من تجاربي

من تجاربي، الدكتور صالح الورداني
———-
من خلال عدة عقود قضيتها وسط الفرق والمذاهب، واحتككت من خلالها بالعديد من الرموز والشخصيات خرجت بالتائج التالية:
أن الحكم على أي فرقة أو مذهب يكون على أساس قواعد ثلاث :
الأولى تتركز في الرأس أي إمام الفرقة أو المذهب..
الثانية الطرح أي المحتوى العقدي أو المذهبي..
الثالثة الأتباع..
وقد قدر لى أن احتك بفرقة اليماني التي يتزعمها المدعو أحمد الحسن فوجدته لا يملك أية مقومات علمية ولا تاريخ له ولا تجارب..
ووجدت طرحه واه ومنقول ويعتمد على روايات محل خلاف في مضمونها وسندها..
ولا يتفق مع مفهوم الدين وأهدافه..
واكتشفت أن هذه الفرقة تملك امكانيات هائلة لا تتناسب مع حجمها..
وكان أتباعه قد أرسلوا لى منشوراته كى اتولى طبعها ونشرها في مصر ، ولما أعدت قراءتها وجدتها مليئة بالأخطاء العلمية واللغوية، فاعترضت عليها..
فقال لى كبيرهم – وهو مقيم في دبي- : كلام الإمام لا يمس..
ومن بين هذه المنشورات منشور يهاجم قواعد النحو والصرف..
وكان هجوم هذه الفرقة على لغة القرآن بالإضافة إلى امكانياتهم الكبيرة وإقامتهم في دبي التي تعد من مراكز الاستخبارات العالمية، هذا وغيره قد دفع بى للشك في هذه الفرقة..
وفوق هذا وجدت أتباعها من العوام ليس بينهم فقيه أو كبير..
ومن هنا حكمت على هذه الفرقة بالزيغ والضلال..
وكذلك الأمر بالنسية للفرق الوهابية السلفية والفرق التكفيرية القتالية..
والفرق الباطنية كالإسماعيلية والعلوية والدروز..
والبهائية والقاديانية..
وهذه الفرق جميعها لا تملك الرأس ولا تملك الطرح لكنها تملك الأتباع..
وكثرة الأتباع لا تعد من الحجج على صحة المذهب أو الطرح..
والقرآن ركز على القلة ولم يركز على الكثرة..
والقاديانية أو الجماعة الإسلامية الأحمدية كما تسمى نفسها قامت بدعم من الانجليز في الهند ، كما هو حال البهائية في إيران والوهابية في جزيرة العرب..
وطرح إمام القاديانية من يسمونه بالمسيح الموعود أو المهدي أو أمير المؤمنين ، هو طرح سلبي أشبه بالطرح الصوفي ولا يعايش الواقع، ولا شأن له بما يجري في واقع المسلمين..
وقد وقع في متاهة التراث السني وخرافاته..
وكيف للمسيح الموعود أن يجهل حقيقة أهل البيت وقيمتهم..؟
وليس له أثر أو معجزة أو كرامة ملموسة..؟
وكيف يتبنى روايات ابوهريرة وأمثاله..؟
أما ما يتعلق بالرموز والشخصيات فالقاعدة أن تسليط الأضواء على شخصية ما في مجال الدين أو الثقافة يوجب الشك فيه..
وهو ما يدفع بنا إلى الإرتياب في هؤلاء الدعاة والمبلغين الذين يظهرون فجأة في واقع المسلمين وتتهافت عليها القنوات الفضائية والصحف والإذاعات ، خاصة إذا كانت هذه القنوات والصحف والإذاعات تتبع جهات نفطية وسعودية..
وهذا التهافت هو نوع من الصناعة لهذه الشخصيات وتكبيرها بهدف استثمارها في إثارة الفوضى والبلبلة بين المسلمين ..
ولما كنت من العاملين في الحقل الإعلامي فقد عاصرت هذه الصناعة، وكيف كانت الأبواب مغلقة في وجهي ومفتوحة على مصارعها أمام عناصر مشبوهة هى التي تهيمن على الساحة الإعلامية في مصر اليوم..
ومن الغرائب التي عايشتها ولفتت انتباهي في مصر أولئك الأشخاص الذين عايشتهم وتعاملت معهم ممن يحملون اسم – وليس لقب- سيد ، وهم من شرائح متنوعة ومختلفة..
وجميعهم كانوا على درجة من السوء ، وهو ما دفعني إلى رصد هذه الظاهرة وتحذير الآخرين ممن يتسمون بهذا الاسم..
والبحث عن جواب هذا السؤال : لماذا كل من يحمل اسم سيد هو سئ..؟
وما وصلت إليه أن سبب ذلك يعود إلى تلك الحملة المعادية للتشيع التي شنت على الأشراف من أبناء أهل البيت في مصر بعد إسقاط الدولة الفاطمية الذين كانوا يحملون لقب السيد..
وقد عمل أعداء التشيع على إشاعة لقب سيد بين العامة وخاصة الطبقات الدنيا منهم التي تلقفت هذا اللقب وتسمت به وهى بالطبع لا تستحقه..
ومنذ ذلك الحين أصبح اسم سيد مشاعاً يستتر به الكثير من أهل الوضاعة من أجل التفاخر والتعالي به..
وهو ما يعد صورة من صور السرقة، تضع صاحبها في دائرة الشبهات..
وهكذا أصبحت مصر البلد الوحيد في العالم الذي يتسمى فيه الرجال باسم سيد والنساء باسم سيده، بينما دول العالم الأخرى تتخذه لقبا يرتبط بكبار الشخصيات..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here