فلسطين ليست للبيع ..كذلك القدوة والقيادة !

فلسطين ليست للبيع ..كذلك القدوة والقيادة !

احمد الحاج

كانوا يعتقدون والى وقت قريب بأن”دورات صناعة القادة”الدولارية ،الطيارية ،الفضائية، الوهمية ،الكوبي بيستية،التي تكاثرت بالانشطار عربيا ستصنع اجيالا يقودهم-افذاذ محنكون – الى المجد والعلا في كل الميادين،الا أن الذي حدث واقعا هو أن الكثير من دورات وشهادات “صناعة القادة “تلك تحولت الى اسواق للنخاسة مهمتها هي سوق القطيع كله الى -التركيع ، التخنيغ ،التطبيع – مع الكيان المسخ ، والمطلوب حاليا ليس صناعة قادة -كيوت وسبايكي وبناطيل جينز مرقعة واجساد تغص بالوشوم واياد وأكف رجالية مملوءة بالاساور والخواتم ، علاوة على بناطيل طيحني وزحلكني ونزلني والترويج للشذوذ والانحراف عبر ثلاث جلسات تحت التكييف وبالعملة الصعبة مع بريك – كيك ونسكافيه وهههه ،هاهاها تئبرني ممكن رقم الهاتف “النشال”تبعك للتواصل والاتصال على الخاص والعام – المطلوب اليوم هو صناعة “قدوات “تقدم كل ما عندها حسبة لخدمة القضية يتم صناعتها تحت أشعة الشمس المحرقة ..فوق الثلج ..تحت المطر..في اماكن انتشار الاوبئة والامراض والكوارث والفتن ..في مخيمات النازحين والمهجرين ..في عشوائيات الكادحين والمشردين ..في دور الايتام والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين ..اما عن القاعات -النسكافية- المبردة والمكيفة بفنادق خمس نجوم فإنها لاتصنع قادة ،الساحات والميادين المغبرة وحدها من تصنعهم لاسيما وان القائد الذي يتخرج من دورة بـ 300–$- لايأتيها عادة الا بسيارة حديثة وآيفون 11 لايمتلك من سيقودهم مستقبلا سوى صورها فقط ،بل انهم لايمتلكون حتى ثمن دراجة هوائية مستعملة والبون شاسع بين الفكرين والمنطقين والمجتمعين ، انها دورات طبقية بإمتياز اكثر منها قيادية تستهدف الاثرياء وجيوبهم فحسب من دون الفقراء ،واتحدى أن تقام دورة واحدة منها في منطقة شعبية مغرقة بالفقر والجوع والبطالة مجانا أو بأسعار رمزية ،لأنه وعلى ما يبدو بأن القيادات -الزرق ورقية -لا تصنع الا “بفلووووس” ،ايها الورقيون فلسطين ليست للبيع ..كذلك القدوة والقيادة !
وبما اننا نتحدث هنا عن -التطبيع – مع الكيان الصهيوني المسخ فدعوني استعير جانبا من وحي الغابة واقول ،ان “مهمة الجزارهي إقناع الخراف بأن الذئب هو أكبر خطر يتهددها أملا بأن تنتظم في طوابير طويلة من دون إعتراض ولاصخب ولاضجيج ولا حتى محاولة التفكير بالهروب من الحظيرة وهي في طريقها الى..المجزرة ،كل الطغاة يفعلون ذلك ويصنعون عدوا أو يضخمونه لسوق شعوبهم الى المجزرة ولو بالاستعانة بذئب مستأجر له حصة من غنائم ما بعد السلخ ، وانوه الى انه وعندما تفر الخراف الضالة من ذئب صائل للاحتماء بالجزار والمجزرة = موتا محققا لا محالة فعلى الذئب،أن “يشرح وبوضوح تام أسباب صولته تلك وسوقه الخراف الى حتفها وعليه أن يثبت وبالأدلة القاطعة بأنه يكره الجزر والمجزرة حقيقة لا تنظيرا فحسب “اذ لعله يكون مشتركا ومتآمرا مع الجزار في تبادل الادوار ..عن الفرار الى الكيان المسخ والهرولة الجماعية الى التطبيع مع الجزار خوفا وهربا من صولة بعض دول الجوار أتحدث !
واضيف ياسادة ياكرام بأنك واذا ما تلمست زيادة في تغييب الوعي الجمعي عبر تدفق عشرات الاخبارالتافهة والزائفة والشائعات ” وفاة فلان الفلاني وهو لم يمت بعد ، طلاق الفنانة علان العلاني وهي لم تطلق بعد ، شاهد غادة عبد الرازق بملابس البحر ..هيفاء وهبي تثير ضجة بفستان مهرجان كذا وكذا ..شوف آخر اطلالة للفنانة نانسي عجرم ، تجنن موت ” ومثلها المئات على مدار الساعة في مواقع التواصل ،فأعلم يارعاك الله بأن كارثة كبرى تحاك للجماهير في الخفاء بزمن الترقيع والتركيع والتطبيع لكي تمر العاصفة بسلام على الحكام المطبعين فضلا عن الحكام – المشتهين والمستحين – ممن يتمنون التطبيع الا انهم يخشون آخر ماتبقى من ضمائر وطنية حية في بلدانهم وبين شعوبهم ، حيث لاتجد الانظمة الحاكمة بدا من تطبيق واحد أو اكثر من قواعد “نعوم تشومسكي “العشرة دفعة واحدة ضمن استراتيجية السيطرة والتحكم بالشعوب التي تبدأ بالالهاء ولاتنتهي بمعرفة الافراد اكثر مما يعرفون انفسهم ، فضلا عن تشتيت العقول وتدويخ الافكار والجمجمة كل ذلك لتحويل انتباه الرّأي العام عن كارثة او مجموعة كوارث حقيقية تحصل على ارض الواقع وتهدد الجميع وتحيطهم بالخطر وأخطرها ولاريب التطبيع مع الكيان الصهيوني .
اما على صعيد الاخر – صعيد المجعجعين بتحرير فلسطين والقدس والاقصى – مع ان التأريخ لم يسجل لهم شهيدا واحدا ارتقى على ثرى اولى القبلتين وثالث الحرمين وكل طرقهم المزعومة الى القدس يجب ان تمر على وصفهم عبر العواصم العربية فأقول بأن ” كثرة الثرثرة بالشعارات والمشاريع الكبرى من دون تحقيق ولاتحويل ولو جزء يسير منها الى واقع حال ملموس ، ستعمل عملا مضادا وتصبح هي داء الامة بعد ان كانت في يوم ما دواءها بغياب رجالها الحق وبقاء المتردية والنطيحة الا ما رحم ربك، وجماع ذلك كله ” لاتجعجع ولاتمعمع ” ارنا صدق شعاراتك ومشاعرك واقعا لا ادعاء واصدح بها في الميادين والساحات عاليا وواقعا لنرى صدقها ونسمع !اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here