على هامش تعيينات الكاظمي : خطوة إلى الأمام وثلاثا إلى الوراء

بقلم مهدي قاسم

أثار مصطفى الكاظمي استغراب كثيرين من العراقيين بإقدامه على تعيينات في مناصب حساسة ، على أسس محاصصتية و طائفية ومن أحزاب أو ممن يحتسبون على الأحزاب الفاسدة ، بل أكثر من ذلك أنه قد أثار استغراب حتى بعض الأحزاب الطائفية نفسها التي أبدت اعتراضها على هذه التعيينات على أساس أنها جرت على أسس طائفية !! ..

بذلك يكون مصطفى الكاظمي قد أثار خيبة كثيرين من العراقيين الذين عوّلوا عليه كشخصية وطنية ضد الطائفية ، ولا سيما أنه نفسه قد اعترض على بعض قوائم تعيينات عسكرية مصنّفة لأسماء حسب انتماءات طائفية ، و أمر بحذف الانتماء المذهبي ، الأمر الذي عده بعض الناس تصرفا ايجابيا قد يصب في خانة التخفيف من حدة النزعة الطائفية في العراق ، و إذا به يُخيب آمال هؤلاء العراقيين بإقدامه على مثل هذه التعيينات وفق أسس طائفية و محاصصتية فئوية ..

و لعل أغرب اختياره لوزير العدل السابق من حزب الفضيلة حسن الشمري رئيسا لهيئة الأوراق المالية و الذي مشهود له ” بإنجازين بطوليين ” أولهما دوره في تهريب قادة دواعش من سجن ” أبو غريب ” و كذلك هروب إرهابيين من سجون أخرى بشكل متكرر و شبه أسبوعي في ذلك الحين ، بينما ” إنجازه ” الثاني قد تجسد في محاولته الدائبة في إقرار ” القانون الجعفري ” للأحوال المدنية من قبل مجلس النواب حيث يتضمن بنودا يُبح تزويج القاصرات ، وهو القيادي الفاسد في أفسد الأحزاب على الإطلاق ، و كذلك تعيين علاء جواد حميد رئيسا لجنة النزاهة و الذي كان نائب رئيس لجنة النزاهة في عهد المالكي و الذي لم يتحمله رئيس لجنة النزاهة رحيم العكيلي فاستقال ، ثم تعيين خالد العبيدي وكيلا لشؤون العمليات لجهاز المخابرات الوطني و الذي كان وزيرا للدفاع فيما مضى و حيث اضطر لتقديم استقالته حينذاك بسبب شبهة الفساد ، و نفس الشيء يمكن أن يُقال عن فالح يونس العيساوي الذي عُين وكيلا لجهاز الأمن الوطني و الذي كان نائبا لمحافظ الأنبار و الذي اتهمه بعض ساسة الأنبار أنفسهم آنذاك بالفساد والمحسوبية ..

فهذا مجرد غيض من فيض ..

ويبقى أن نقول أنه بهذه التعيينات التي تُكرّس النهج الطائفي للسلطة الحالية ، ربما يكون مصطفى الكاظمي قد أقدم على حرق بعض أوراقه السياسية الإيجابية التي أحرزها من خلال عملية بسط سيطرة الدولة على المنافذ الحدودية وهي إنجازه الوحيد واليتيم الفريد ، طيلة وجود في السلطة حتى الآن ..

ما عدا ذلك مجرد حركات سيركية في إطار إعلامي أثار سخرية الشارع العراقي أكثر مما أثار استحسانه ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here