عْاشُورْاءُ السَّنَةُ السَّابِعة (١٨) [مِن أَيِّ الأَصحابِ أَنتَ؟!]

عْاشُورْاءُ

السَّنَةُ السَّابِعة

(١٨)

[مِن أَيِّ الأَصحابِ أَنتَ؟!]

نــــــــــــزار حيدر

عندما نجمعُ قولَ رسولِ الله (ص) {حُسَينٌ منِّي وأَنا مِن حُسَينِ، أَحبَّ الله مَن أَحبَّ حُسَيناً} معَ وصفِ الحُسين السِّبط (ع) لأَصحابهِ {فإِنِّي لا أَعلمُ أَصحاباًأَوفى ولا خيراً مِن أَصحابي} يحقُّ لنا أَن نقارنَ بين نوعَينِ من الأَصحابِ.

المُلفتُ للنَّظرِ هو أَنَّنا عندما نتحدَّث عن أَصحابِ الحُسين السِّبط (ع) فإِنَّما نتحدَّث عنهُم بالمُطلق مِن دونِ استثناء، فلا نذكُرَ خِصلةً إِلَّا وشمِلتهُم جميعاً بلااستثناءٍ، أَمَّا الحديثُ عن صفاتِ أَصحابِ رسول الله (ص) فيلزم أَن نذكر صاحِبها بالإِسم فلا يمكنُ التَّعميم أَبداً.

١/ لم يلتحق أَحدٌ بالحُسين السِّبط (ع) خوفاً أَو رَهباً أَو طمعاً وإِنَّما عن قناعةٍ مُطلقةٍ وإِيمانٍ ويقينٍ تجاوزَ الوصف.

ولذلكَ لمَّا خيَّرهم بالرَّحيلِ وتركهِ لوحدهِ يُلاقي مصيرهُ المحتُوم بقولهِ {أَلا وإِنِّي لأَظنُّ يومنا معَ هؤُلاء الأَعداء غداً، أَلا وإِنِّي قد أَذنتُ لكم فانطلقُوا جميعاً في حلٍّليس عليكُم حرجٌ منِّي ولا ذِمام، وهذا اللَّيلُ قد غَشِيَكم فاتَّخذوهُ جملاً، وذرُوني وهؤُلاء القَوم فإِنَّهم لا يطلبُونَ غَيري ولَو أَصابوني وقدرُوا على قتلي لَما طلبوكُم} كانَ جوابهُم واحداً على لسانِ مُسلم بن عَوسجة [والله لَو علمتُ أَنِّي أُقتل ثمَّ أَحيا ثمَّ أُحرق ثمَّ أُحيا ثمَّ أُذرى، يُفعَلُ ذلكَ بي سبعينَ مرَّة ما فارقتُكَ حتى أَلقىحِمامي دونكَ].

أَمَّا أَصحابَ رسولِ الله (ص) فقد آمن بهِ البعض خوفاً أَو يأساً أَو طمعاً حتَّى أَنَّ فيهِم [شهيدُ الحِمار] و [شهيدُ أُمَّ جميلٍ] كما أَخبرَ رسولُ الله (ص)!.

٢/ وفيهِم طُلقاء [يعني دَمِج بالمُصطلحِ الحَضاري] نزلت بحقِّهم آياتٌ من القرآن الكريم، وهُم [الطُّلقاء وأَبناء الطُّلقاء] الذين حرَّم عليهِم رسولُ الله (ص) الشُّورى فضلاً عن الخلافةِ! أَمَّا أَصحاب الحُسين السِّبط (ع) فالذينَ التحقُوا بهِ من صحابةِ رسولِ الله (ص) هُم من أَفضلهِم إِيماناً وأَحسنهِم يقيناً وأَرفعهِممنزلةً.

٣/ وفي أَصحابِ رسول الله (ص) مُتآمرُون كانُوا يكيدُون لهُ ويحاولُونَ الإِيقاع بهِ بالتَّعاونِ مع المُشركينَ تارةً بتسريبِ الأَسرارِ العسكريَّةِ لهُم ومعَ أَعدائهِ منغيرهِم تارةً أُخرى حتَّى نزلت الآية {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.

أَمَّا أَصحاب الحُسين السِّبط (ع) فكلُّهم كانُوا يفدُونهُ بأَرواحهِم لم يتآمر عليهِ أَحدٌ ولم يُفشِ أَحدٌ سرّاً لعدُوٍّ.

٤/ وفي أَصحابِ رسولِ الله (ص) مُنافقون نزلت بحقِّهم آيات من القرآن الكريم منها {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِلَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ} و {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَأَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

بعضهُم كان يشكُّ في الرِّسالةِ وآخرونَ كانُوا يشكُّون في الرَّسول (ص) فالأَولويَّة لأَنفسهِم وليسَ للعقيدةِ {وطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِالله غَيْرَ الْحَقِّظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}.

أُنظر كيفَ يصفهُم القرآن الكريم {ولِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَوْ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْلِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ والله أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ* الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْصَادِقِينَ}.

أَمَّا أَصحاب الحُسين السِّبط (ع) فحرامٌ فيهِم المُقارنة!.

٥/ وفي أَصحابِ رسولِ الله (ص) جُبناء هربُوا في المعاركِ وذهبُوا بها عريضة، كما وصفَ رسولُ الله (ص) أَحد الهاربينَ الذي اختفى عنِ الأَنظارِ مُدَّةً مديدةً!.

تصفهُم الآية بالقَولِ {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ ۚ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا} والأُخرى {إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ إِنَّمَا ٱسْتَزَلَّهُمُٱلشَّيْطَٰنُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ ۖ}.

أَمَّا أَصحاب الحُسين السِّبط (ع) فيكفيهِم وصفهُ (ع) لهُم {ولقَد بَلوتهُم فلم أَجد فيهِم إِلَّا الأَشوَس الأَقعَس يستأنِسونَ بالمَنيَّةِ دُوني استِئناسَ الطِّفلِ بِمحالبِأُمِّهِ}.

{اللّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفاعَةَ الحُسَيْنِ يَوْمَ الوُرُودِ وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلامُ}.

٩ أَيلول ٢٠٢٠

لِلتَّواصُل؛

E_mail: [email protected]

‏Face Book: Nazar Haidar

Twitter: @NazarHaidar2

Skype: nazarhaidar1

WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here