كتمان الدين

كتمان الدين، الدكتور صالح الورداني
———-
الدين له معان متعددة فهو يعني الجزاء والحساب والطاعة والعادة والسياسة والشريعة والعبادة والانقياد والسلطان والحكم والطاعة والتدبير والملك والسيرة والتوحيد..
وأغلب هذه المعاني جاءت في القرآن وهى في مجملها ترتبط بالحياة الدنيا..
وهو ما يؤكد أن الدين في حقيقته علاقة مدنية تنهض بالمجتمع والناس حيث أن شرائعه وأحكامه تطبق في الحياة الدنيا وترتبط بها بما يعود بالنفع على الناس والمجتمع..
وإذا لم يكن هناك نفع ولا مصلحة من وراء الدين فهذا يعني أنه جاء لعالم آخر لا يخص الدنيا..
وإذا سلمنا بأنه يختص بالحياة الدنيا فهذا يعني أن هناك خطأ في فهمه وتطبيقه..
وهذا الخطأ يؤدي بالطبع إلى الانحراف به عن مقاصده وأهدافه وتحوله إلى وسيلة لتبرير الظلم والفساد وتخدير الناس واستضعافها..
وهى الحالة التي مرت بها جميع الأديان بعد رحيل الرسل(ص)..
والحالة التي مر بها الإسلام أيضاً..
والعقل هو الوسيلة الوحيدة لمنع هذا الانحراف والحيلولة دون استغلال الدين..
من هنا كان الدين يعتمد في وجوده ومستقبله على أصحاب العقول ،فهم المالكون للأدوات التي تدافع عنه وتحميه وتكفل له البقاء والاستمرار والانتشار..
والكل يعرف أن الدين طاعة وانقياد وشريعة وعادة وجزاء وحساب وعبادة ومصدره الله سبحانه..
لكن ماهى حدود الطاعة والانقياد..؟
وماهى الشريعة..؟
وهل الطاعة لله أم لله والرسول..؟
وهل الشريعة تنحصر في القرآن وحده ، أم في القرآن والروايات وأقوال الرجال..؟
وإذا كان الدين سياسة وتدبير فهل تحقق ذلك في ظل حكومات الخلافة التي باركها السلف..؟
وما هو الموقف من هذه العقائد التي استنبطها الفقهاء من الروايات واعتبروها هى الدين وطريق النجاة من النار وضللوا المحالفين لها وأريقت الدماء على أساسها..؟
إن مكمن الأزمة في فهم الدين يعود إلى عدم فهم حركة الأديان وأن الإسلام شأنه شأن الديانات الأخرى التي سبقته، ولا بد له من أن يمر بسننها..
ومن السنن المرتبطة بالأديان التي أبرزها القرآن الكتمان ،أي كتمان الحق وتضليل الأتباع وهى مهمة يقوم بها المنافقون الذين يبرزون بقوة بعد رحيل الرسل(ص)..
ومهمة هؤلاء تنحصر في محاولة تفريغ الدين من مضمونه وتزييفه بواسطة الروايات التي يختلقونها وينسبوها للرسول..
وهو ما حدث لأمة محمد (ص) بعد رحيله..
يقول سبحانه:إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ.. البقرة/ 159
وهذا النص يشير في دلالة واضحة إلى قضية كتمان حقيقة الدين التي حدثت لكل الأديان..
ووروده في القرآن يعني أن أمة محمد(ص) ستقع فيه..
إلا أن الرجال أو الفقهاء حاولوا كعادتهم الانحراف بمقصود النص مستترين بالروايات..
وقالوا : “إنّ الذين يَكتمون مَا أنزلنا منَ البينات”، علماءَ اليهود وأحبارَها، وعلماءَ النصارى، لكتمانهم الناسَ أمرَ محمد ، وتركهم إتباعه وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراةوالإنجيل،و”البينات” التي أنزلها الله: ما بيّن من أمر نبوة محمد ومبعثه وصفته، في الكتابين..
و فقهاء المذاهب على مستوى الماضي والحاضر يستحقون أن تتنزل عليهم اللعنات لكتمانهم الحق وتسخيرهم الدين للحكام وأصحاب المصالح..
يستحقون اللعنات لضربهم الكتاب وإعلائهم الروايات وأقوال الرجال الطقوس والشعاءر المبتدعة..كتمان الدين
———-
الدين له معان متعددة فهو يعني الجزاء والحساب والطاعة والعادة والسياسة والشريعة والعبادة والانقياد والسلطان والحكم والطاعة والتدبير والملك والسيرة والتوحيد..
وأغلب هذه المعاني جاءت في القرآن وهى في مجملها ترتبط بالحياة الدنيا..
وهو ما يؤكد أن الدين في حقيقته علاقة مدنية تنهض بالمجتمع والناس حيث أن شرائعه وأحكامه تطبق في الحياة الدنيا وترتبط بها بما يعود بالنفع على الناس والمجتمع..
وإذا لم يكن هناك نفع ولا مصلحة من وراء الدين فهذا يعني أنه جاء لعالم آخر لا يخص الدنيا..
وإذا سلمنا بأنه يختص بالحياة الدنيا فهذا يعني أن هناك خطأ في فهمه وتطبيقه..
وهذا الخطأ يؤدي بالطبع إلى الانحراف به عن مقاصده وأهدافه وتحوله إلى وسيلة لتبرير الظلم والفساد وتخدير الناس واستضعافها..
وهى الحالة التي مرت بها جميع الأديان بعد رحيل الرسل(ص)..
والحالة التي مر بها الإسلام أيضاً..
والعقل هو الوسيلة الوحيدة لمنع هذا الانحراف والحيلولة دون استغلال الدين..
من هنا كان الدين يعتمد في وجوده ومستقبله على أصحاب العقول ،فهم المالكون للأدوات التي تدافع عنه وتحميه وتكفل له البقاء والاستمرار والانتشار..
والكل يعرف أن الدين طاعة وانقياد وشريعة وعادة وجزاء وحساب وعبادة ومصدره الله سبحانه..
لكن ماهى حدود الطاعة والانقياد..؟
وماهى الشريعة..؟
وهل الطاعة لله أم لله والرسول..؟
وهل الشريعة تنحصر في القرآن وحده ، أم في القرآن والروايات وأقوال الرجال..؟
وإذا كان الدين سياسة وتدبير فهل تحقق ذلك في ظل حكومات الخلافة التي باركها السلف..؟
وما هو الموقف من هذه العقائد التي استنبطها الفقهاء من الروايات واعتبروها هى الدين وطريق النجاة من النار وضللوا المحالفين لها وأريقت الدماء على أساسها..؟
إن مكمن الأزمة في فهم الدين يعود إلى عدم فهم حركة الأديان وأن الإسلام شأنه شأن الديانات الأخرى التي سبقته، ولا بد له من أن يمر بسننها..
ومن السنن المرتبطة بالأديان التي أبرزها القرآن الكتمان ،أي كتمان الحق وتضليل الأتباع وهى مهمة يقوم بها المنافقون الذين يبرزون بقوة بعد رحيل الرسل(ص)..
ومهمة هؤلاء تنحصر في محاولة تفريغ الدين من مضمونه وتزييفه بواسطة الروايات التي يختلقونها وينسبوها للرسول..
وهو ما حدث لأمة محمد (ص) بعد رحيله..
يقول سبحانه:إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ.. البقرة/ 159
وهذا النص يشير في دلالة واضحة إلى قضية كتمان حقيقة الدين التي حدثت لكل الأديان..
ووروده في القرآن يعني أن أمة محمد(ص) ستقع فيه..
إلا أن الرجال أو الفقهاء حاولوا كعادتهم الانحراف بمقصود النص مستترين بالروايات..
وقالوا : “إنّ الذين يَكتمون مَا أنزلنا منَ البينات”، علماءَ اليهود وأحبارَها، وعلماءَ النصارى، لكتمانهم الناسَ أمرَ محمد ، وتركهم إتباعه وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراةوالإنجيل،و”البينات” التي أنزلها الله: ما بيّن من أمر نبوة محمد ومبعثه وصفته، في الكتابين..
و فقهاء المذاهب على مستوى الماضي والحاضر يستحقون أن تتنزل عليهم اللعنات لكتمانهم الحق وتسخيرهم الدين للحكام وأصحاب المصالح..
يستحقون اللعنات لضربهم الكتاب وإعلائهم الروايات وأقوال الرجال و الطقوس والشعاءر المبتدعة..
وعلى رأسهم فقهاء السلاطين وفقهاء المذاهب وفقهاء الوهابية بشتى مؤسساتهم الذين اتحذوا الدين وظيفة وركنوا إلى الحكام وسخروا الدين لهم..
والطرق الصوفية التي حولت الدين إلى طقوس فارغة..
إن كتمان حقيقة الدين في الماضي وبروز الإسلام الروائي الخرافي على حساب الإسلام القرآني العقلاني هو الذي أدى لفساد حال المسلمين وتخلفهم في الحاضر..
وهناك العديد من الروايات النبوية التي تعد بمثابة بيان للقرآن ووصايا تستقيم بها الأمة ويحفظ بها الدين طالها الكتمان أيضاً..
قال مكحول :كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: رُبَّ كِيْسٍ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَمْ يَفْتَحْهُ ،يَعْنِي: مِنَ العِلْمِ..
وقال الذهبي: هَذَا دَالٌّ عَلَى جَوَازِ كِتْمَانِ بَعْضِ الأَحَادِيْثِ الَّتِي تُحَرِّكُ فِتْنَةً فِي الأُصُوْلِ أَوِ الفُرُوْعِ، أَوِ المَدْحِ وَالذَّمِّ، أَمَا حَدِيْثٌ يَتَعَلَّقُ بِحِلٍّ أَوْ حَرَامٍ فَلاَ يَحِلُّ كِتْمَانُهُ بِوَجْهٍ، فَإِنَّهُ مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى..
وفي غيبة الدين الحق وكتمانه يظهر الرجال..
وتحل الروايات محل الكتاب..
وعلى يد الرجال قامت المؤسسات..
ومعرفة الدين بعد الرسول لا تكون إلا عن طريق الكتاب..
وفي ظل الكتاب لا وجود للرجال..
وبالروايات أصبح الدين ينحصر في محيط الرجال والمؤسسات..
من هنا أضفيت القداسة على الرجال..
وأصبح المساس بهم يعد المساس بالدين..
وهذا ما يفسر لنا سر الثورات التي تتفجر ما بين الحين والآخر كلما برزت محاولة للمساس بالسلف والفقهاء..
ودعوى هؤلاء تكمن في أن المساس بهم يعني هدم الدين وكأن الدين عماده الرجال..
والله سبحانه ما أوجد الأديان ليعبث بها الرجال ويزيفوها ويتاجروا بها..
والدين ليس في حاجة إلى حمايتهم ..
ولا في حاجة لأصحاب العماءم و الشالات والمؤسسات..
والله سبحانه يقول: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون..الحجر/9
وواقع المسلمين بما يحوي من فرقة وتطاحن وتطرف وإرهاب وتكفير وتخلف يشهد بفشل هؤلاء في حفظ الدين وتبيينه..
وعلى رأسهم فقهاء السلاطين وفقهاء المذاهب وفقهاء الوهابية بشتى مؤسساتهم الذين اتحذوا الدين وظيفة وركنوا إلى الحكام وسخروا الدين لهم..
والطرق الصوفية التي حولت الدين إلى طقوس فارغة..
إن كتمان حقيقة الدين في الماضي وبروز الإسلام الروائي الخرافي على حساب الإسلام القرآني العقلاني هو الذي أدى لفساد حال المسلمين وتخلفهم في الحاضر..
وهناك العديد من الروايات النبوية التي تعد بمثابة بيان للقرآن ووصايا تستقيم بها الأمة ويحفظ بها الدين طالها الكتمان أيضاً..
قال مكحول :كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: رُبَّ كِيْسٍ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَمْ يَفْتَحْهُ ،يَعْنِي: مِنَ العِلْمِ..
وقال الذهبي: هَذَا دَالٌّ عَلَى جَوَازِ كِتْمَانِ بَعْضِ الأَحَادِيْثِ الَّتِي تُحَرِّكُ فِتْنَةً فِي الأُصُوْلِ أَوِ الفُرُوْعِ، أَوِ المَدْحِ وَالذَّمِّ، أَمَا حَدِيْثٌ يَتَعَلَّقُ بِحِلٍّ أَوْ حَرَامٍ فَلاَ يَحِلُّ كِتْمَانُهُ بِوَجْهٍ، فَإِنَّهُ مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى..
وفي غيبة الدين الحق وكتمانه يظهر الرجال..
وتحل الروايات محل الكتاب..
وعلى يد الرجال قامت المؤسسات..
ومعرفة الدين بعد الرسول لا تكون إلا عن طريق الكتاب..
وفي ظل الكتاب لا وجود للرجال..
وبالروايات أصبح الدين ينحصر في محيط الرجال والمؤسسات..
من هنا أضفيت القداسة على الرجال..
وأصبح المساس بهم يعد المساس بالدين..
وهذا ما يفسر لنا سر الثورات التي تتفجر ما بين الحين والآخر كلما برزت محاولة للمساس بالسلف والفقهاء..
ودعوى هؤلاء تكمن في أن المساس بهم يعني هدم الدين وكأن الدين عماده الرجال..
والله سبحانه ما أوجد الأديان ليعبث بها الرجال ويزيفوها ويتاجروا بها..
والدين ليس في حاجة إلى حمايتهم ..
ولا في حاجة لأصحاب العماءم و الشالات والمؤسسات..
والله سبحانه يقول: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون..الحجر/9
وواقع المسلمين بما يحوي من فرقة وتطاحن وتطرف وإرهاب وتكفير وتخلف يشهد بفشل هؤلاء في حفظ الدين وتبيينه..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here