المنافذ الحدودية: لم نسمح بإدخال الخضار وتصريحات الايرانيين هي شأنهم الخاص

بغداد – علي الجاف

تعيش الزراعة المحلية في العراق موسماً مزدهراً للعام الثاني على التوالي بعد إعلان الاكتفاء الذاتي لأكثر من 25 محصولاً أساسياً على موائد العراقيين، لكن ذلك على أية حال لم يكن كافياً لإيقاف هدر الطماطم العراقية المفضلة لدى الكثيرين، حيث تكبد الفلاحون خسائر هائلة خلال الأشهر الماضية مع تكدس مئات الأطنان في ساحات بيع الخضار بالجملة، كما حدث في النجف وأربيل والبصرة مع هبوط سعر الصندوق الواحد الى أقل من 500 دينار.

وتحدثت “المدى” الى العديد من باعة الجملة في علوة الرشيد جنوبي بغداد عن أسباب انخفاض الأسعار خلال الشهرين الماضيين ووصول الخضار المستوردة الى الأسواق رغم وجود المنتج العراقي.

أبو محمد الحسناوي قال إن “تخمة المعروض أثرت سلباً على الأسعار، الكثير من الفلاحين لم يستطيعوا تصريف المحصول في الوقت المناسب، سوء الخزن وحساسية الثمار تجاه تغير الجو كان عاملاً إضافياً”.

الفلاح محمد القريشي من أهالي بابل ذكر إن “بعضنا لم يستطع تسديد ثمن وقود سيارات التحميل، ناهيك عن البذور وأجور النقل وديون موسم الحراثة والحصاد وغيرها من الالتزامات”.

وأضاف القريشي، “نعم لم نعاني خلال هذين العامين من مشاكل معتادة مثل السقاية والوضع الأمني، لكن كورونا أثرت نوعاً ما، في حين بقي المستورد منافساً لمحاصيلنا بنحو أقل”.

وتكاد لا تخلو أي محال للبقالة في بغداد من الفواكه أو الخضار المستوردة من دول الجوار وبخاصة من المنافذ الشرقية المجاورة لإيران.

وسائل الإعلام العراقية نشرت خلال الأيام الماضية تصريحات إيرانية متواترة عن إفتتاح “كل المعابر لتصدير بضائع الى العراق”، وبضمنها الخضار.

رئيس دائرة الكمارك في مدينة سردشت الإيرانية، داوود فاتحي، قال إن 140 شاحنة عبرت الحدود من بلاده مصدرة 152 ألف طن من الحديد والسيراميك والمنتجات المعدنية والبلاستيك والفواكه والخضراوات، وبنحو 191 مليون دولار خلال 2020 عبر معبر “كيلة” الحدودي في سردشت إلى السليمانية في إقليم كردستان.

عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية العراقية، حميد حسيني، كان قد قال في (31 آب 2020) إنه جرى تسجيل صادرات السلع للعراق بنحو 2.402 مليار دولار، في 5 أشهر فقط، للمدة من 20 آذار وحتى 20 من آب 2020.

وأشار حسيني إلى أن كافة المعابر الحدودية تمت إعادة فتحها بين البلدين، مبيّناً أن نحو 3 آلاف شاحنة تنقل السلع الإيرانية إلى العراق يومياً، نحو 1500 منها لإقليم كردستان، وحوالي 1500 عبر منافذ مناطق جنوبي العراق.

أما المتحدث باسم مصلحة الكمارك الإيرانية روح الله لطيفي قال إنه تم تشغيل معبر جذابة المقابل لمعبر الشيب العراقي على مدار الأسبوع “بعد اتفاق مديراً كمارك الجانبين”.

لطيفي ذكر أيضاً أن “المعبر كان يعمل تجريبياً كسائر المعابر العراقية يومي الأحد والاربعاء فقط والآن بلغ عدد الشاحنات نحو الجانب العراقي قرابة 170 شاحنة غالبيتها تحمل الفواكه والخضراوات”.

لكن المتحدث باسم هيئة المنافذ الحدودية علاء الدين القيسي نفى استيراد الخضار والفواكه الإيرانية وافتتاح منفذ الشيب أمام حركة البضائع من الأساس.

وقال القيسي بعد اتصال هاتفي من “المدى”، “لم يتم افتتاح منفذ الشيب منذ إغلاقه بسبب انتشار جائحة كورونا، نفينا سابقاً عبور أي مسافرين من هناك مع قرب حلول موسم الزيارات الدينية، أما التصريحات الإيرانية المتواترة بشأن منافذنا الحدودية وافتتاحها فهذا شأنهم”.

واضاف القيسي، “مثلاً نحن لم نرسل أي موظفين من الكمارك الى منفذ الشيب منذ إغلاقه الى حد الآن، أذن كيف تعبر الشاحنات والمؤن الايرانية الحدود من دون تصريح عراقي بذلك”.

يذكر أن “الشيب” العراقي في محافظة ميسان، مغلق منذ منتصف شباط/ فبراير 2020 الماضي، في حين كانت وزارة الزراعة، قد حددت في حزيران الماضي، خارطة طريق لرفع نسب منتجاتها المحلية، ومنع استيراد المنتجات والمستلزمات الزراعية.

مصدر آخر في المنافذ الحدودية، طلب عدم الكشف عن هويته قال لـ”المدى”، أن “الإيرانيين يحاولون استفزاز الرأي العام العراقي بشكل دائم عبر هذه التصريحات وذكر أرقام لم يسجلها الجانب الإداري العراقي، هم يعرفون أن إعلان مثل هكذا مواقف يشكل ضغطاً على الحكومة وسلطات المنافذ العراقية التي تعرف هذه الأيام نوعاً من الشدة والضبط”.

وشملت قائمة منع استيراد خضار الصادرة من وزارة الزراعة (الخيار، الذرة الصفراء، الباذنجان، اللهانة، القرنابيط، الجزر، النبق، البطاطا، الخس، الثوم، الشجر، الفلفل، التمور، بيض المائدة، الدجاج الحي، الدجاج المجزور الكامل، الطماطة، الشلغم، الشوندر، العسل، الأسماك البحرية المجمدة، دبس التمر، الرقي، البطيخ، الباقلاء الخضراء).

وحاولت “المدى” التواصل مع المتحدث باسم الزراعة حميد النايف للتعليق على التصريحات الأخيرة من دون جدوى، لكن الوزارة كانت قد أكدت في 8 أيلول/ سبتمبر 2020 حدوث عمليات تهريب للمحاصيل عبر منافذ برويز خان والبوكمال.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here