أسرار آلعشق

أسرار آلعشق
بقلم: ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي
ملاحظة : [ألقلب مركز العشق, لكن لا تلك المضخة الدّمويّة الحاوية على (الأذنيين و آلبطينيين و اللحم و العروق مع قوة نبضة كهربائية مقدارها 7-5% ملي فولت), بل القلب هو ذات و ضمير و وجود الأنسان كله]

قالوا:

إذا رأيتَ البياض قد لاح شعرك

فاعلم بأنّ الأمنيات لبست أكفانها

و قلتُ:

ما دُمتَ تعشق ألجّمال – أيّ الله – فإنك

تعيش عنفوان الشباب أبداً بقوّة الحُبّ

و قال ألمسيح(ع):

نقيض الحُبّ ليس آلمَقت .. إنّها آلّلامبالاة؛ و عكس ألفنّ ليس آلقُبح؛ إنّما آلّلامبالاة .. وعكس الحياة ليسَ آلموت؛ بل اللامبالاة التي بسببها يموت المرء قبل أنْ يموت بالفعل. (الترجمة ألعربية من آلنّص الأنكليزي الذي ورد في الهامش بلا تصرف)(1).

و سئل الإمام الصادق (ع) عن العشق المجازي(2)، فقال : [قلوبٌ خلت عن ذكر الله فأذاقها الله حُبّ غيره] (3).
فالقلب لا يمكن أن يكون مجرّداً و خالياً من كل عشق و من أي تعلق و لو للحظة من اللحظات, فإنّ هو خلا من حبّ الله تعالى أحلّ آلشّيطان آلعشق المجازيّ فيه ليحلّ بدل العشق الحقيقيّ, فحين يضعف ارتباط الإنسان بالله, أو تنقطع علاقته بالله؛ فان الشيطان و بواسطة قوة التخيّل يدخل قلب الإنسان عن طريق قوّة جذب ماديّة معينة و الأمر يبدأ أولاً بشكل مودة لتصل بعد مدة قصيرة إلى العشق الذي يعدّ بلاءً .. بلاءً يسقط حتى عفّة إمرأة متزوجة، و يسقط دين رجل عالم متزوج، و أخيراً يجعل الشباب في مأزق و يزل الفتاة العفيفة والشريف و يُمحق الحياء الذي بعدها المسخ والعياذ بآلله.

ذمّ العشق(ألمجازي):

لأن القلب الذي هو جوهر الأنسان مكان العشق؛ لذلك فأن الفلسفة الكونيّة تُحذر السالكين من جعل غير الله فيه, لأنه الوحيد الذي يستحق القلب, إنه المعشوق ألّذي قال لعاشقه: [لم تسعني أرضي و لا سمائي ؛ بل وسعني قلب عبدي المؤمن], لذلك:

قال الإمام علي (ع): [الهجران عقوبة العشق](4).
وعنه (ع): [ربّ صبابة غرست من لحظة](5).
وعن الإمام الصادق (ع) – لما سئل عن القلب العشق ألمجازي, قال؛
قلوب خلت عن ذكر الله فأذاقها الله حُبّ غيره(6).

عاقبة العشق ألمجازيّ:

عن الإمام علي (ع): [ من عشق شيئاً أعشى (أعمى) بصره و أمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة و يسمع بأذن غير سميعة، قد خرقت الشهوات عقله، و أماتت الدّنيا قلبه](7).
وعنه (ع) : [إنك إنْ أطعتَ هواكَ أصمّك و أعماك، و أفسَدَ منقلبك و أرداكَ](8).
وعنه (ع) : [الهوى شريك العمى](9).

ثواب من عَشَقَ و عفّ :

عن رسول الله (ص) : [من عَشَقَ فعفَّ ثمّ مات، ماتَ شهيداً](10).
وعنه (ص) : [من عشق فَكَتَمَ و عفَّ فمات فهو شهيد](11).
وعنه (ص) : [من عشق وكتم و عفّ و صبر، غفر الله له و أدخله الجنة](12).
الإمام علي (ع) : [ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً مِمّن قَدَرَ فعفّ](13).

عشق الله هو العشق الحقيقي الذي يتعدى كلّ العشوق المجازية:

رسول الله (ص): يقول الله عز وجل: إذا كان الغالب على العبد الاشتغال بي جعلت بغيته و لذته في ذكري، فإذا جعلت بغيته و لذته في ذكري عشقني و عشقته فإذا عشقني و عشقته رفعت الحجاب فيما بيني و بينه و صيرت ذلك تغالباً عليه، لا يسهو إذا سها الناس(14).

كيف يتحقق العرفان و الحكمة في وجود العاشق؟

ألفلسفة الكونيّة حدّدت معايير حساسة و دقيقة لنيل الضّالّتان (العرفان و الحكمة), و يتحقّقان حين يتّسق العشق المجازيّ مع الحقيقيّ في بوتقة واحدة, و هذه من أعقد العمليات التي يبتلى بها السالك المهاجر لله تعالى بعد عبور المحطات الكونية!
ألعلاقة الأيجابية تتحقق بين العشقيّن (ألمجازي و الحقيقيّ)؛ فيما لو كان العاشق عاملاً بما يلي آلأحكام الشرعيّة و الغاية من أدائها و لا يخرج من طور الأيمان معها نحو الرّذيلة و التّعدي أو تجاوز الأحكام الشرعيّة التي وردت في الرسائل العمليّة حتى لو كان مقابل كرسي السلطان, و تلك هي الحالة المُثلى ألّتي ينبغي إدراكها و العمل بها.

ألعشق عند آلعربيّ و باقي البشر(15):
هو/هي: حالة فريدة يتعطل بحلولها العقل الظاهر و يُفَعّل العقل الباطن لتجرف الرّوح و القلب نحو الشهوة الخفيّة ليقذفهُ ذلك العشق مِن ما يلي البطن فيجعله قاعاً صفصفاً.
ألعارف ألحكيم عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)The opposite of love is not hate, it’s indifference. The opposite of art is not ugliness it’s indifference … And the opposite of life is not death, it’s indifference. Because of indifference, one dies before one actually dies.
(2) سبق و أن عرضنا الفرق بين (العشق) و (الحُبّ), و بين العشق المجازي و العشق الحقيقي, للمزيد ؛ راجع كتاب (اسفار في أسرار الوجود) و كذلك مبادئ و أسس فلسفة الفلسفة الكونية و غيرها من المقالات كـ (حقيقة الجمال في الفلسفة الكونية).
(3) عقوبة الله للذين جحدوا بمعرفته ثمّ حبّه, هي: إذاقتهم بحبّ غيره من الماديات و الشهوات, كحب النساء والمال و…إلخ.
(4) البحار: 78 / 11 / 70.
(5) غرر الحكم: 5314.
أمالي الصدوق.: 531 / 3(6)
الخطبة 109، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: (7) نهج البلاغة
(8) نهج البلاغة : شرح النهج لإبن أبي الحديد 7/200.
(9) غرر الحكم: 3807.
(10) نهج البلاغة : الكتاب 31.
(11) كنز العمال : 6999, 7000, 7002.
,7000 , 7002.6999(12) كنز العمال :
(13) كنز العمال : 6999, 7000, 7002.
(14) نهج البلاغة : الحكمة 474.
(15) في الفلسفة الكونيّة؛ حدّدنا المراتب الخُلقية إلى ثلاثة: الأولى؛ الحالة البشرية ثم الأنسانية ثم الآدمية وهي خيرهما.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here