الى والدي – رثاء

رخشان جبار حسين الفيلي

الى من ملك روحي وعقلي وقلبي….. الى ابي رحمه الله واعلى مكانه

اكتب لك رسالتي هذه وانا اعرف بانك لن تستلمها ولكن بمجرد التفكير باني اكتب رسالة الى ابي اشعر بالفرح والسرور.ابي الغالي كم افتقدك وافتقد الى حضنك الدافئ … كم اتمنى ان اراك لارتمي بحضنك ملهوفا بوجودك الى جانبي , وهاهي دموعي تسيل لتحرقني وتمزق قلبي.. أيّ ليلٍ وأيّ صبحٍ صباحي ، من يُداري ومن يُداويْ جراحي ، لا تلُمْني لما ترى لست تدري ، رُبّ صاح تظنه غير صاح ،لا تَلُمني فإن في القلب شيءٌ لا يُدارى وليس يمحوه ماحي ، وفراقِ الآباء شيءٌ عظيمٌ ،ما لذكرى همومه من بَراح، ولا اعتراض على أمر الله، والرثاء تعبير عن شفافية انسانية وتصوير لمشاعر ذاتية، وأداء معبر عن شحنة الألم وصورة ناطقة عن اتساع مساحة الفراق وتباعد الأحباب بشكل حتمي لا يُرجى معه عودة غائب ولا لقاء راحل، ولا يبقى بعد ذلك سوى اختزان ذكريات حزينة تكاد لا تمحوها الأعوام ،ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبرهم ولكنه الفراق الذي يترك في القلب حسرة وفي العين دمعة، وخاصة إذا كان من انسان عزيز تكمن الصعوبة ، فقد غادرنا إلى دار البقاء هذا الأسبوع الوالد العزيز الوجيه الحاج جبار حسين مرزه بعد فترة معاناة من مرض لازمه لمدة ليست بالقليلة. رحل عن دنيانا تاركاً لنا طيب عمله وحسن سيرته، ونقاء سريرته ، وسَنَموت نحنُ كذلك عن موعد و کلُّ مَنْ عَلیها فَان وَ یبقَی وَجْهُ رَبَّک ذوالجلالِ والاکرامِ، فنحن لا نتخيل الحياة بدون أحبائنا وبنفس الوقت إن الموت علينا حق لذلك يجب أن نكون دائماً على استعداد لمواجهته واستقباله بأعمالنا الصالحة التي اوصانا الله بها.
وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقه، انه لا باقي سواه والكل سيفنى. نرى نورك فيعيننا نسمع صدى صوتك في إذاننا ونشعر بلمسة يديك على رؤوسنا نسمع نبضات قلبك يدق في قلبنا لا نحسب انك ميت لا وألف لا فأنت الميت الحي، الغائب الحاضر، فأنت البعيد القريب بالأمس كنت جالس بيننا تضئ لنا حياتنا بنور حنانك، بحضنك الذي ينبعث منه كل معاني الحب والوفاء .نرى نورك فيعيني نسمع صدى صوتك في إذانا ونشعر بلمسة يديك على رؤوسنا نسمع نبضات قلبك يدق في قلبنا لا تحسب انك ميت لا وألف لا فأنت الميت الحي، الغائب الحاضر، فأنت البعيد القريب بالأمس كنت جالس بيننا تضئ لنا حياتنا بنور حنانك، بحضنك الذي كان ينبعث منه كل معاني الحب والوفاء، اطلب لك الرحمة والمغفرة من رب العالمين فهو ارحم الرحماء بعباده وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ واعاهدك انا واخوتي بان نعمل ما وصيتنا به للحفاظ على السمعة الطيبة ومحبة الناس ومخافة الله والتواصل مع اصدقائك والحفاظ على صلة الرحم والاعتناء برفيقة دربك الوالدة الحنونة. نم يا ابي قرير العين مرتاح البال لما بذلت في سبيل اولادك ومحبيك واهلك الذين ودعوك بحصرة والعائلة ودعتك وهي تعتصر الما ودمعاً لفراقك ابا بارا كريماً في جنان الله و إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ. وانا لله وانا اليه راجعون .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here