كـفى من نوع آخر نريدها

بقلم: المحامي عمر زين*

كفى ما فعله الصهاينة بنا في مجزرة حولا التي ذهب ضحيتها اكثر من 50 شهيداً في العام 1948!! وبدون اي سبب منا.

كفى ما فعله الصهاينة في ضرب اسطولنا الجوي بتحطيم 13 طائرة كانت جاثمة على ارض المطار في بيروت يوم 28/12/1968!! وبدون اي سبب منا.

كفى خطف مواشي ورعاتها منذ 1948!!

كفى استباحة سمائنا يومياً بطائرات الصهاينة!!

كفى احتلال اراضينا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر!! والدولة اللبنانية غير قادرة على استرجاعها رغم صدور القرار رقم 425 القاضي بانسحاب اسرائيلي من جميع الاراضي اللبنانية المحتلة فوراً دون قيد او شرط وذلك منذ عام 1978 وحتى 26/5/2000 حيث تم تحرير معظم الاراضي اللبنانية المحتلة تحت ضربات المقاومة اللبنانية وصدور القرار 1701 في آب 2006 لاحقاً، في وقت كانت وما زالت الدولة اللبنانية المسؤولة عن سيادتها غير قادرة على تحرير أراضيها!!

كفى تقديم شكاوى الى مجلس الامن ضد اسرائيل والتي وصلت الى آلآف الشكاوى دون ان نعمل جميعاً ما يعطينا قوة الردع بوجهها!! ودون ان تعاقب أمميّاً.

كفى السكوت عن عدم تسليح الجيش اللبناني بالاسلحة المتطورة التي تمكنه من الدفاع عن نفسه براً وبحراً وجواً!!

كفى السكوت عما تقدمه للبنان دول تعتبر نفسها صديقة من بقايا خردة المعدات العسكرية التي لا تمكنه من الدفاع عن نفسه!!

كفى التمسك بشعار “قوة لبنان في ضعفه” الذي حل محله توازن الردع.

كفى السكوت عما يستفيد لبنان من مياه الوزاني والحاصباني التي لا تتعدى ستة ملايين متر مكعب من المياه وهو الذي له حق بخميس مليون متر مكعب وشكواه الذي تقدم بها الى مجلس الامن ما زالت دون نتيجة!!

يروّج البعض في كتاباته عن مبادرة ترعاها اطراف باتت معروفة امام الرأي العام اللبناني والعربي وجوهرها ان لبنان اولى من غيره استلحاقاً بموكب التطبيع مع الكيان الغاصب، وان معاناته من تبعات “الهوى” الفلسطيني تفوق قدراته وطاقاته وانه لولا بلاء السلاح الخارج عن السلطة وعن شرعيتها لكان آمناً مزدهراً وسيداً على ارضه واجوائه ومياهه الاقليمية.

وهؤلاء لا يكلفون خاطرهم الاعتراف ان افتقاد لبنان – منذ نشأته – الى سلطة وطنية جامعة موحدة للكيان اللبناني هو من أتاح لحملة السلاح ان يحملوه ويرفعونه عالياً في وجه جيش الغزو والاستيطان.

ان موقفهم هذا يقصد به النأي بلبنان عن قضايا الاقليم واهمها قضية فلسطين حتى ينعم البلد بالبحبوحة وبمرقد العنزة التي لم يبق لها مرعى اخضر تأوي اليه لا هي ولا صاحبها.

ونقول اخيراً لا آخراً،

ان كل محاولة لتصوير مشكلة لبنان مع الكيان الصهيوني تعود الى وجود مقاومة على ارضه هي محاولة تتجاهل حقيقة المشروع الصهيوني كمشروع عدواني توسعي وعنصري وكل ما تحدثنا عنه آنفاً وغيره كثير حصل حين لم يكن في لبنان لا مقاومة فلسطينية ولا مقاومة لبنانية هذا من جهة، ومن جهة اخرى فالمحاولة تتجاهل كتابات وتحذيرات لبنانيين كبار منذ اوائل القرن الماضي وبعضهم ليس آتياً من بيئات قومية او عربية او يسارية مثل ابن غوسطا الكسرواتية الاب بولس عبود الى المفكر الكبير نجيب عازوري الى فيلسوف الكيان اللبناني ميشال شيحا الى حامل الرسالة اللبنانية ميشال إده الى الوزير والنائب السابق موريس الجميل

الى الدكتور بشاره دهان وجمعية “كل مواطن خفير” وغيرهم كثر بما فيهم الاطروحة الشهيرة للدكتور شارل مالك قبل ان يتخذ موقفاً سياسياً قريباً من واشنطن ومشروع إيزنهاور.

بالله عليكم في فكركم وعقيدتكم ودستوركم وموقفكم انكم ضد التوطين، فكيف السبيل الى ذلك هل هناك غير القوة؟؟

فكيف بناؤها هل بالتسويق للاستسلام فهذا امر خياني، ام هي في تبني ثقافة المقاومة فهذا امر يؤكد الحق وينتصر به، فعليكم الاختيار.

كفى نريدها:

قليلاً من الكرامة والعنفوان،

قليلاً من الوطنية والتمسك بالحقوق الشرعية السيادية،

ايها المفكرون والمثقفون والادباء والفلاسفة عززوا خارطة طريق وثقافة المقاومة لنعمل لها وبها جميعاً لحماية لبنان وردع اعدائه ولا توجهوا الشعب للإستسلام والخنوع والخوف والخضوع لإملاءاتهم.

* الامين العام السابق لاتحاد المحامين العرب

بيروت في 14/9/2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here