الراحل علي الوردي في ميزان: أمثال و أقوال (3)

الراحل علي الوردي في ميزان: أمثال و أقوال (3)

عبد الرضا حمد جاسم

إشارة وإشادة: ترك السيد كريم حسوني تعليقين على الجزء السابق فيهما من المفيد الذي يسير بنفس اتجاه المقالة/المقالات في موضوع النقل والعقل كما يأتي:
التعليق الأول هو: [ما هذه اللغة (البليدة) التي تناقش بها كتب الوردي، هل من الانصاف تسمية الامام علي عليه السلام بالخليفة الرابع؟ كأني اراك على غير اطلاع بحادثة الغدير… هذبوا لغتكم قبل الكتابة في التاريخ] انتهى

جوابي كان: تركت’’ هذبوا لغتكم قبل الكتابة في التاريخ’’ وتركت القفز من الوردي الى علي ابن ابي طالب وهو طبعاً غير ملزم بالتحية لكني ملزم وملتزم بها وأجبته بالتالي:

[الاخ كريم حسوني المحترم… السلام عليكم …تقول ما هذه اللغة (البليدة) التي تناقش بها كتب الوردي؟ الجواب هو: دلني على تلك البلادة لطفاً ولماذا وضعت البليدة بين قوسين؟ ثم الامام علي ابن ابي طالب الم يكن الخليفة الراشد الرابع؟ اما موضوع حديث الغدير فلا خلاف عليه بين الجميع او خلاف على صحته لكن الوقوع التاريخي للخلافة الراشدة يؤخذ به وهو حتم حيث لا يمكن ان تقول او يقول أحد مهما كان محب للخليفة الرابع او مبغض له ان يقول غير انه الخليفة الرابع والامام علي سكت عن الموضوع في وقته وتلك وقفة عظيمة منه سجلها التاريخ فلا يحتاج لمن يعاكسه و يرفض وقفته تلك من مدعي محبته من قبيل ما تفضلت به وهو اعرف مني و منك ومن الجميع بعظمة وقفته تلك. وانا وانت لا نقدم ولا نؤثر في هذا الموضوع …تقبل تحياتي] انتهى

……………………….

التعليق الثاني هو: الاخ الفاضل… لا يذهبن بك الظن الى انني اريد من قولي (البليدة) ووضعها بين قوسين هو التقليل من شخصك الكريم، بلادة اللغة هنا، جاءت من تعكز المقالة على الصيغة المقارنة، وجدتك عملت على اجتزاء مقولات من كتب الوردي ووضعها تحت مجهر التعليق، هذا الاجتزاء أخل بالفكرة العامة التي يتحدث بها الوردي في معرض تدفقه النثري. اما عن الامام علي فليس هناك من يؤكد ما ذهبت اليه بانه (سكت عن الموضوع) اقرأ التاريخ من جانبيه وليس من جانبه الاوحد الذي كتبه الطبري وابن الاثير وغيرهما من كتب العامة، اقرأه من جانبه الشيعي – يؤسفني قول ذلك – وسترى كيف جرجر الامام علي الى المسجد ليبايع الخليفة الاول ، وكيف تم كسر ضلع الزهراء في حينها خلف الباب بحثا عن الامام .. لا اريد الدخول في تأكيد تفاصيل خطباء المنابر لا عيد على مسامعك ما يقولوه بهذا الشأن، ولكن قراءة التاريخ من جانب واحد يخل بالمحقق المراقب المعاصر في فهمه له، قولك بانه الخليفة الراشدي الرابع يخدش في عظمة الامام علي ويجعله متساويا مع الثلاثة الاخرين الذي غيروا مسار التاريخ وغيروا شرائع الاسلام بعد النبي، يجب الا نقع في المسلمات التي يذكرها الاخرون وقد عرفت من اسمك وربما بعض تاريخك الشخصي انه انت من بيت شيعي عريق في الدفاع عن احقية الامام علي وزوجته البتول فاطمة … تقبل مودتي وتحياتي] انتهى

جوابي هو: السيد كريم حسوني المحترم…تحية طيبة…تفضلت بالتالي:

1ـ [بلادة اللغة هنا، جاءت من تعكز المقالة على الصيغة المقارنة، وجدتك عملت على اجتزاء مقولات من كتب الوردي ووضعها تحت مجهر التعليق، هذا الاجتزاء أخل بالفكرة العامة التي يتحدث بها الوردي في معرض تدفقه النثري] انتهى

اقول: هذه قراءتك ولا اعتقد ان لها مؤيدين كثر…اتمنى ان تقدم الدليل ولي سلسلة طويلة من المقالات في /الراحل علي الوردي في ميزان. أستطيع القول ان هذا لم يحصل مطلقاً في كل ما كتبته عن الراحل علي الوردي له الذكر الطيب. عسى ان ترشدني الى مواقع ذلك الاجتزاء.

2ـ [اقرأه من جانبه الشيعي -يؤسفني قول ذلك وسترى كيف جرجر الامام علي الى المسجد ليبايع الخليفة الاول، وكيف تم كسر ضلع الزهراء في حينها خلف الباب بحثا عن الامام] انتهى

اقول: بكل صراحة انا لا اقبل مطلقاً المساس بشخص وموقع وقيمة وتاريخ وشجاعة ومواقف الامام علي ابن ابي طالب بقبول مثل هذا القول الذي يصور الامام علي يُسحل ويُجَرْجَرْ امام المسلمين ويصوره لا حول له ولا قوة وبشكل حتى انه لم يصون حرمة داره ولا يدافع عن بيته وعائلته وحرمه بحيث يُعتدى على بيته وزوجه وهو يجرجر راضيا متخاذلاً كأي جبان …حاشاه مما تطرقت له عنه فهو أعظم وأكبر وأجل من ذلك.

3ـ [لا اريد الدخول في تأكيد تفاصيل خطباء المنابر لا عيد على مسامعك ما يقولوه بهذا الشأن، ولكن قراءة التاريخ من جانب واحد يخل بالمحقق المراقب المعاصر في فهمه له] انتهى

اقول: أنتم اخي الكريم من جسدتم هذا الطرح بحيث قبلتم بمثل هذا المساس بتلك الشخصية العظيمة التي اجمع الاسلام والمسلمين على عظمتها ودورها ولم يجمعوا حتى على القرآن كما اجمعوا على الامام علي ابن ابي طالب.

4ـ [قولك بانه الخليفة الراشدي الرابع يخدش في عظمة الامام علي ويجعله متساويا مع الثلاثة الاخرين الذي غيروا مسار التاريخ وغيروا شرائع الاسلام بعد النبي] انتهى

اقول: مع الاعتذار هذا القول ارفضه لسبب بسيط هو ان فيه مساس بأشرف خلق الله وسيد المرسلين عند جميع المسلمين والغالب من غير المسلمين لان هذا القول يعني انه لم يًحسن الاختيار ولم يًحسن الرًشد والتربية والتأثير الاسلامي والشخصي بأقرب المقربين اليه.

5ـ [يجب الا نقع في المسلمات التي يذكرها الاخرون وقد عرفت من اسمك وربما بعض تاريخك الشخصي انه انت من بيت شيعي عريق في الدفاع عن احقية الامام علي وزوجته البتول فاطمة] انتهى

اقول: نعم يجب ان لا نقع في المسلمات التي يذكرها الاخرون واضيف عليها وغير المسلمات التي اراد بها البعض من صيغة التعظيم اهانة المعظم من خلال تحجير ادمغة محبيه…اما قولك :(وقد عرفت من اسمك وربما بعض تاريخك الشخصي انه انت من بيت شيعي عريق في الدفاع عن احقية الامام علي وزوجته البتول فاطمة)…اقول في هذا انه ليس هناك عراقة في الموضوع وحالنا حال الأغلبية…حالفك الحظ في انك عرفت شيء عني لكن خالفني الحظ بالتشرف بشيء عنكم اخي الكريم وعائلتكم الكريمة حيث بحثت كعادتي مع من يشرفني حضوره لأول مرة فلم اصل الى شيء فهذا كما ظهر لي اول تعليق لك في صحيفة المثقف ولم اجد لك إشارة في مواقع أخرى او على الفيسبوك لكن من لغة خطابك في التعليق فانت انسان كريم متمكن مطلع تًصيغ ما تريد بحرفة عالية ليست غريبة عليَّ.

اخي الكريم ربما سأضع تعليقك هذا والرد عليه كمقدمة للجزء التالي: (الراحل علي الوردي في ميزان: أمثال و أقوال (3) كونه تضمن أمور مهمة احسنتم في طرحها.

اكرر التحية والامنيات لكم بالسلامة والأمان وتمام العافية وتحقيق ما تتمنى …دمتم أيها الكريم.

………………………

نعود للموضوع:

7ـ في ص85 دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/1965 وتحت عنوان فرعي هو: كرامة البدوي كتب الراحل الوري التالي: [ حين ندرس تاريخ الجاهلية نجده مملوءاً بالمعارك الطاحنة و ’المنافرات’ الطويلة التي حدثت جراء هذا الإحساس المفرط بالكرامة والغضب الشديد عند الرجل البدوي…يروي الالوسي عن منافرة شديدة حدثت في الجاهلية وكان سببها تافها جداً خلاصته ان ثلاثة من البدو اصطحبوا في سفر كان أحدهم فزارياً و الثاني تغلبياً و الثالث كلابياً فاصطادوا حمار وحشي ومضى الفزاري في بعض حاجته فطبخ رفيقاه الحمار و اكلا منه ثم اخفيا للفزاري قضيب الحمار مطبوخا ليأكله فلما عاد الفزاري واخذ يأكل ضحك منه رفيقاه فهاج به الغضب واسرع الى السيف يأمرهما به ان يأكُلا من القضيب كما اكل هو منه… امتنع احدهما وكان جزاءه القتل اما الثاني فأكل ونجا… كان المفروض فيه ان يمتنع عن تحمل هذه الإهانة ويموت دونها كما مات صاحبه بيد انه جبن وانكسر فصار هو وقبيلته سبة بين القبائل واخذ الشعراء ينظمون القصائد البذيئة في ثلبها و تحقيرها ((المصدر محمود شكري الالوسي /بلوغ الارب في معرفة أحوال العرب ج1 ص 297 ـ 298)) ويكمل الوردي لتأكيد قبوله بهذه القصة الغريبة حين كتب التالي: [أرجح الظن ان هذا الرجل ندم على ما فعل .انه هرب من الموت فوقع في العار . والموت عند البدوي أهون من العار] انتهى

تعليق: استغربت واستغرب من هذا الموضوع الذي نَصَبَ امامي علامات استفهام وتعجب كبيرة وكثيرة عن حال مؤلفينا وباحثينا ومن استعار منهم ونقشه بدون تفكير ولا دقة…

نحن نتكلم عن ماضي قريب فكيف بالماضي البعيد؟؟!! …وهذا الحال لليوم ساري عند البعض من الكتاب والباحثين في هذه الامة المغلوبة بهم…

الحقيقة لا اعرف كيف استخدم/وَّظف السيد محمود شكري الالوسي هذه الحكاية وكيف وردت في كتابه فربما سّطرها مستخفاً بها او مستغرباً منها او معارضاً لما ورد فيها حيث لا اعتقد ان مثله يمكن ان يمرر مثل هذه الحاكية دون تدقيق و تعليق و تنبيه…ذلك لأني لا اعرف ولم اطلع على الكتاب لكن الذي اعرفه هو استعارة الوردي لها و توظيفها لإسناد ما يريد ان يقول و بذلك فهو قَبِلها و أيدها و اقتنع بها و أراد بها ابراز الصورة التي يريد عن الكرامة عند البدوي…انا هنا لا اجزم لكن ذلك ليس بعيداً او مستغرباً من الراحل الوردي فالكثير من استعاراته مُحَّرَفة عن عمد او عدم فهم او استسهال…وهذه المقالة وسابقاتها واللاحقات لها هُنَّ البرهان الناصع والدليل الواضح على ما أقول وهناك الكثير لمن يريد ان يقرأ دون تقديس وتسليم حيث يمكن ان يجد من ذلك ربما وبدون مبالغة في كل فصل من فصول كتب الراحل الوردي جميعها دون استثناء ويمكن ان يجد ذلك في محاضراته ومقالاته ومقابلاته وكراساته ودراساته وتصريحاته…لا اتجنى لأني اُقدم وقدمت الأدلة والبراهين.

اصطادوا الحمار الوحشي الذي يُقال ان وزنه يتراوح بين 300 الى 400 كغم ويعيش في الوديان العشبية الافريقية الحارة واقاموا موقد الطبخ فطبخوه واكلوه ولم يبقى منه الا القضيب في فترة دقائق حيث ذهب الفزاري لقضاء حاجته!!!!!!! فتصوروا. طبخ مثل هذا الحيوان يحتاج الى يوم كامل في مثل تلك الظروف وتلك الصحراء الجرداء.

لا اعرف شجاعة الفزاري الذي هدد شُجاعين أحدهما تغلبي والاخر كلابي فغلب أحدهما قتلاً وغلب الثاني في اجباره على القبول بالعار…لم يخبرنا الراوي والناقل ايهما قُتِلْ وايهما أكل وقبل العار…والغريب ان الوردي في اضافته لنص الالوسي أكد على ان البدوي عنده الموت أفضل من العار فكيف قبل الذي بقي حياً بعار اكل القضيب…؟؟

…كيف اقتنع الوردي بالاستشهاد بهذه الركيكة الغريبة المعيبة علمياً ويسند بها عنوانه الفرعي:’’ كرامة البدوي’’؟ شيء غريب حقاً وهو يعكس حجم التشويه الذي أثقل نقلنا وعقلنا وهذا يستدعي تظافر الجهود للقيام بحملة كبرى كل باختصاصه فراداً وجماعات لتنظيف ما وصلنا لنحصل منه على القليل المفيد الصحيح النافع.

اعتقد ان جواب الراحل الوردي على أي اعتراض على هذه المعيبة وامثالها سيكون: (يابه انه شعلية الالوسي كال هذا انه بس نقلتها وناقل الكفر ليس بكافر)؟

اي كلمات يختار الانسان ليصف الناقل بدون دقة والقارئ دون اعتراض او إشارة او توقف؟؟؟؟؟ تعجز كل كلمات الاستغراب ان تصف هذا الطرح.

وفي ص67 مهزلة العقل البشري/1955 عن التاريخ كتب الدكتور الوردي التالي: [اننا ندرس التاريخ لكي نستفيد منه لحاضرنا ومستقبلنا وهذا هو مقصد الشعوب الحية من دراسة التاريخ…الخ] انتهى.

أقول اليوم أصبحت حكاية الحمار الوحشي هذه وذلك الثلاثي البدوي والاستاذين الوردي والألوسي من التاريخ فماذا نقول عنها وعنهم وعنهما وفق طرح الوردي عن دراسة التاريخ؟؟؟أ

الجواب: انها من الخرافات التي غرق بها المنقول من تاريخ المنطقة قبل الإسلام وبعده…صدقها أصحاب النقل الاولين تحت هوس التعظيم ربما معذورين لكن كيف يصدقها أصحاب العقل التالين وبالذات صاحب ’’ مهزلة العقل البشري’’ فهذه واحدة من أكبر مهازل العقل البشري ومهازل النقل البشري حيث بدى أن ضياع العقل تسبب بمثل هذا الطرح وهذا النقل.

ملاحظة: أعتقد ان المقصود في رواية الالوسي هو الحمار البري الذي يعيش في المنطقة وليس الحمار الوحشي الذي يعيش في ادغال افريقيا والفرق بين الحمارين كالفرق بين!!!!!!!!!

8ـ ص32 دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/1965 تحت عنوان فرعي هو نظرية خاطئة عن البداوة كتب الراحل الوردي التالي: [من النظريات التي كان لها رواج في الأوساط العلمية في الجيل الماضي نظرية حول البداوة لها صلة بالموضوع الذي نحن فيه وخلاصتها ان البداوة مرحلة اجتماعية مرت بها جميع الأمم قبل دخولها في مرحلة الحضارة

مما يجدر ذكره ان هذه النظرية مستمدة من نظرية التطور المشهورة التي صارت(موضة) علمية منذ ظهور دارون في منتصف القرن الماضي فقد ظن العلماء يوم ذاك ان كل مجتمع بشري هو كالكائنات الحية لا بد ان يمر في تطوره عبر التاريخ بسلسلة متتابعة من المراحل المحتومة وهذه المراحل كما تخيلوها تبدأ بالمرحلة البدائية التي يعيش فيها الانسان على الصيد والالتقاط ثم تأتي من بعدها مرحلة البداوة التي يعيش فيها الانسان على الرعي وتليها مرحلة الزراعة ثم مرحلة الصناعة.

لقد اتضح الان خطا هذه النظرية لا سيما فيما يخص البداوة فالعلماء اليوم يميلون الى القول بان البداوة ليست مرحلة ضرورية من مراحل التطور الاجتماعي وليس من المحتوم على كل امه ان تمر بها خلال تطورها عبر التاريخ…الخ] انتهى

تعليق: أولاً كأني بالدكتورالوردي يشكك بموضوع نظرية التطور وهذا حقٌ له لكن دراسة المجتمع تمر بأمور فيها من نظرية التطور الكثير فتطور المجتمع ليس ب ’’ موضة’’ أو’’ ومضة’’ فلأبن خلدون طيب الله ثراه راي في تطور الدول/ الحكم وحددها بأربعة مراحل ايضاً تمتد بين التأسيس والاندثار/الانهيار. ان ما أشار اليها الراحل الوردي ليست نظرية حول البداوة كما ورد…ولا اعتقد ان العلماء تطرقوا للبداوة لأنهم ربما لا يعرفونها انما تكلموا كما أتصور عن الرعي فالبداوة ليست منتجه فهي ثقافة مُجمدة كما نقل لنا الوردي في ص51 من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/1965/ تحت عنوان فرعي/ما هي البداوة/كتب الوردي التالي:[ …أما البداوة فتعريفها ليس بمثل هذه الصعوبة انها في الغالب لا تتغير او تختلف اختلافاً كثيراً باختلاف الزمان والمكان فهي اليوم تشبه ما كانت عليه قبل مائة عام أو قبل عدة مئات من السنين وهي كذلك تتشابه في المناطق المختلفة تقريباً وهذا هو الذي دعا المؤرخ توينبي إلى وصف البداوة بأنها “حضارة مجمدة”]انتهى …انها كما أتصور حضارة مُجَمَدَة و مُجَمِدَة.عليه فهي لا تعتبر مرحلة كما أتصور…والراحل الوردي خلط بين البداوة والرعي، فالرعي في كل مكان وعند كل الامم في السهول والجبال والوديان والقطبين والصحراء.

9ـ تسفل الاسرة الهاشمية

في ص9من كتاب الاحلام الذي صدر عام 1959 أي بعد ثورة 14تموز1958 وما حصل/جرى للعائلة المالكة والنظام الملكي في العراق كتب الوردي وكأنه يريد البراءة من الحقبة الملكية التالي: [فقد كان ابن حجر حين ألف كتابه يعيش في الحجاز تحت وطأة الاسرة الهاشمية التي وقعنا نحن أيضا تحت وطأتها في المدة الأخيرة وعانينا من ظلمها وتسفلها ما عانينا] انتهى

تعليق: لا اعرف هل يعرف عالم الاجتماع الدكتور الأستاذ علي الوردي معنى “تسفل/سافل”…وهل الاسرة الهاشمية تستحق هذا الاطلاق؟ بل هل يحق لعالم اجتماع ان يستخدم هذه الكلمة/الوصف/التعبير في وصف عائلة تمتد جذورها الى أعماق التاريخ…عندما فتحت له الاسرة الهاشمية كل مجالات الحياة ومنحته فرصة الدراسة في الجامعة الامريكية / بيروت وابتعثت في ظلها الى تكساس للحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه ثم قبلته أستاذاً في جامعة بغداد ولم يتحرش به أحد رغم كل ما كَتَبَ ونَشَر وما كُتِبَ عنه وما نًشِرْ…حيث اصدر الأهم من كتبه المثيرة للجدل ولا أقول غير ذلك…لكن بعد غياب تلك الاسرة والغاء الملكية تلفظ الوردي هذه العبارة التي لا تليق به وبها وبهم. انه ليس قول عالم اجتماع انما قول ’’ صغير سياسة’’ حتى من انقلبوا على الاسرة الهاشمية لم يطلقوا عليها مثل هذا القول. قُتِلوا لكن دون تَسَّفُلْ. لو قال الوردي ذلك عن أحد افراد الاسرة وفيها من يمكن ان نطلق عليه ذلك لكان فيها “باب او جواب”. ومن سخرية القدر او من عجائب الأمور ان حفيد الاسرة الهاشمية الملك حسين ملك الأردن هو من تكفل علاج الراحل الوردي في الأردن/عمان في أيامه الأخيرة ولم يُذَّكره بقوله ذاك/هذا.

10ـ اسطورة الادب الرفيع/1957 ص74 كتب الراحل الوردي التالي: [كان العرب في الجاهلية وصدر الإسلام لا يعرفون من الشذوذ الجنسي الا قليلا فقد كانت المرأة حين ذاك سافرة تختلط بالرجال وتصحبهم في حروبهم ثم بدأت بعدئذ تتحجب شيئا فشيئا وتنفصل عن عالم الرجال حيث أصبح البيت عالما خاصا بها تحيا وتموت فيه] انتهى

وفي ص125 من نفس الكتاب كتب: [يحكى عن ابي جهل انه كان مأبوناً يؤتى من دبره ولكنه كان مع ذلك محترما بين الناس يحف به الموالي والعبيد وتصب بين يديه الأموال] انتهى

هل يعقل ان أبو نؤاس عاش الانحراف ومنه اخذ الوردي رايه بانتشار الانحراف الجنسي في العراق ولا يدل انحراف أبا جهل على انتشاره في قريش.

يتبع لطفاً

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here