محمد الفاهم
يتعرّض الحشد الشعبي وبشكل مُنظّم وجلي للأسف الشديد، إلى حملة تشويه واستهداف واسعة النطاق منذ إنطلاق الاحتجاجات المطلبية في تشرين الماضي 2019، في محاولةٍ لوضع إسمه مقترناً بالعنف الذي طال المتظاهرين وأيضاً اتهامه بإضعاف الدولة العراقية وتقويض نظامها.
وهذا الأمر يستدعي الرد من كل منصف عبر تذكير من يريد أن يتناسى تضحيات الحشد من أجل العراق وشعبه، بأنه صاحب الفضل الكبير في حماية البلاد والوقوف في مواجهة النار منذ اليوم الأول لهجوم “داعش” في صيف عام 2014 اي قبل أكثر من ستة أعوام، بعد أن ارتعد الجميع وبلغت القلوب الحناجر ساعة النزال!
وما يزال المقاتلون والقيادات الميدانية للحشد- بالرغم من حملات التشويه والتنكيل بحقهم- ينامون مع الموت ويطاردون الخطر ويزحفون على النار، لكي تنعم المدن والقرى بالأمن والأمان.
وإذا ما استعرضنا حملات استهداف الحشد الشعبي، نجد أنها ليست عشوائية واعتباطية، بل منظمة ومدروسة ومحسوبة النتائج، تقف وراءها جيوش الكترونية ترصد كل صغيرةٍ وكبيرة وتجتزأ كل تصريح من سياقه الصحيح يُذكر بحقوق الحشد وتضحياته لأجل العراق وشعبه، للويهِ كما تلوى رقاب الحقيقة كثيراً في العراق! لتبدأ في ظاهرها حملة استهدف صاحب الرأي والمدافع عن الحشد، ولكن في باطنها وحقيقتها تستهدف الحشد أولاً وأخيراً للنيل منه وشيطنته.
وقد ظهر ذلك جلياً في حملة الاستهداف والتسقيط الأخيرة التي تعرض لها النائب أحمد الأسدي في منصات التواصل الاجتماعي من قبل الجيوش الإلكترونية، بعد عدة تصريحات أدلى بها تدافع عن حقوق الحشد خلال استضافته في إحدى القنوات الفضائية المحلية.
وما يؤكد أن تلك الحملات منظمة ضد الحشد، إن الأسدي وخلال استضافته أكّد في كثيرٍ من المرات على دعم الدولة وضرورة فرض القانون ومحاسبة المتجاوزين على السلطة والقوات الأمنية وأعلنها صريحة وواضحة؛ الرفض القاطع لاستهداف البعثات الدبلوماسية ومصالحها، إلا أن عين السخط تبدي المساوئا! كما يقول الإمام الشافعي رحمه الله!
وهذه الهجمة الإلكترونية على النائب الأسدي، ليست بجديدة، فقد تعرض من قبله نوّاب وسياسيون ورجال دين وكتاب، أمثال شيخ عشائر الغربية وصفي العاصي ونواب من أمثال نعم العبودي وفالح الخزعلي والمحلل السياسي عبد الأمير العبودي والكثير غيرهم لا تسعفني ذاكرتي ولا المقال لذكرهم، وسيكون عرضة للاستهداف والتسقيط في مواقع التواصل الأجتماعي والمنابر الإعلامية المعادية للحشد، كل من يفكر أن يدافع عن أبناء الحشد ويذكر بتضحياته، والهدف الأساسي من تلك الحملات هو الحشد أولاً وأخيراً!
وفي النهاية، حملات التشويه والاستهداف لن تكون الأخيرة بحق النوّاب والقيادات السياسية العراقية التي تدافع عن أبناء الحشد الشعبي الذين لم يلقوا التقدير والإنصاف المطلوب من قبل الحكومات والقيادات السياسية ولم ينل أبطاله المجاهدين في صفوفهِ حقوقهم التي تليق بهم، مع أن كل شهيد من الحشد هو رمز بطولة وكل جريح هو رمز تضحية وكل مرابط في ساحات الحرب؛ رمز صمود وإباء.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط