الضالون

الضالون، الدكتور صالح الورداني
————-
قال تعالى:{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا . أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا . ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ً}الكهف/ 106:103
وهم الذين يأتون بالأعمال يظنونها طاعات وهي في حقيقتها معاصي، وإن كانت طاعات لكنها لا تقبل منهم..
والضال لا يعتقد بضلال نفسه ، كما الكافر لا يعتقد بكفره..
والحكام الذين يقتلون شعوبهم ويخربون أوطانهم بحجة الصالح العام هم ضالون يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..
ورجال الأمن الذين يعذبون الناس ويقتلونهم تحت التعذيب هم ضالون أيضاً يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..
وهم يفعلون ذلك بأوامر الحكام التي هى عندهم فوق كلام الله..
وفقهاء المذاهب الذين يزينون الخرافات والاضاليل ويعيشون على صكوك الغفران..
وفقهاء السلاطين الذين يزينون للحكام سوء عملهم هم ضالون يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..
والسلفيون الوهابيون والفرق القتالية هم ضالون يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..
وأهل الرقص والغناء والمشخصين وسدنة الحكام من الصحفيين والإذاعيين والسياسيين الذين صور لهم دجال العصر أنهم يؤدون خدمة وطنية هم ضالون يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
وكذلك الذين يعيشون في غيبوبة عن واقعهم وما يجرى حولهم هم ضالون..
والذين يطعنون في الاتقياء والشرفاء بغير علم وينشرون الشاءعات حولهم هم ضالون..
ضالون عن حقيقة الدين وعن الخلق القويم..
وخسارة العمل وضلال السعي ناتج بسبب افتقاد قاعدة الإيمان بآيات الله..
والإيمان بلقاءه..
وآيات الله هى كلماته..
والحكام وسدنتهم وفقهاء السلاطين والفرق وأهل اللهو في عزلة وغيبوبة عن كلمات الله..
وكلمات الرجال عندهم مقدمة على كلمات الله..
قال سبحانه:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} الجاثية/23
والإيمان بلقاء الله يحرر المرء من عبادة الدنيا..
ويباعد بينه وبين الظلم والفساد..
وبالتالي سوف تكون أعماله صالحة مقبولة..
ولن يكون صورة من الضالين الأخسرين أعمالاً..
وسوف يكون له يوم القيامة وزناً..
وهذا هو النور..
قال تعالى:{ ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور} النور/40
ونور الله هو كتابه وهو العاصم من الضلال..
وقد أخطأ الكثير من المفسرين الذين اعتبروا المغضوب عليهم والضالين في سورة الفاتحة هم اليهود والنصارى ،فمن الممكن أن يكونوا المسلمين أيضا الذين يزدحم واقعهم بالمذاهب الضالة والمغضوب عليهم من الساسة والفقهاء والإرهابيين..
ولا يعد الانحراف عن المذاهب او رفض الروايات صورة من صور الضلال بل هو صورة من صور الرشد الذى يقود الهداية..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here