عملية عسكرية مستعجلة لملاحقة مسلحين نشطوا في جنوب الموصل

اعتقلت القوات الامنية نحو 100 مطلوب ومسلح تابع لتنظيم داعش في بضعة ايام، في اكبر حصيلة للاعتقالات منذ نحو 3 سنوات.

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس جهاز مكافحة الارهاب عبد الوهاب الساعدي، تعهدا في وقت سابق بضبط الامن في الجنوب والقضاء على داعش في آن واحد.

وتصاعدت في الاسبوعين الاخيرين عمليات “اصطياد” المسلحين من قبل القوات الامنية، كما تراجعت مع بداية الاسبوع الحالي هجمات التنظيم.

وفي الاسبوع الماضي، قتل واعتقل نحو 15 عنصرًا تابعا للتنظيم، بينهم قياديون ومسؤولون عن قتل ضباط رفيعين في الشرطة .

وفي يوم واحد نفذت القوات الامنية 3 حملات عسكرية متزامنة، في شمال وغرب وجنوب البلاد، بحثا عن مسلحي داعش ومطلوبين.

كذلك اكدت مصادر “بدء عملية امنية مستعجلة في جنوب الموصل، لتفتيش بعض المناطق بعد معلومات عن وجود مسلحين”.

واعلنت الحكومة نهاية آب 2017، تحرير نينوى بشكل كامل من سيطرة تنظيم داعش بعد نحو 10 اشهر من المعارك الضارية ضد المسلحين.

وقال مسؤول محلي سابق في الموصل لـ(المدى) ان “عناصر من تنظيم داعش نشطوا من جديد في مناطق عدة داخل محافظة نينوى لاسيما جنوب نينوى مثل مناطق الشورة التي تحاول في كل مرة استهداف القوات الامنية او التعرض على الحشد الشعبي”.

ونفذ الجيش والحشد الشعبي امس، عملية أمنية جنوب الموصل. ووفق بيان عسكري، ان الحملة تتضمن “دهم وتفتيش قرية الرصيف وغرب قرية عين الحارة وناحية الشورة وقرية ام المحاحير والشورتان جنوب الموصل”.

وغالبا ما يهرب المسلحون قبل تنفيذ الحملات الامنية، حيث يمتلكون مصادر استخبارية داخل المدن تعطيهم احداثيات ومعلومات متواصلة، وغالبا ما تكون المصادر هي “عائلات داعش” التي عاد بعضها الى نينوى.

وفقًا لمعلومات استخبارية دقيقة، قالت خلية الاعلام الامني امس، ان القوات الامنية في محافظة نينوى تمكنت من ضبط “ثلاثة احزمة ناسفة و8 مخازنm16 تالفة و200 إطلاقة متنوعة”.

واكدت الخلية التابعة للحكومة في بيان، ان القوات عثرت على “عشرة صناديق يحتوي كل واحد منها على 30 قطعة صفيحة ضغط الغام ضد الدبابات تصنيع محلي” في حي الورشان بالجانب الايمن من مدينة الموصل، وقد تم التعامل مع المواد المضبوطة أصوليا.

بالمقابل اكد المسؤول المحلي الذي طلب عدم نشر اسمه، ان “عناصر التنظيم ما زالت تتسلل من سوريا باتجاه العراق وتنقل الاسلحة الخفيفة والثقيلة لعدم وجود قوات كافية تنتشر على طول الحدود”.

وسبق ان اكد يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، أن العمليات الاستباقية لحماية الأراضي المشتركة مع سوريا مستمرة.

وقال رسول في بيانات صحفية، ان “الحدود المشتركة مع سوريا بمسافة 605 كيلومترات ممسوكة بقطعات مشتركة من الجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات الحدود العراقية”.

وبين رسول ان القوات اجرت الكثير من “التحصينات على الحدود، المتمثلة بالخنادق، والسواتر الترابية، والأسلاك الشائكة والنفاخية، ونصب أبراج مراقبة، وتوزيع كاميرات حرارية”.

وشدد الناطق العسكري على أن “العمل مستمر للقيام بعمليات نوعية واستباقية، خاصة في المناطق الحدودية القريبة من مناطق شمال شرق سوريا، حيث وجود العناصر الإرهابية”.

بالمقابل يؤكد المسؤول المحلي في نينوى، ان المحافظة “تحتاج الى جهد استخباري يفوق مقدرة داعش لكي يكون هناك سبق في خطوات التنفيذ للاطاحة بقيادات التنظيم وعناصره”.

اعتقالات وإنزالات

ومنذ مطلع الاسبوع الحالي، اعتقلت وقتلت القوات الامنية 5 مسلحين تابعين لتنظيم “داعش” بينهم قياديون في الموصل، كركوك، والانبار.

امس، نفذ الحشد الشعبي لليوم الثالث على التوالي حملة امنية اطلق عليها اسم “عملية الفتح المُبين” في صحراء الانبار.

وقال قائد عمليات الانبار للحشد قاسم مصلح انه تم “تدمير (3) مضافات لداعش والتي كانت تحتوي على كميات كبيرة من العبوات والاحزمة الناسفة اضافة الى العثور على مستمسكات ثبوتية وارقام عجلات تستخدم لتنقل عجلاتهم والايهام”.

واضاف مصلح في بيان امس، ان العملية “قطعت خط امداد العدو وكشفت طرق نيسمية كان يستخدمها داعش للتنقل في الصحراء”، مؤكدا ان “اليوم الثالث سيشهد تمشيط مساحات كبيرة من الصحراء ودهم وتفتيش عدد من القرى والاودية لضمان أمن واستقرار محافظة الانبار”.

وسبق ان نفذ جهاز مكافحة الإرهاب عملية إنزال انتهت بمقتل “الممول الرئيس لمعسكرات داعش في الرطبة”، واعتقال “قيادي مهم” في التنظيم، بالتعاون مع طيران التحالف الدولي، بحسب بيان لخلية الإعلام الأمني، نشرته الاثنين.

وكانت وكالة الاستخبارات قد أعلنت، الأحد، اعتقال أحد “شرعيي” التنظيم، المسؤولين عن إصدار الفتاوى ومنح الغطاء الديني لعمليات داعش في محافظة نينوى، كما اعتقلت معاونه أيضا.

وقال بيان إن المعتقلين كانا يعملان فيما يسمى بـ”المعهد الشرعي” التابع للتنظيم، واعتقل أحدهما في ناحية حمام العليل، والآخر في تلعفر في نينوى. كما اعتقلت القوات الأمنية، الأحد، أحد “إعلاميي” داعش في محافظة كركوك، وقالت إنه اعترف بأنه يقوم بإجراء عمليات “المونتاج” على إصدارات التنظيم.

اما في الجنوب، فقد أعلنت قيادة عمليات البصرة، امس، نتائج الصفحة الخامسة من عمليات “الوعد الصادق” في المحافظة التي انطلقت منذ الاسبوع الماضي لـ”ضبط السلاح”.

وقالت القيادة في بيان إنه تم “إلقاء القبض على 50 مطلوبًا للقضاء حسب مذكرات إلقاء القبض، ومصادرة 9 بنادق كلاشنكوف، و3 حاويات عتاد أحادية 14 ملم، و4 صواريخ قاذفة، و10 قنابر هاون 60 ملم، وقنبرتين هاون 120 ملم، و8 رمانات قاذفة ضد الدروع”.

وكانت القيادة العسكرية قد اعلنت في بيانات سابقة منذ مطلع الاسبوع الحالي، اعتقال 34 مطلوبا في ميسان والبصرة ضمن حملات “حصر السلاح”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here