كذبة كبيرة اسمها: اللجنة الدائمة لمكافحة الفساد

*عبدالمنعم الاعسم

تدخلُ لجنة الكاظمي “الدائمة” لمكافحة الفساد و”الجرائم المهمة” اسبوعها الثالث، ولم نسمع ما كان سيقال لأي فاسد كبير يشار له بالبنان “على عينك حاجب” على الرغم من ان الكذبة بدأت اعلامية (إشراك قوات مكافحة الارهاب باللجنة) ثم انتهت الى تجاذب مع الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد التي تبنتها الامم المتحدة بقرارها 58/4 لعام 2003 التي الزمت الدول الاعضاء

(انتباه رجاء)

بتشكيل هيئات مستقلة، غير تابعة للسلطة، وذات صلاحيات قضائية وتنفيذية لملاحقة الفساد، وهو الامر الاحترافي في فرض العدالة، وشرط نجاح الحملة..في حين ان رئيس الوزراء لم يكتفِ باختيارها من موظفي وزارات فقط، بل والزمها نصّاً (الفقرة 2 من الامر الديواني 29) بوضع نتائج التحقيقات على طاولته.. وهو مكان مريح للمساومات السياسية (ونحن نتبعها اولا بأول) ولمناقشة الاجراءات المطلوبة مع قادة الكتل و”الاخوة” الفاسدين.

ثم..

تسريبات موثقة اكدت ان ممثلة المنظمة الدولية السيدة بلاسخارت عبرت عن اعتراضها هنا.

ثم..

معلقون طيبون، واصدقاء ومراهنون يدارون المواجع بالبخور، توقعوا ان قوات لجنة مكافحة الفساد ستتحفظ ، ابتداء من اليوم الثاني لتشكيلها، على كل رؤساء الحكومات والمحافظين والوزراء السابقين، وكل مدراء المشاريع والصفقات واصحاب العقارات الاسطورية ، وكل من دخل الوظيفة حافيا وخرج منها صاحب عمارات وبنوك، وكل ابناء واخوان واصهار الحرامية الكبار ممن اغتنى على حين غرّة.. وانه سيتم الكشف عمن نهب الثروة، وتاجر بقوت ودماء الناس.. وعمن عيّن جيش الدعاة الرعيان في مواقع حساسة ليدير الدولة بهم، وعلى مَن اذلّ المحتاجين لفرصة العمل بالرشوة الحرام.. وغيرهم ممن ارتكبوا “الجرائم الهامة” المذكورة في الفقرة(اولا) من امر الكاظمي الديواني، فلم يصحَ الكثير منهم من خدر البخور بعد.

……….

استدراكان:

*اولا: في حديث مع زميلٍ لا يزال حَسِن الظن بنيات رئيس الوزراء كرر علي القول: ان الرجل لا يملك عصا سحرية.. وكررت عليه اعتراضي: إذن لماذا يعِدْ..

ثانيا: للاسف..اخطأ الامر الديواني في ايراد كلمة “الهامّة” صفةً لجرائم الفساد البشعة.. وكان عليه ان يقول “الجرائم الكبرى”..

اما معنى (الهامّة) في اللغة العربية كما جاء في كتاب “المعاني الجامع” هو “الدابة.. من هَوام الليل”..

او “كلّ ذي سمٌّ يقتل سمّه”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here