العمامة وهل تكرم لابسها ام هو يكرمها والاتجار عند البعض بها في العراق

جسار صالح المفتي

اليوم نرى أن الرجل المعمم في العراق صار يشغل أكثر من منصب، فأصبح الرجل المعمم هو القائد لتيار سياسي أو رئيس لكتلة برلمانية أو مسؤول يشكل القوائم الانتخابية، وأصبح يشرف على تشكيل الكابينة الحكومية، ويقود الجيش، ويضع الخطط الاقتصادية، ويحدد المناهج الدراسية، ويتحدث في الأمن والثقافة والتجارة.

عندما يخطأ الرجل المعمم أو يسرق أموال الدولة والشعب أو ينحرف، فلا يستطيع القضاء محاسبته، لأنه رجل مقدس ويصبح مجرد انتقاده طريق يفضي بصاحبه إلى الموت.

اليوم نرى في العراق أن أغلب رجال الدين الذين يرتدون العمائم بألوانها ودرجاتها ومسمياته ومذاهبهم ومشاربهم وفرقها، هم من ألد أعداء أبناء العراق، فهم الذين دمروا المجتمع العراقي ومزقوا إلى أشلاء متناحرة وزرعوا الفتن الطائفية بين مكونات المجتمع من مبدأ فرق تسد، وحولوا الدين إلى سلعة تباع إلى من تمعن بتجاهلهم وتفعيلهم وتظليلهم وسرقة أموالهم واستعبادهم والتحكم السافر بمصيرهم.

أصبح الرجل المعمم في العراق هو الآمر الناهي وهو المشرع وهو التاجر الذي يبيع ويشتري بمصائر الشعب العراقي. فالعمائم الطائفية بصنفيها الشيعي والسني صار لها منابر وأصوات ومستمعين ومؤيدين ومليشيات يأتمرون بإمرتها، وما تنفثه من سموم وأحقاد ودعوات لسفك دماء الأبرياء واحتقار وجودهم في كل مكان.

اليوم لا يتردد رجال المرجعية في النجف أو إيران بإستباحة الدم والمال والعرض، فأصبح دم العراقي على العراقي حلال، والمواطن الذي لا يؤمن بما يؤمن بما تؤمن به المرجعية يصبح العدو اللدود لها.

عمائم سوء وثبور وعدوان على القيم الإنسانية والحياة البشرية، فهي تشرك بربها، وتجهز على دينها الذي تبشر به، وتسمي نفسها ما تسمي، وهي التي تدين بالشر والمنكر والبغضاء والكراهية والعدوانية، وأصحابها يدعون أنهم “رجال دين” ولكن ماهم بذلك، فهم عبارة عن رجال أعمال أو بالأحرى تجار دين، فهم تجار مارقون، البشر الجاهل بضاعتهم، ويدلون الناس بأقوالهم على ما يساهم في تثمير مشاريعهم العدوانية على الدين وأهله، لأن في ذلك ربح وفير لتجارتهم المتسترة بالدين.

الرجل المعمم بمختلف ميوله، كل يغني على ليلاه وما أدراك ما هي، وما أكثر أصحاب العمائم وأشدهم عدوانية على ابناء جلدته. فتجار المرجعية لا يحرصون على تعليم الناس القراءة والكتابة وانما يحرصون على تشجيع الجهل والأمية والتخلف لأنها أفضل مستنقع لتكاثر عمائمهم الرجعية المتخلفة.

إن تجار الدين يتكاثرون كما تتكاثر الطفيليات بالعيش على المضيف والمضيف هنا هم الناس الجهلة والمتخلفين والاميين، فترى الفساد يتنامى وتسقط القيم والأخلاق كلما عظمت سطوة وعلت شوكت تاجر المرجعية الدينية، فهم يكنزون الذهب والفضة وتزداد ارصدتهم في البنوك والشعب يزداد فقرا وجوعا وجهلا.

إن أول خطوة للخروج من عباءة الفساد والظلم المستشري في البلاد تبدأ بالتخلص من جبروت طغاة المرجعية، والتحرر من قبضة العمائم لكي يعيش الشعب العراقي بحرية وكرامة، وإلا سوف نصبح نحن وأبناءنا كالعبيد والبضائع التي يتاجر بها وحوش المرجعية الرجعية في العراق وايران.

إن هجر دعاة الجهل والتخلف وطردهم من عقولنا وبيوتنا ومجتمعنا أصبح أمرا حتميا لأننا إن لم نفعل ذلك سوف نكون جهلة خانعين نتوسل ونتودد لعمائم السوء والتخلف ونعزز شرورها فنصبح نحن الغنائم والعبيد والأدوات التي تتحقق بها مآربها. يقول أحد المفكرين “إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله لا يحابي الجهلاء، فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو”.

تجارة الجنس السرية في العراق ..عندما يتحول بعض المعممين الى “قوادين

اغوار – لم يخطر ببال أحد أن ينتشر هذا “الوباء الاخلاقي” في العراق ، الا بعد الاحتلال الأميركي الذي مهد الطريق لاتساع نفوذ رجال الدين “المعممين” ، المرتبطين بنظام الملالي في ايران وخاصة بؤرة الدجل في مدينة قم .

هذا تحقيق استقصائي سري ل”بي بي سي نيوز عربي ” تم تصويره في بغداد وكربلاء، يكشف عن عالم سري من الاستغلال الجنسي للأطفال والنساء. يقوم بعض رجال الدين المعممين باستدراج الفتيات الضعيفات والمتاجرة بهن جنسياً مستخدمين ممارسة مثيرة للجدل ،ولا يسمح بها القانون العراقي هي “زواج المتعة” ،الذي يسمح للرجل بدفع أجر مقابل زوجة مؤقتة ،ولكن يستخدمه بعض رجال الدين لاستغلال النساء والأطفال مقابل أجر من المال.

مراسلة “بي بي سي عربي” نوال المقحفي تستمع إلى شهادات من فتيات ونساء مستضعفات، استدرجن لعقد زيجات متعة، أحياناً بمساعدة رجال دين. يُظهر التصوير السري كيف يمكن استغلال هذه الممارسة ،ويكشف عن رجل دين يعقد زواج متعة مع فتاة يعتقد أنها تبلغ من العمر 13 عاماً فقط.

ويشير فيلم بي بي سي الوثائقي إلى أن بعض رجال الدين يتصرفون كسماسرة ويقدمون غطاءً شرعياً لممارسات تتضمن اعتداءاتٍ جنسية على الأطفال.

ورصدت كاميرا مخفية رجال دين يصفون الضحايا من النساء والفتيات القصر بأنهم “عرائس حلال”.

ويعد “زواج المتعة” ممارسة مثيرة للجدل داخل المذاهب الفقهية الإسلامية وداخل المذهب الشيعي نفسه. لكن بعض مراجع الشيعة يبيحون هذا الزواج المؤقت على أن يدفع الرجل مهراً للمرأة مقابل ذلك.

وفي الدول المسلمة ذات الغالبية السنية، يؤدي ما يسمى بزواج “المسيار” وظيفة مماثلة، ويفترض أن هذا النوع من الزواج هدفه السماح للرجل بالزواج خلال فترة سفره، لكنه بات اليوم يستخدم للسماح للرجل والمرأة بالدخول في علاقة جنسية لفترة محددة.

وينقسم رجال الدين بشأن هذه الممارسة، إذ يرى بعضهم أنها تضفي الشرعية على علاقة تشبه الدعارة، وثمة جدل آخر بينهم بشأن تحديد المدة القصيرة التي قد يستغرقها هذا النوع من الزواج.

العمامة الدينية والسياسة و التقديس *** بدءاً ضد تدخل أي عمامة في السياسة مطلقا لأن العمامة تمثل سلطة الزي مثلها مثل بيرية العسكر خاصة في مجتمعنا الذي لا يزال يعاني من عقد التخلف ويشعر بالدونية تجاه السادة أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله مع أن نصفهم على الأقل أدعياء وقد إزدهر الانتحال بعد أن إدعى صدام لنفسه نسبا نبويا كاذبا وفرض على كل منتسب لهذا النسب أن يستحصل على مشجرة نسب مصدقة فإزدهرت تجارة الأنساب وشكل لجنة في وزارة الداخلية لهذا الغرض لإقرار الأنساب وصار بعض المخبرين وعملاء أجهزة أمنه يسمون نسابة ثم بعد الاحتلال أصبح نصف الشعب العراقي سادة وأورد هذا ليس من باب الشئ بالشئ يذكر بل كونه ظاهرة إجتماعية خطيرة تغرق المجتمع في المزيد من التخلف وتستحق المتابعة لأنها وجه من وجوه الفساد

أعود الى أصل الموضوع وهو أن العمامة زي رجل الدين ومهمات رجل الدين معروفة حيث الوعظ والإرشاد وتأدية الواجبات الدينية وإرشاد الناس الى واجباتهم الدينية والقيام بدور إجتماعي في إشاعة الخير والصلاح والتوادد والتراحم بين الناس .

وللعمامة سلطة معنوية عالية في العرق كما هو معلوم وخاصة بين الشيعة وبالأخص بين فئاتهم الشعبية ولهذا فدخول صاحب العمامة الى السياسة يصحب معه ظرفا حادا من انعدام العدالة وغياب تكافؤ الفرص ومن يريد من المعممين العمل في السياسة فعليه أن يترك عمامته خارجها لأنه بالدخول الى عالم السياسة قد بدل مهنته وغير وظيفته كما أنه ينبغي له أن ينزه العمامة عما سيلحق بها من أضرار من خلال ممارساته او أخطائه إن وقعت ولأن سلطة الزي وهنا تتمثل بالعمامة يتمسك بها حتى من يغادر فكرا وإعتقادا ساحة الدين كداعية أو دعي العلمانية إياد جمال الدين أو ذاك الذي يجاهر على الملأ بالحاده المدعو أحمد القبانجي فيتهم نبي الإسلام بالكذب والإدعاء والقرآن بالركة والتناقض ولا جنة أو نار أو حساب او معاد ومع ذلك يمسك بكل قوته بعمامته على رأسه .

ومثلما لا يجوز للعسكري أن يتدخل في السياسة الا بعد إنهاء خدمته وخلع زيه فمن العدالة ومراعاة الحقوق أن يخلع المعمم زيه وينهي خدمته ويا أهلا به في عالم السياسة . ولكن ماذا عندما يكون المعمم فوق سلطته المعنوية مسلحا ولديه جيش جرار وأسلحة فتاكة والبلاد غارقة في الفوضى بلا ضوابط أو قوانين عندها سيكون حال المعمم كحال العسكري الذي ينزل الى الشارع بدباباته ويفرض سلطته وشخصه وقوانينه ومن اعترض فمتآمر على الثورة وخائن للوطن وهي عند المعمم يشن حربا على الله لا على شخص يختطف الله في الواقع ويتخذه رهينة يبتز بها الناس .

هذا الكلام مقدمة تنقلنا الى الحشد الشعبي الذي أضيفت اليه وأضفيت عليه كلمة المقدس وهي كلمة ابتزازية فلا مقدس على الأرض الا ما له علاقة وثيقة وحقة وموثوقة ومثبتة بالسماء وهذا الأمر محدود جدا وما عداه فلا أحد على الإطلاق ولا شيء مقدسا البتة ومن يدعي القدسية فليظهر لنا صك قداسته .

لا يجادل إثنان من العراقيين ّ إلا أن يكونا في جبهة العدو ّ في أدوار البطولة والتضحية ومعاني الفداء والشجاعة والبسالة التي أبداها المقاتلون المتطوعون الذين قاتلوا أكبر خطر يتهدد العراق في وجوده ووحدته ومصيره تحت راية وعنوان الحشد الشعبي إذا وحتى لا يساء الفهم وياتي من لا يحسن القراءة فيحمل كلماتي سوء فهمه مع أن هذه البطولة الأسطورية حقا تقتضي الوقوف عند عدد من الأمور أولها أنه تم زج أعداد هائلة من المقاتلين في معارك طاحنة لم تكن تقتضي هذا العدد الكبير بدون تأهيل أو تدريب أو إعداد فكانت النتيجة مجازر هائلة وضخمة راح ضجيتها آلاف الشباب والشيوخ بل وحتى الأطفال الذين ليس هناك أدنى مبرر لتوريطهم في مثل هذه المعارك من خلال إثارة حماسهم ومن لا يستطيع تخيل مدى الخسائر الكبرى التي لحقت بهؤلاء المقاتلين الأبطال فليذهب ويلق نظرة على مقابر النجف ويرى بعينه حجم المأساة لأن هؤلاء الشهداء ضحايا الفزعة والهوسة يخلفون أرامل وأيتاما وعوائل بلا معيل ولست من أنصار إعلاء شأن الشهادة المجانية وبدون ظرف حقيقي يوجبها والا تتحول الى عبث وإنتحار جماعي يدفع ثمنه الناس الأبرياء البسطاء ويتمتع بنتائجه وقطف ثماره المسؤولون ومن يسمون أنفسهم بقادة أو زعماء سواء كانوا سلاطين الدين أم الدنيا إن التضحية بهذا العدد الضخم من الشهداء أمر غير مسؤول بعض الوجوه المتزعمة المشهد تكتفي بزيارة بعض المناطق المحررة الآمنة لإلتقاط الصور بعد المعركة أو تمسك بيدها القرآن الكريم ليمر من تحته المتطوعون فتمنح صكوك الشهادة والتبريك بها سلفا ولا يختلف منصف مع باحث عن الحق أن هذا المعمم لص قذر وحرامي جشع ومزور كبير والعمل كله في الحالتين ضحك على الناس وتلاعب بمشاعرهم من طبقة سياسية قذرة لا تتوانى عن فعل أي شيء يخدم مصالحها وبينما يموت أبناء الناس في سوح الوغى يتمتعون مع عوائلهم برغد العيش وراء جدر محصنة أو في خارج العراق ووحدهم من يستفيد من الجهاد الكفائي فيكتفون بتضحيات المساكين والفقراء .

الأمر الثاني أن المتطوعين ولنختصرهم بالحشد لم تحركهم دوافع وطنية لأن الوطنية في العراق ومن كل الأطراف أعطيت إجازة مفتوحة طويلة الأمد ومع أن الحقيقة هذه مرة وصادمة ولكنها صلدة وراسخة ولهذا علينا تقبلها لفهم واقعنا والتعاطي معه فلولا فتوى المرجعية الشيعية ورايات يا حسين والدعاية الوهابية التحريضية المضادة التي تهدد الشيعي في وجوده وجرائم عصابات الإرهاب داعش وأخواتها من أيتام وبقايا وتربية نظام آل المجيد التي إستهدفت إبادة الشيعة خاصة ومنذ اليوم الذي إنفجرت فيه أول سيارة مفخخة في بغداد تحت عنوان مقاومة الأميركان بقتل العراقيين لما راينا هذا الزخم الكبير وغير المتوقع من المتطوعين وبالطبع فوجود حالات فردية تخرج عن الدوافع الواردة قبل قليل أو ظهور حالة عاطفية ظرفية لا تمكن من الخروج بحكم آخر فالمهم هو إنعدام مشروع وطني وهذا الأمر لا يقتصر على هبة الحشد بل على كل شيء جرى منذ الاحتلال والى يومنا هذا ..

*** ُقبل شباب عراقيون لاسيما في الوسط والجنوب على ارتداء العمامة التي هي لباس ديني بالدرجة الاولى في تلك المناطق. وفي العراق يرتديالمرء العمامة لغرضين، اما لاثبات النسب الهاشمي فيرتديها سوداء او خضراء، او لانه طالب علم وفقه فيرتديها بيضاء. وبين هذه وذاك يرتدي اخرون العمامة على رغم انهم لا من هذا ولا من ذاك بل لان الامر اصبح وسيلة في العراق اليوم للحصول على الامتيازات والوجاهة الاجتماعية, ويروي (ح. الياسري ) الذي عرفته شابا علمانيا لايمارس الطقوس الدينية، وعرف بتناوله الكحول لزمن طويل انه يرتدي العمامة السوداء الان للاشارة الى نسبه لال البيت. وقال ان الامر في العراق اليوم يتطلب ذلك لان لصاحبها نفوذا كبيرا بين الناس واردف (الياسري ): انني امارس الطقوس الدينية اليوم بانتظام بعد ان كنت مضطرا في السابق الى الابتعاد عن الدين خوفا من بطش رجال الامن وسألت ايلاف (الياسري) عن مغزى ارتداء العمامة الخضراء فقال ان بعض ( السادة ) ممن يرجع نسبهم الى ال البيت يرتدونها وهي تنتشر بدرجة اقل من العمامتين السوداء والبيضاء ازدياد أعداد المُعمّمين الشباب في العراق

عمامة الحوزة

وفي النجف لاحظت ايلاف ان هناك مجاميع ترتدي العمامة والجبة وقال ( ليث السماوي ) لايلاف نحن طلاب الحوزة الإسلامية ويطلق على لباسنا هذا اسم ( الزي الحوزوي ) كما ان كثيرين ممن لا ينتسب الى مدرسة الحوزة يرتدي الزي وهو امر يبعث على القلق اذا ما اخذنافي الاعتبار ان بعض افراد الميليشيات يرتدونه.

ويثير الامر استياء رجال الدين ان هناك من تعمم للحصول على المكاسب مثل الوظائف الحكومية.

انه ارتدى العمامة لانه قائد في جيش المهدي الذي يفرض ارتداء العمامة لقيادات جيشه. و(سليم) خريج معهد تكنولوجيا وكان موظفا دائما في الجيش العراقي السابق.

ويعترف (جابر الحياني ) وهو صاحب دكان في محافظة بابل ان الامر بدا يختلط على الناس، فبعض من يتعمم اليوم كان بعثيا او يساريا في السابق، وبدا الاخرون طارئين على الامر اذا ما اخذنا في الاعتبار ان المجتمع العراقي يعرف في رجل الدين المعمم بانه من عائلة معروفة بالتقوى والورع وأن يزكيه أحد المراجع.

ويضيف: ان لباس الدين اضحى وسيلة للكسب والامتيازات ليس الا.

ويقول الحياني: في السابق كان عليك اصطحاب رفيق حزبي كواسطة لدى الدوائر الحكومية اما اليوم فيمكنك اصطحاب معمم، فالامر لم يتغير كثيرا كما يقول.

ويرى (سيد حسين النجفي )وهو طالب في الحوزة ان عدد المعممين في النجف وكربلاء يتجاوز الخمسين الفا. ويضيف ان عدد المعممين في النجف الاشرف وحدها أيام محسن الحكيم في الخمسينات والستينات سبعة الاف او يزيدون. في حين وصل عددهم الى سبعمئة في أثناء حياة الخوئي في الثمانينات ويقول ان هذه الإحصائية وردت على لسان محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في النجف في انفجار هائل ولم يعثروا حينها الا على عمامته حيث احتفظت بها عائلته.

العمامة في الغرب

وللعمامة مركز مقدس في اغلب المجتمعات الاسلامية، وكان المشهد الذي اثار احتقانا طائفيا كبيرا في العراق منظر الرجل الذي تمكن من رفع عمامة ( على الهادي ) وهو الامام لدى الشيعة من تحت الانقاض حين فجر المرقد الذهبي العام الماضي. ويقول( سليم السامرائي ) لايلاف ان المرجعية الدينية تحتفظ بالعمامة اضافة الى الدرع والسيف حيث انتشلوها من سرداب تحت الانقاض.

وفي حين كان ارتداء العمامة والزي الاسلامي امرا يبعث على العجب في اوروبا حيث اضطر المقرئ الشهير عبد الباسط حين زار فرنسا الى شراء بدلة لارتدائها بعدما وجد ان الناس هناك كانوا ينظرون بدهشة الى عمامته وزيه الاسلامي فان شرطة اسكوتلنديارد البريطانية قررت السماح العام الماضي لرجال الشرطة المسلمين بارتداء العمامة خلال نوبات عملهم بدلا من القبعة التي تشكل جزءاً من الزي الرسمي لرجال الشرطة. وفي هذا يقول قادر خان) وهو شرطي بريطاني مسلم ان العمامة تعتبر سُنة، ولذلك فإن محاولة الالتزام بها تُعد جزءاً مهماً من حياة الإنسان المسلم. و تظاهر مئات من السيخ في فرنسا احتجاجاً على قرار السلطات الفرنسية بمنع ارتداء العمامة التي يرتديها المتدينون من أبناء تلك الطائفة يحملون لافتات كتب على بعضها;العمامة جزء من جسدنا وليس من ثيابنا

وفي اوائل القرن الماضي كان المعممون في مصر وسوريا هم العلماء والفقهاء والأدباء والكتاب وأرباب الأقلام و أرباب السيوف أو المماليك، و برزت أهليتهم داخل المجتمع من خلال مباشرتهم للوظائف المرموقة فى الدولة، فقد باشروا الوظائف الدينية والتعليمية التى جعلتهم اكثر احتكاكا بالشعب، وأقوى تاثيراً فيه، في عصر عرف بسمو النزعة الدينية.

ويعترف (كاظم جهاد ) وهو معمم ودرس الفقه في الحوزة العلمية في النجف ان بعضا ممن يدعون العلم ويرتدون العمامة لم يحصلوا على أي شهادة أكاديمية. ويقول ان الحوزة تعرف الامر لكن الفوضى في العراق سمحت لهؤلاء بتقمص شخص رجال الدين.

ويقول انه يعرف بعضا منهم لكنهم خطرون لانهم يعملون في الميليشيات ويحملون السلاح.

ويلبس السودانيون العمامة للوجاهة الاجتماعية وجاءت من فكرة ان الرجل كان يلف أمتارا كافية من القطن على رأسه، ليؤمن لنفسه دائما كفنا، يحمله على رأسه أينما ذهب، حيث لا تدري نفس في أي بقعة تموت. ويقول حسن كمال وهو معمم سوداني يعيش في لندن ان طول العمامة في السودان اربعة الى ستة امتار.

العمامة في التاريخ

والعِمامةُ، بالكسرِ: المِغْفَرُ، والبَيْضَةُ، وما يُلَفُّ على الرأسِوقال الرسول ان العمائم تيجان العرب وتقول بعض المصادر ان عمر قال ذلك.

وكان الرسول يعتلي المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه و دَخَلَ مَكّةَ يَوْمَ الفَتْحِ وهو يرتديها. وكان يدير العمامة على رأسه ويغرزها من ورائه ويرسل لها ذؤابة بين كتفيه، وهذا يدل على أنها عدة أذرع. وللرسول عمامة قصيرة و طويلة، والقصيرة كانت سبعة أذرع والطويلة اثني عشر ذراعاً. وكان يطيبها بالزعفران و الورس من اليمن وإيران.

والبس الرسول علي بن أبي طالب يوم غدير عمامة وأرخى عذبتها من الخلف وفي حديث أبي موسى أن جبرئيل نزل على الرسول وعليه عمامة سوداء قد أرخى ذؤابته من ورائه،.

وارتدى عبد الرحمن بن عوف عمامة سوداء من قطن.

وكان الحسين بن علي يرتدي عمامة سوداء وحين قتل اخذها جابر بن يزيد الازدي فصار مجذوماً.

كما ارتدى ابن زياد عمامة سوداء حين دخل الكوفة ليخدع الناس على انه الحسين.

ودخل الحجاج مسجد الكوفة مخاطبا: يا أهل العراق! أنا الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود.

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا… متى أضع العمامة تعرفوني

ولبس سادة العرب العمامة الصفراء و السوداء و البيضاء و الحمراء كما ارتدى الامويون والعباسيون الوانا مختلفة.

ومن أسمائها المكورة والعصابة والـمِعْجَر والـمِشوَذ والمقطّعة والتلثيمة وهذه الأسماء مأخوذة من هيئة تكويرها وطيها على الرأس.

ويقول ( سيد زين العابدين ) ان الشيعة لايرخون طرفها بينما هناك من يدلي طرفا منها بين كتفيه أو على أحدهما وهذا الجزء المتدلي يسمى العَذَبة والذؤابة والزوقلةوهي شائعة عند المعممين في الفلوجة وبغداد.

ويرى (محمد وهاب ) وهو استاذ سعودي انه على رغم ان الجزيرة العربية كان موطنا ومنبعا للعمامة الا انها تندر اليوم في السعودية ولا يلبسها من رجال الدين الا القليل على رغم ان محمد بن عبد الوهاب كان يرتدي عمامة بيضاء. و يرتديها المسنون في نجد فوق الشماغ.

وكانت لباس الإخوان من بادية نجد عندما جمعهم الملك عبد العزيز على سنة سلفية ولا يزال مُسِنُّوهم يلبسونها إلى هذا اليوم ويسمونها السنة، وهي علامة سؤدد لدى مشائخ البادية ويمتدح بها الحكام. و العمامة قطعة قماش كبيرة و سميكة من الصوف اوالحرير الصيني أو من القطن السميك أو الشاش الرفيع و وتلف حول الرأس بلفتين و لا تزيد عن ثلاث و عندما تكبر بشكل قرص كبير فانها تسمى (كشيدة) و تختلف اللفة من شخص لآخر وتستعمل عدة مرات والشيعة لايخرجون ذيولا من العمائم. اما ائمة السنة فيتركون زوائد لها من الخلف.ولبس الأباضيون المحافظون عمائم و قمصانا و يستعملون علماً أبيض و يعتقدون أن العمائم البيضاء هي بشرى خير

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here