفها مصير مشؤوم.
تلك حكاية ما يحصل في بعض المجتمعات التي خنعت وتقبَّعت وإستسلمت للخرفان والثيران , وتوهمت بأنها ستأخذها إلى نعيمٍ فياض بالخير والسلام , وهي كالسمك “المزهور” الذي يترنح بوجه الماء فيلتقطه الصياد ويضعه في حاوية الإنتهاء.
فما هي العلاقة ما بين الخراف المسوّمة والثيران المعلّمة وكلاهما إلى جزرٍ قريب؟!!
الثيران تتوهم بأنها تمتطي ثيرانا وتقودها إلى حيث تريد , وتتناسى بأن الثيران تتقاتل وتتناكح , والخرفان تتوهم بأنها أكباش وتغفل أن الأكباش تتناطح , والنتيجة أن الطرفين يبيدون بعضهم البعض , وكل واحد منهما يسعى للتفرد واالتزعم والإقتدار المطلق , والجزارون متأهبون لأخذ القطيع إلى مجازر الذل والهوان , ومعامل التعليب والبيع بالجملة والمفرد في مزادات الويل والخسران.
قال الثور: أنا السيد والعنوان!!
وقال الخروف: أنا أمير المكان والزمان!!
وتحركت الذئاب وزأرت الأسود , وإذا بهما أباديد ممرغة بتراب الوجيع والإمتهان!!
فلماذا الثيران تتأسد؟
ولماذا الخراف تتذأب؟
سؤال لا يستطيع الإجابة عليه أي مخلوق في زرائب الحيوان!!
فهل من ثور عنيد وخروفٍ رشيد؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here