قراءة سريعة في صناعة الطيران العراقي بعد ٢٠٠٣ المعطيات والدلائل

الكابتن نمير القيسي

بعد ٢٠٠٣ حدث انفتاح غير مسبوق في صناعه الطيران العراقي جعل كل من هب ودب يؤسس شركه طيران لدوافع شتى . منها دوافع سياسيه ومنها دوافع تجاريه وبعضها لاثبات الذات حيث تم تأسيس بين ١٢ – ١٨ شركه بأول خمس سنوات من سنه ٢٠٠٣ الى سنه ٢٠٠٨ قسم من هذه الشركات تاسست فقط عالورق وقسم من هذه الشركات تاسست ولكنها لم تقم باي عمليات وفسم منها استمرت بعمليات بسيطه وبطائرات مؤجره وقسم من هذه الشركات تاسست خارج العراق ولكن كل عملياتها تتم من داخل العراق . ومن الجدير بالذكر ان خمس شركات من هذه الشركات هي شركات كرديه , حيث حاول الإقليم انشاء وتاسيس شركه خاصه بالاكراد تكون بمثابه الناقل الوطني الكردي باسم كوردستان ايرلاينز وبعض هذه الشركات هي شركات تشارتر مثل شركه ازمر والتي اتجهت فيما بعد لتكون شركه لخدمات شركات الطيران ولم تستمر بعملياتها كشركه طيران ولكنها الان افضل شركه خدمات طيران في العراق بدات عملياتها سنه ٢٠٠٥بين سليمانيه وامستردام .وهناك شركات تاسست في جنوب افريقيا مثل شركه بغداد اير وشركات أخرى تعمل مع شركات ACMI وتشغل خطوط مع العراق ومطارات كوردستان بالتحديد .

والان نعطي مختصر عن كل شركه ونبدا بي,

١- بغداد اير Baghdad Air تاسست في جنوب افريقيا , لايوجد أي اثار لعملياتها او نوع الطائرات التي استخدمتها ويعتقد انها من ضمن الشركات التي كانت طارئه عالوضع واستغل أصحاب هذه الشركة حاجه القوات الامريكيه الى جهد لوجستي عالي واستطاعوا الحصول على عقود مع الجيش الأمريكي .

٢- الناصر ومن ثم اجنحه الناصر والتي بالاصل كانت تحمل اسم طيبه للطيران وهي شركه تاسست بالتعاون مع الحكومه العراقيه في تسعينات القرن الماضي باداره عائله الخوام ومقرها عمان الأردن وقد وضعت الشركة في سنه ٢٠١٩على القائمه السوداء بعد فضيحه التعاون بصفقه طائرات الايربص ٣٤٠ التي حولتها الى ايران وقد تحولت كل أصولها الى شركه جديده تم انشائها تحت اسم اور ومازالت شركه اور متعثره بسبب ان أصول الشركة الأولى اجنحه الناصر تقع تحت طائله عقوبات لجنه الأمم المتحدة كما نوهت لذلك الصفحه في مقالات سابقه بالوثائق.

٣- ازمر AZMAR AIRLINES تاسست سنه ٢٠٠٤ واسستها مجموعه بياد التابعه لصحبها الثري الكوردي بياد جمال علي وهو نفسه وكيل شركه سامسونج بالعراق وكانت رحلاتها بين ثلاث دول هي السويد وألمانيا والعراق وبتركيز على الاكراد العراقيين المقيمين في هذه الدول عن طريق تشغيل رحلاتها بثلاث طائرات واحد من طراز بوينغ ٧٣٧-٢٠٠ القديمه وطائرتين اخرتان من طراز DC-9 ,والتشغيل عن طريق شركه JET TRAN AIR الرومانيه وتوقفت بعد ثلاث سنوات واختفت شركه ازمر

٤-بن فرناس BIN FERNAS هذه الشركة غريبه نوعا ما حيث ان موسسها بنكلاديشي يحمل الجنسيه البريطانيه والشركه مسجله في جزيره جيرسي التابعه للتاج البريطاني والواقعه قبالت السواحل الفرنسيه وعملت هذه الشركة رحلات بين بريطانيا وبنكلاديش وباكستان وذلك لخدمه الجاليه البنغاليه المسلمه في بريطانيا لزياره العتبات المقدسه بالعراق ولكنها لم تستمر الا لاسابيع قليله وأعلنت افلاسها وكانت طائراتها من طراز JET STREAM بمحركين مروحيين

٥- فلاي عراقنا Fly Iraquna افلست حتى قبل ان تبدي

٦- عشتار ايرلاينز ISHTAR AIRLINES تم تاسيسها في دبي براس مال عراقي وباداره رئيس الشركة مؤيد حسن ونائب الرئيس رمزي شعبان وكانت عملياتها فقط بين بفداد ودبي وبطائره واحده من طراز بوينغ ٧٢٧-٢٠٠ عن طريق مشغل شركه افريقيه اسمها AFRICAN EXPRES AIRWAYS وطائرتين من طراز ٢٠٠-٧٣٧ احدهما تم بيعها للخطوط الجويه العراقيه بصفقه مشبوه والأخرى كانت ايجار من شركه DOLPHIN السيئه الصيت والتي عليها علامات استفهام كثيره.

٧- كورك KOREK شركه كرديه أيضا وتابعه لشركه كورك للهاتف النقال تدير عملياتها شركه تاجير طائرات باسم MAP JET بطائره من طراز MD-83 الشركة فتحت أبوابها لمده ثلاث أسابيع فقط ومن ثم أختفت الشركة.

٨- الخطوط الجويه الكردستانيه KURDISTAN AIRLINES .

تاسست سنه ٢٠٠٤ في دبي , يعتقد بانها تابعه لحكومه الإقليم ومركز عملياتها في مطار أربيل بإدارة يحيى محمد علي وتملك الشركة في حينها طائره واحده من طراز بوينغ ٢٠٠ـ٧٣٧ وقد انتهت عملياتها سنه ٢٠١٠.

٩- مكنوليا ايرلاينز Magnolia Airlines: مثيره جدا للشكوك ولاتوجد أي معلومات عنها سوى مقرها في السليمانيه وانها عملت لمده اربع سنوات .

١٠- ميسوبوتيميا اير MESOPOTAMIA AIR : تاسست في السليمانيه وتخدم ثلاث مدن هي أمستردام وفرانكفورت ولندن كاتويك عبر فيينا بتشغيل طائرتين قديمتين متهالكتين من طراز بوينغ ٢٠٠-٧٣٧ وبريتش ايرو سبيس Bae 146-200 , وعن طريق مشغل اسمه AL-IRAQIA AIR TRAVEL GmbH وهي شركه المانيه مقرها في فرانكفورت وتعمل تحت اسمه شركه المانيه أخرى اسمها Horus air travel & Cargo GmbH ومقرها أيضا في فرانكفورت , لم تتجاوز مده عملها السنه مابين ٢٠٠٦و ٢٠٠٧ وتوقفت نهائيا واختفت الشركة سنه ٢٠٠٨.

١١- ساوان ايرلاينز SAWAN AIRLINES : شركه كرديه وتعتبر اول شركه طيران كرديه تم تاسيسها بالتاريخ العراقي أسست بشراكه مجموعه من رجال الاعمال الكورد يقودهم رجل الاعمال الكوردي كاوا بسراني KAWA BESARANI( من المحتمل اسم العائله هو برزاني ). اول طيران لها كان في تاريخ ٢٦ اوكتوبر ٢٠٠٥من مطار ستناستيد في لندن بطاقم يوناني والماني ولاتوجد معلومات عن نوع وطراز الطائرات المستخدمه في حينها.

١٢- دجله للطيران Tigris Air شركه عراقيه تاسست سنه ٢٠٠٥ وتوقفت اعمالها سنه ٢٠٠٩ ومقرها كان في مطار بغداد الدولي وهي شلركه جارتر وليس طيران مجدول وكانت تشغل طائره بوينغ قديمه من طراز ٧٢٧ والسبب هو توفر طيارين عراقيين لقيادتها في ذلك الوقت .

١٣- زاكروس جت ZAGROS JET : هنا يجب ان نفرق بين شركه زاكروس جت الكرديه وشكه زاكروس ايرلاينز الايرانيه . زاكروس جت هي الشركة الكرديه الوحيده التي عملت بشكل سليم من سنه ٢٠٠٥ وحتى توقف عملياتها نهائيا سنه ٢٠١٨ مع احتفاضها باجازه المشغل الجوي العراقيه الصادره من سلطه الطيران العراقيه, وكانت تخدم خمس دول من ضمنها العراق هي أذربيجان وتركيا لمدينيتن ومدينتين اوربيه هي أوسلو في النرويج وامستردام الهولنديه كان مقرها في أربيل وتشغل طائره واحده من طراز ايرباص ٣٢٠ مستأجره من شركه طيرانOnur Air التركيه كانت هي الشريك مع زاكروس جت وتوقفت اعمالها بسبب خلاف في اداره الشركة العليا والتي كان مديرها التنفيذي السيد موفق حميد البرزاني . ومن الجدير بالذكر ان طيارين الشركة كلهم عراقيين.

هناك شركات أخرى عملت فقط مع العراق مثل شركه جوبيتير و دولفين وميلاد وشركات شحن جوي أخرى كلها توقفت لاسباب سوف ناتي على تفصيلها في بحث قادم.

بعد هذا التقديم المختصر جدا بالمعلومات البسيطه يتبين التالي :

١- مقدار حاجه واستيعاب السوق العراقيه لشركات طيران أخرى .

٢- ضعف واضح بالاداره العليا للشركات مع استخدام طائرات متهالكه وقديمه .

٣- عدم وجود تخطيط بعيد الأمد , كان صفه مميزه لجميع الشركات تقريبا.

٤- نلاحظ اغلب الشركات اما كرديه او تاسست مقارها في كردستان وهذا يعطي انطباع عن تفهم السياسيين ورجال الاعمال الكرد لضروره واهميه النقل الجوي للإقليم .

٥- الشركات العراقيه الأخرى كانت انيه ونتيجه حاجه ظهرت في حينها ولم تكن ذات رؤيا مستقبليه لحاجه العراق للنقل الجوي . وتحت شعار اضرب واهرب أي حصل على المال وبعدين الله كريم واغلب هذه الشركات عملت كشركات دعم لوجستي للجيش الأمريكي وللشركات الامريكيه.

والان يظهر سوال مهم لماذا لم تظهر شركات طيران أخرى عدى فلاي بغداد بعد ان افلست او أغلقت الشركات أعلاه؟

هل للناقل الوطني علاقه بذلك ؟

لماذا اختفت شركه الحج والعمره ؟

اين شركات الشحن الجوي؟

هل ان تأسيس شركه طيران أخرى له علاقه بهيمنه خارجيه تريد ان تبقى مستفاده من ضعف العراقيين في اداره سوقهم وبالتالي استحواذ هذه الجهات الخارجيه على اكثر من ٧٠٪ من السوق العراقيه كما بينها تقرير سلطه الطيران العراقيه للربع الأول من عام ٢٠٢٠؟

الموضوع يحتاج لنقاش عميق من قبل الساده المتابعين

وانتظرونا في تقرير اخر عن الشركات الاخرى العامله حاليا في العراق وطريقه عملها وهل هذه الشركات واجهه لاعمال اخرى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here