القوات الأمنية تطيح بعشرات المسلحين بينهم قياديون خلال 5 أيام

تصاعدت عمليات اصطياد المسلحين من قبل القوات الامنية، في وقت زادت فيه هجمات تنظيم داعش، وعودته الى اسلوب الانتحاريين.

وفي غضون اسبوع قتل واعتقل نحو 15 عنصرًا تابعا للتنظيم، بينهم قياديون ومسؤولون عن قتل ضباط رفيعين في الشرطة .

وخلال المدة نفسها نفذ التنظيم تفجيرين عن طريق انتحاريين اثنين، فيما قتلت القوات الامنية في عملية جديدة اثنين آخرين.

ووصلت هجمات التنظيم في آب الماضي، الى 35 هجوما في 4 محافظات، اسفرت عن مقتل واصابة نحو 70 بين مدني وعسكري، بينهم ضباط برتب رفيعة. وقال مصدر في صلاح الدين، امس لـ(المدى) ان “القوات الامنية وسرايا السلام قتلت 4 من مسلحي تنظيم داعش، جنوب سامراء، بينهم مسؤول في التنظيم”.

وبحسب مقطع فيديو حصلت عليه (المدى)، فقد تجمع عدد من العسكريين -اغلبهم سرايا السلام التابعين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر- لتصوير عدد من الجثث.ووفق الفيديو، فان القتلى هم حصيلة عملية عسكرية في الفرحاتية، جنوب سامراء قامت بها القوات التابعة للصدر مع الشرطة. وظهر في المقطع المصور في وقت الليل، بعض عناصر “السرايا” وهم يعانقون بعضهم فرحا بقتل المسلحين الذين وضعوا في سيارة نقل صغيرة (بيك اب). وقال المصدر ان “العملية ادت الى مقتل وهب عذيه، وهو والي جنوب صلاح الدين مع 3 من مرافقيه”.

و”عذيه” –بحسب المصدر- متهم بقتل العقيد برزان الطارش المجمعي، في منطقة الاسحاقي شمال الفرحاتية.

وقتل المجمعي، وهو آمر فوج طوارئ الاسحاقي، اثناء عملية تمشيط في “بساتين منطقة جبارة في حاوي الاسحاق” في آذار الماضي، حيث قتلت القوة احد المسلحين قبل مقتل آمر الفوج. وكانت معلومات قد وصلت من قبل الاجهزة الامنية في جنوب صلاح الدين، قبل يوم من قتل “الدواعش الاربعة”، تفيد بوجود “عذيه” في الفرحاتية، التابعة لقضاء بلد.

واحتفلت سرايا السلام، بحسب المصدر، بالعملية الامنية، كما جابت شوارع قضاء بلد بالسيارات التي تحمل جثث قتلى داعش وسط اطلاق النار. وتنتشر السرايا المعروفة باللواء 313 منذ عام 2014، في محيط سامراء، ويقدر عددهم هناك بنحو 10 آلاف عنصر. امس، ذكرت خلية الإعلام الأمني المعنية بنشر البيانات العسكرية الرسمية، أن القوات الامنية تمكنت من قتل الدواعش الأربعة وهم “من اهم قيادات عصابات داعش الإرهابية”.

ولم يشر الإعلام الأمني إلى هوية القتلى، لكنه لفت إلى أن اثنين من المسلحين كانا يرتديان سترتين ناسفتين. وأورد البيان صورًا لقتيلين على الأقل.

عودة الانتحاريين

وعاد داعش الى استخدام الانتحاريين، بعد نحو 5 اشهر من تراجع التنظيم عن الهجمات الانتحارية.

ومنذ بداية 2020، لجأ داعش الى الهجمات السريعة على النقاط الامنية والقرى، بسبب انعزاله وقلة تمويله.

ومنذ اعلان بغداد النصر على داعش نهاية 2017، انقطع الاتصال بين اغلب عناصر التنظيم، فيما خسر اهم تجارته وهي تهريب النفط، فيما يعتمد تجنيد الانتحاريين والعجلات على التمويل.

وبعد وقت قصير من قتل “الدواعش الاربعة”، هاجم التنظيم حاجز تفتيش في يثرب التابعة لقضاء بلد.

وبحسب المصدر الامني في صلاح الدين، ان “اطلاق نار كثيف متبادل بين المهاجمين الذي يقدر عددهم بنحو 5 وقوات تابعة للحشد الشعبي”.

وانتهى الهجوم، بانسحاب المسلحين، فيما لم تسجل اصابات بين قوات الحشد. وفي نهاية آب الماضي، كان الحاجز نفسه قد تعرض الى هجوم مشابه، دون اصابات.

الى ذلك، يعتبر مسؤول سابق في صلاح الدين، لـ(المدى) ان “هناك مبالغات في تصوير بعض الهجمات خصوصا في قاطع بعض الفصائل في جنوب سامراء”. ويضيف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: “تستخدم هذه الهجمات للدعاية والحفاظ على مكاسب بعض الفصائل في البقاء لاطول فترة في صلاح الدين”. وتتهم بعض الفصائل في المحافظة، بالسيطرة على بعض المنافذ والمفاصل التجارية بالتعاون مع مسؤولين في صلاح الدين.

لكن ذلك لا ينفي بطبيعة الحال وجود خلايا تابعة لـداعش، الا ان الخلاف يدور حول حجم هذه العناصر.

مروان الجبارة، المتحدث باسم عشائر صلاح الدين، يقول لـ(المدى) ان “داعش موجود في اغلب المناطق التي تم تحريرها من التنظيم”.

وسيطر التنظيم في صيف 2014، على نحو نصف مساحة البلاد، كما قام بتهجير نحو 6 ملايين انسان.

واضاف الجبارة متحدثا عن مناطق جنوب سامراء: “بعض هذه المناطق مفتوحة الى الثرثار والانبار، وهي مناطق شاسعة تصعب السيطرة عليها”.وكان جهاز مكافحة الارهاب، اكد بانه قتل واعتقل اكثر من 10 مسلحين تابعين لتنظيم داعش، نصفهم من القياديين في التنظيم.

وقال الجهاز في بيان السبت، ان قواته “لليوم الخامس على التوالي اعتقلت إرهابيا آخر من عصابات داعـش في الحويجة جنوب غرب مُحافظة كركوك”. مطلع آب الماضي، كشف قائد الجهاز عبد الوهاب الساعدي، انه تم تشخيص “الأسلوب الجديد الذي استخدمته عصابات داعش”.

وبين الساعدي أن “الأيام المقبلة ستشهد عمليات كبرى لملاحقة بقايا عصابات داعش”.

وبحسب البيان الاخير لمكافحة الارهاب فان عدد المعتقلين التابعين للتنظيم وصل إلى “١٠ وعدد المقتولين إلى ٢ بينهُم ٦ قيادات ناشطة في عصابات داعـش الإرهابية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here